أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرباحي - اليسار و الدين















المزيد.....

اليسار و الدين


محمد الرباحي

الحوار المتمدن-العدد: 5776 - 2018 / 2 / 3 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليسار و الدين
من منظور الاشتراكي الموحد
محمد الرباحي *
عقد الحزب الاشتراكي الموحد بالمغرب مؤتمره الرابع أيام19ـ20و21 يناير 2018 . وكما هو معلوم ، فإن هذا الحزب يعمل بالتيارات من أجل تكريس الديمقراطية داخل صفوفه . وقد تم خلال المؤتمر الأخير تقديم ثلاث أرضيات استطاعت أن تحصل على النصاب القانوني لتشكيل ثلاثة تيارات دخل الحزب : "التغيير الديمقراطي " و"اليسار المواطن و المناصفة" ثم "الأفق الجديد" ؛ هذه الأخيرة التي استطاعت الحصول على أصوات أغلبية المؤتمرين؛ وبالتالي ستشكل وثيقة التوجيه السياسي للحزب مستقبلا، بالتفاعل مع الأرضيتين السابقتين كما تم الاتفاق على ذلك.
وقد أولت الأرضية الفائزة ؛ التي أصبحت وثيقة التوجيه السياسي بقوة القانون الأساسي ؛ حيزا هاما للدين والدولة المدنية . إذ منذ البداية تؤكد الوثيقة على ضرورة : " تدقيق علاقتنا مع المسألة الدينية، والرد على الذين يتهمون اليسار بمعاداة الإسلام ومحاربة التدين ونشر الإلحاد وإنكار الحق في الإيمان، وتقديم المزيد من الإيضاحات التي هم منظورنا في التعامل مع الدين الإسلامي ومفهوم الدولة المدنية". (1)
المشكلة ليست في الدين،بل في التأويل غير السليم للنص الديني:
وتضيف الوثيقة : "لقد ظهر، من خلال الممارسة العملية في الميدان، أننا محتاجون إلى التأكيد على عدم وجود مشكلة لنا مع الدين، بل مشكلتنا هي مع نوع من التأويل غير السليم للنص الديني، وأساسا مع التوظيف السياسي للدين واحتكاره ، وعلى أننا دعاة الإصلاح الديني باعتباره جزءا من مهمة الإصلاح الشامل ، وأننا نخوض معركة للتنوير والحداثة، وهي معركة مفتوحة أمام مساهمة علماء الدين المتنورين ، وتستهدف في الأصل، استئناف المشروع الفكري لعلماء النهضة الذي انطلق في القرن التاسع عشر."
العلمانية ضامن للحرية الدينية :
اليسار، عموما، هو شجرة أنساب سياسية وفكرية تمثل العلمانية قاعدتها الأساسية.
والعلمانية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، وتجعل من الدين قضية شخصية تعني الفرد في علاقته بخالقه، أما السياسة فهي مجال عقلي مدني وضعي مفتوح يهم كل المواطنين بغض الطرف عن انتماءاتهم الدينية وقناعاتهم الروحية.
العلمانية ساهمت في تطور المجتمعات، وفي تجنب المزيد من الحروب الدينية الداخلية بين المتواجدين في ذات الرقعة الترابية، وعمقت فكرة السلام الأهلي، ومنحت الأقليات الدينية كامل حقوقها في ممارسة عباداتها والدعاية لدينها وتكثير أعداد المنتسبين إليه.
وبفضل العلمانية في البلدان الغربية تتمكن الديانة الإسلامية ، اليوم ، من تحقيق تقدم في عدد المنتسبين إلها، بنسبة أكبر مما تحققه الديانات الأخرى.
والعلمانية تنهض كحل وحيد، أحيانا ، للكثير من الإشكاليات التي يمكن أن تعيق التعايش ببن المجتمعات الواحدة، مثل الحالة التي يتألف فيها مجتمع ما من عدد من السكان موزعين بالتساوي بين ديانتين مثلا.
والعلمانية، كذلك، هي التي تضمن إعطاء المعنى الحقيقي لمفهوم الدولة الوطنية ولمؤسسة المواطنة التي تمثل عماد الديمقراطية الحديثة .
هناك مظاهر علمنة قائمة في جميع المجتمعات والبلدان، ولا يمكن، اليوم لأي بلد أو مجتمع أن يوقف زحفها، ولم يعد من الممكن تماما قيام دولة دينية خالصة، في أية بقعة من العالم، وما يمكن أن تصل إليه بعض الحركات الأصولية هو قيام وهم الدولة الدينية ، أو ما يشبه قليلا الدولة الدينية ، أو قيام نظام شمولي واستبدادي باسم الدين.
