أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ساعر يهلوم - أنا أرفض وأقول -ليتني شمعة في الظلام-!















المزيد.....

أنا أرفض وأقول -ليتني شمعة في الظلام-!


ساعر يهلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5784 - 2018 / 2 / 11 - 02:53
المحور: القضية الفلسطينية
    



ضد النظام!
عندما تسيّستُ لم تنبع رغبتي في السلام من الإيمان بالمساواة وبالتحرّر الوطني للشعبين – وإنما من توجّه عنصري يريد أكثر ما يمكن من العرب على أقلّ ما يمكن من الأرض. وأذكر أنني قلتُ لأخي ذات مرّة أنني أريد السلام ليس حبًا في العرب، بل لأنني أكرههم، وأريد الانفصال عنهم.. ولكن بعد أن تعرّفت إلى الرفاق العرب، لم يبدُ لي أنّ طريقي عادلة، إذا لم تكن منطقية للرفيق العربي أيضًا. وبعد أن تعلّمت عن فترة الحكم العسكري على العرب المواطنين في إسرائيل بعد قيام الدولة، وعن الاضطهاد والاستغلال والظلم الواقع تجاه الطبقات المستضعفة داخل دولة إسرائيل، أدركتُ أنّ عليّ مقاومة كل نظام قمعي يرزح تحت نيره الشعبان، وأن أرفض خدمة هذا النظام.


أعلن أنا، ساعر يهلوم (18 عامًا) أنني أرفض التجنّد للجيش بسبب معارضتي لسياسة حكومة إسرائيل المتواصلة منذ 50 عامًا من السيطرة على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة تحت حكم العسكري لا يختارونه، فضلاً عن سياسة التمييز والاستغلال تجاه جميع الفئات المهمّشة داخل دولة إسرائيل. أنا أرفض سياسة حكومة إسرائيل المعادية لقيم السلام والعدالة والديمقراطية، والمناقضة لحق الشعوب في تقرير مصيرها، لا سيما حق الشعب الفلسطيني التوّاق للحرية والاستقلال؛ هذه السياسة لن تجلب إلا المعاناة والحروب على الشعبين، بلوترهن مصير الشعب في إسرائيل بالسياسة الأمريكية المدمّرة، وبهذا تمنع عنه الاستقلال القومي الحقيقي.
نشأتُ في بيت غير مسيّس. كان والدي ضابطًا في الجيش، وتجنّد أخي في وحدة عسكرية قتالية، وكل بيئتي خدمت في الجيش. عندما كبرتُ بدأ اهتمامي بالسياسة، ولكن حتى عندما تسيّستُ لم تنبع رغبتي في السلام من الإيمان بالمساواة وبالتحرّر الوطني للشعبين – وإنما من توجّه عنصري يريد أكثر ما يمكن من العرب على أقلّ ما يمكن من الأرض. وأذكر أنني قلتُ لأخي ذات مرّة أنني أريد السلام ليس حبًا في العرب، بل لأنني أكرههم، وأريد الانفصال عنهم.
ولكن بعد أن تعرّفت إلى الرفاق العرب، لم يبدُ لي أنّ طريقي عادلة، إذا لم تكن منطقية للرفيق العربي أيضًا. وبعد أن تعلّمت عن فترة الحكم العسكري على العرب المواطنين في إسرائيل بعد قيام الدولة، وعن الاضطهاد والاستغلال والظلم الواقع تجاه الطبقات المستضعفة داخل دولة إسرائيل، أدركتُ أنّ عليّ مقاومة كل نظام قمعي يرزح تحت نيره الشعبان، وأن أرفض خدمة هذا النظام.
أنا أرفض لأنه بعد 50 عامًا من الاحتلال، تحوّل الجيش إلى ماكينة شغلها الشاغل هو الاحتلال. أرفض لأنني لا أعارض حالة "جريمة مقززة" هنا أو "أوامر غير قانونية" هناك تحصل في الأراضي المحتلة – وإنما أرفض الاحتلال نفسه، والذي لا يمكن أن يستمر دون هذه الحالات المتطرّفة: أرفض سياسة الحواجز، وهدم البيوت، والاستيطان، وملاحقة الحركات السياسية، وحظر التجوّل والاعتقالات التعسّفية. باختصار: أرفض احتلال شعب بأكمله تحت حكم عسكري معادٍ لهم. وفهمتُ من محادثات مع أصدقاء فلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، أنّ مشكلة الاحتلال لا تكمن فقط في القوة العسكرية القتالية التي تسيطر على الأرض، وإنما في المنظومة الإدارية التي تدير حياة الفلسطينيين وتمنعهم من العيش بكرامة واستقلال. لذلك لا يمكن الفصل بين الخدمة في وحدة قتالية أو غيرها. أنا أرفض لأنني أرفض أن يُرسَل أبناء وبنات جيلي ليكونوا قوة شرطة استعمارية على أبناء جيلنا الفلسطينيين في خدمة حكومة الرأسمال والاستيطان.

أنا أرفض لأنّ المسؤولية لا تقع فقط على الجندي الفرد الذي يقوم بدوره في المنظومة، وبالتالي لا قدرة لديه على إحداث التغيير. لا أتّهم الجنود الذين يخدمون في الجيش، وإنما الجنرالات وقادة الأجهزة الأمنية والوزراء الفاسدين.