والعلمانية لا تقوم على معاداة الدين أو محاربة التدين أو منع الناس من أداء شعائرهم أو معاقبتهم على قناعاتهم الدينية، بل إنها أكبر ضامن للحرية الدينية لأنها تحمي حق كل مواطن في الانتماء إلى الدين الذي يريد وممارسة عبادته بكل حرية، حتى ولو كان المواطن الوحيد الذي يدين بتلك الديانة في البلد.
وبالرغم من كل ذلك، فإننا، كحزب، ننشد ، في شروط المرحلة التاريخية القائمة، إقامة (الدولة المدنية)، وهي صيغة لإزاحة إحدى العقبات الأساسية في طريق بناء توافق تاريخي على إقامة الديمقراطية في مجتمعاتنا المغاربية والعربي.
نحن نعتز بانتمائنا إلى الإسلام ء ولا نعتبر أنه يمثل، في حد ذاته، عنصر إعاقة لمشروع ركوب مجتمعاتنا سبيل الحرية والتقدم، ولا يشعرنا بمركب نقص ء فليست هناك ديانة غير قابلة للتعايش والتصالح مع الديمقراطية وحقوق الإنسان ومتطلبات دولة القانون. كل شيء يتوقف على ما يصنعه بها أبناؤها.
الدين الإسلامي و الدولة المدنية:
إن مفهوم (الدولة المدنية ) يبقي على حضور للدين الإسلامي في الفضاء العام من خلال أربعة جوانب:
1- الإشارة الدستورية إلى الإسلام كمكون أساسي للهوية المغربية من خلال التأكيد على أن ´´المغرب بلد مسلم في ظل دولة مدنية ذات سيادة كاملة´´، وعلى أن ´´الإسلام يمثل الدين الرسمي للدولة".
ولكن ذلك، في نظرنا، يتعين أن يتقيد بالاحترازات التالية:
الإسلام المقصود هو الإسلام القائم على فهم مقاصدي متنور للنصوص. ـ
تُضمن لكل من يوجد فوق التراب الوطني، من مغاربة وأجانب، حرية اعتناق مختلف الآراء ـ
والأديان والمعتقدات وحق التعبير عنها.
يسمح لكل مغربي مسلم ء في حياته الخاصة، أن يتبع المذهب الذي يشاء. ـ
يمنع استعمال أماكن العبادة للدعاية السياسية أو للدعوة إلى الكراهية أو العنصرية أو الطائفية. ـ
يمنع تأسيس حزب سياسي على أساس ديني أو عرقي. ـ
يمنع على كل من يباشر وظيفة دينية رسمية الانتماء إلى حزب سياسي. ـ
تلتزم الدولة بعدم تحقير أي من الأديان والمعتقدات. ـ
2ـ تلقين مبادئ الدين الإسلامي في التعليم العمومي. ويتعين أن يجرى ذلك في إطار تأمين حق ممارسة البحث العلمي وفتح تخصصات متعلقة بمختلف الأديان ودراستها وتدريسها في المستويات المتوسطة والعليا للتعليم، مع الحرص على التزام المناهج والبرامج التعليمية والكتب المدرسية، كافة، قيم التسامح الديني واحترام جمع الأديان وبمبادئ حقوق الإنسان.
3ـ استعمال الإعلام العمومي في نشر مبادئ الدين الإسلامي والإعلان عن مواقيت الصلوات وتتبع الأخبار والأنشطة الدينية، لكن مع تخصيص حيز لمواكبة أنشطة الأقليات الدينية في المغرب ، والالتزام باحترام الديانات الأخرى وقيم حقوق الإنسان والديمقراطية وأسس الحداثة العقلانية في في البرامج والمواد المبثوثة.
4ـ تخصيص وزارة لتدبر الشؤون الدينية وشؤون الأوقاف ،على أن تحترم في خطابها وسلوكها مبدأ سمو الدستور وتراتبية القوانين وصلاحيات المؤسسات التقريرية والتنفيذية للدولة، وعلى أن تخضع للمحاسبة مثل جميع المرافق الحكومية الأخرى، وعلى أن تدمج في عملها مهمة السهر على احترام ممارسة ذوى الديانات الأخرى لشعائرهم، وعلى أن تنحصر مهمة المجالس العلمية في إصدار الفتاوى التي تهم حياة المغاربة المسلمين دون أي تدخل رسمي في عمل المؤسسات العمومية ، وعلى أن تستمد فلسفة الإفتاء من الأسس العامة للإسلام ألمقاصدي المتنور. وعلى أن تضم هذه المجالس، بالإضافة إلى علماء الدين، علماء من تخصصات معرفية أخرى،حتى يتم التخلص من وهم الاعتقاد أن عالم الدين يستطيع الإفتاء في كل الأمور، بما في ذلك تلك المتصلة بعلوم أخرى، دون الاستعانة بالعلماء المتخصصين في هذه العلوم.
الدين ملكية جماعية للمغاربة:
نحن، في الحزب الاشتراكي الموحد، نعتبر الدين الإسلامي ملكية جماعية للمغاربة، لكن مشكلتنا هي مع مجموعة من الممارسات من قبيل :
ممارسة الاستبداد، باسم الدين، وإعطاء شرعية دينية لقرارات لم تتخذ ديمقراطيا من طرفـ-
منتخبي الشعب، وادعاء الحديث باسم الله وخرق القواعد المتعارف عليها لدولة القانون.
- تمتيع الحاكمين بالقداسة على أساس ديني.
نشر التخلف والخرافة والشعوذة والعادات المخالفة للقواعد العلمية باسم الدين (إخراج الجن من -
أجساد البشر)!؟
- تكفير الخصوم السياسيين والفكريين ء وتهييج نفوس الجمهور العام ضدهم ء وتعريض سلامتهم وحياتهم للخطر.
- - المس ، باسم، الخصوصية الدينية، بالقواعد الكبرى للديمقراطية وحقوق الإنسان ، بينما الحيز الخاص بالخصوصيات نتهض تلك القواعد، نفسها، بمهمة رسم مداه وحدوده.
القراءة الحرفية والظاهرية للنصوص الدينية وتحريم الاجتهاد. -
المزايدة ، باسم الدين، ورفع شعارات، يعلم رافعوها فبل غيرهم، استحالة تطبيقها، طمعا في -
استدرار عطف الجماهير وكسب أصواتها.
وعليه، فنحن في الحزب الاشتراكي الموحد ندعو إلى :
قراءة مقاصدية، وعقلانية وتنويرية ،وسياقية تاريخية، وتأويلية للنص الديني. -
تطوير الاجتهاد وعدم البقاء سجناء قواعد تم سنهل من طرف فريق من المسلمين منذ 13 -
قرنا.
- استنباط الأحكام وفق نظرة تركز على الخلاصات الإجمالية العامة وروح النص الديني، وربط الأحكام بعللها وبالمصلحة التي تتحدد على ضوء الواقع المتغير وما يراه الناس في كل ظرف.
- اعتبار ورشة الإصلاح الديني إحدى الأولويات في مشروع بناء الإنسان المغربي للقرن الواحد والعشرين.
- ليست هناك ديانة يمكن أن تعفي نفسها من اختبار هذا الإصلاح، المناهضون له إنما يناهضون التطور في حقيقة الأمر، ويخدمون بذلك مصالحهم في الكثير من الأحيان.
الإصلاح الديني :
عندما يمارس البعض قتل الأبرياء، ويستشهد على شرعية صنيعه بقراءة ٠ مختزلة لآيات من القرآن الكريم، ويستند إلى الرصيد ´´المعرفي´´ الديني الذي تلقاه عبر وسائل التنشئة القائمة، فهذا يعني أن علينا واجب التأسيس لقراءة جديدة ومناهج جديدة في التعامل مع التراث الديني.
أوروبا نجحت في إصلاحها الديني الذي انطلق في القرن السادس عشر، والمسلمون تعثر الإصلاح الديني لديهم وكان قد انطلق في القرن التاسع عشر (علماء النهضة ) وجاء ´علماء´ جدد يفتون بالعودة إلى الوراء (علماء الصحوة) وتحقق لأفكارهم الكثير من الانتشار والرسوخ لأسباب متعددة من ببنها ´´صدمه العولمة" .
يتعين أن يفضي الإصلاح الديني إلى تسييد فكرة التسامح التي استخلصها الغرب كدرس أساسي من دروس حروبه الدينية والانطلاق من التسليم بحرية المعتقد، وبقبول التعايش بن مختلف المعتقدات والقناعات الروحية في كل زمان ومكان، وإعادة تغيير صورتنا عن أنفسنا وعن الآخر، ووضع ذاتنا وتاريخنا أمام مرآة ناصعة مجلوة، والاعتراف بأخطاء ماضينا والنظر إليه كفعل إنساني يعكس عظمة الإنسان ولكنه يعكس ضعفه أيضا.



#محمد_الرباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤتمر الوطني الرابع للاشتراكي الموحد والتطلع إلى ممارسة ال ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرباحي - اليسار و الدين