أنا أرفض لأننا نسمع منذ سنوات طويلة أنّ حربًا جديدة، أو حربًا أقسى وأشرس، أو التنصّل من عملية السلام وسياسة "إدارة الصراع" – أنّ هذا ما سيجلب لنا الأمن. ويعِدوننا حربًا تلو الأخرى بـ "انهيار سلطة الإرهاب"، حتى الحرب القادمة. ولا أرى أي أمن في إسرائيل: بل أرى مزيدًا من العمليات، والحروب، ومزيدًا من إرسال أبناء جيلي ليُقتلوا ويَقتلوا أترابهم الفلسطينيين. لقد فشلت سياسة اليمين الحاكم في ضمان الأمن. ونحن نطرح أفقًا من الأمل والشراكة، والاستعداد الحقيقي للسلام.

أنا أرفض من منطلق طموح ودعوة لاندماج حقيقي لإسرائيل في المنطقة. إنّ سياسات التدخّل الأمريكية، المتحالفة مع السعودية وقطر والقوى الأكثر ظلاميةً في المنطقة، والتي تعمل ضد طموحات الشعوب في الاستقلال والديمقراطية بغية ضمان مصالح حيتان الرأسمال – هذه السياسات لن تجلب الاستقرار والسلام. وعلى الشعب في إسرائيل أن يكون شريكًا لشعوب المنطقة، وليس كنبتة غريبة تتطلع إلى الغرب. هذا طريقنا الوحيد لتحصيل الاستقلال القومي الحقيقي.

أنا أرفض لأنّ الممارسات المعادية للديمقراطية التي يقوم بها الجيش والإدارة المدنية في الأراضي المحتلة تتغلغل إلى داخل الخط الأخضر. لأنّ جنود حرس الحدود الذين يقمعون مظاهرات ضد جدار الفصل في بلعين يُرسلون لتفريق مظاهرات الأثيوبيين ضد العنف البوليسي في تل أبيب. نفس العنف البوليسي الذي يعاني منها الشباب العرب والشباب الأثيوبيون والنساء ومثليو الجنس والعاملون والمستضعَفون. لأنّ نفس الجرّافات التي تهدم البيوت في الأغوار تهدم في النقب والجليل والمثلث، وفي جفعات عمال وأبو كبير. أنا أرفض لأنّ الاحتلال هو مصدر الفساد السلطوي.

أنا أرفض لأنّ الحكومات الإسرائيلية التي تزجّ بالشعبين في حروب وجولات دموية جديدة، هي نفسها التي تضطهد الطبقات المستضعَفة في إسرائيل، والتي تقلّص وتخصخص الخدمات الاجتماعية وترفض رفع مخصّصات أصحاب الإعاقات، وتهمل العاملين المفصولين بينما تغدق الامتيازات على أصحاب الرساميل الكبيرة. أنا أرفض لأنّ نفس الحكومات التي تعمّق التحريض القومجي هي التي تقتطع ميزانيات المنظمات النسوية والمثلية وتشجّع المغتصبين والرجعيين في أروقة السلطة. أنا أرفض أن أخدم حكومة تحرّض على رفاقي العرب مواطني الدولة، والتي تبيع الغاز التابع للشعب بأبخس الأثمان، والتي تُبقي على نار الصراع مشتعلة في خدمة مقاولي الجدار الفاصل وأساطين صناعات السلاح. إنّ هذه الحرب تُشنّ في سبيل الذهب الذي يلمع في أحداق أصحاب المال.

أنا أرفض من منطلق ولائي لقيم السلام والديمقراطية، من قناعتي التي لا تتزعزع بالنضال من أجل العدالة الاجتماعية، ومن التزامي بالنضال الوطني من اجل الاستقلال الحقيقي لشعبيْ البلاد. أنا أرفض احتجاجًا على طريق الحكومة، محاولاً التوجّه للجمهور الإسرائيلي لمناشدتهم بتغيير هذا الطريق. أنا أرفض وأقول: ليتني شمعة في الظلام.



فلتذهب الأموال للرفاه والصحة والتعليم، وليس لميزانيات الحروب!
(ساعر يهلوم، عضو اللجنة المركزية لاتحاد الشبيبة الشيوعية، هو أحد قادة "عريضة الرافضات 2017" التي وقّع عليها حتى الآن 99 شابًا وشابة يهود يرفضون الخدمنة في جيش الاحتلال. سيتوجّه ساعر ورفيقه متان هلمان، بعد غد الأحد 11 شباط، إلى مركز التجنيد للإعلان رسميًا عن رفضها، ومن المتوقع أن تحكم عليهما سلطات الجيش بالسجن)






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد موقفها من الضربات الإسرائيلية.. الرئيس الإيراني: مستعدون ...
- السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب ر ...
- رافائيل غروسي -شرطي نووي-.. على تقاطع نيران إسرائيل وإيران
- ما قصة الطفلة التي أعلنت السلطات الجزائرية عن العثور على جثت ...
- الولايات المتحدة: مقتل اثنين من رجال الإطفاء بإطلاق نار خلال ...
- لماذا أصبحت كوريا الشمالية -أكثر إصرارا- على الاحتفاظ بأسلحت ...
- مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قاعدة عسكرية في الضفة الغربية.. ...
- سيناتور أمريكي بارز يعارض ترامب بشأن مصير اليورانيوم الإيران ...
- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ساعر يهلوم - أنا أرفض وأقول -ليتني شمعة في الظلام-!