أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شورش إبراهيم - برزخُ عفرين الفاصل بين أحلام أردوغان وكوابيس السوريين














المزيد.....

برزخُ عفرين الفاصل بين أحلام أردوغان وكوابيس السوريين


شورش إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5775 - 2018 / 2 / 2 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الأسابيع الأولى للثورة السورية , وجد الرئيس التركي أردوغان لنفسه موطئ قدم بين صفوف الثائرين على نظام الأسد , لاسيما وأنها ترافقت مع سعيه لإحياء مجد وتأثير السلطنة العثمانية في محيطه العربي , بعد أن مل الانتظار على أبواب دول الثقل السياسي في الاتحاد الأوربي راجيا منهم ضمها إليها .لكن أردوغان الذي رسم خطوطه العبثية الحمراء حول حمص وحماه , لم تكن سلطة دمشق غايته وإن كانت المقصودة بها , بل صواب الثوار في الشارع ,حيث فقدوه ! بعدما أسر تصريحات أردوغان قلوبهم , ففقدوا معها مدنهم واحدة تلوَ الأخرى , بينما تساقط ثوارها تباعا في شباك أردوغان العنكبوتية ,لا يعرفون الخلاص منها , ففي الخلف بيوتهم المهدمة و صور شهداءهم وحقدٌ هستيريٌ على الأسد في دمشق , غذتها براميله المتفجرة وأسلحته الكيميائية المستخدمة في خان شيخون والغوطة شرق دمشق , وروجتها مسارح أردوغان الكثيرة, الذي كان يستعرض عليها الألم السوري بحرفيه عالية , فلم يغب الوجع السوري عن أي خطاب لأردوغان , ليغيب فقط عن وجدانه , ليؤول بهم المآل إلى أن أصبحوا جنودا تحت طلب السلطان لأية عملية عسكرية كانت , لا يُسمحُ لهم فيها تحديد احداثيات أهداف بنادقهم حتى يُأُذن لهم بها السلطان , فوجهها أردوغان إلى عفرين مؤخرا دون عناء منه , بأمرٍ عسكريٍ لا أكثر , لقي قبولا لدى جنوده المطيعين على الرغم من أن "إدلب" ضحية هذا الأمر كما كانت "جنوب حلب" و"شمال حماه" ضحية حملة الباب قبل "عفرين" , أهداهما السلطان لروسيا وبشار ليُنكل بأطفالها وعجائزها بعد إن غادرتها الكتائب المدافعة هناك وانضمت لحملات أردوغان , بينما كان هو على الطرف الآخر يستجدي من روسيا صكوك مباركتها. مستثمرا الدم السوري و هو يُغيرُ تحالفاته بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تارة وبين النظام الإيراني والسوري من جهة وكتائب المعارضة على الأرض تارة أخرى , ليتعايش مع كل التناقضات الممكنة السياسية منها والأخلاقية ! ليبتعد أكثر فأكثر عن هاجس الخطر الكردي على مشارف حدوده وربما داخلها .
فأردوغان الذي حرص منذ أن فرض ثقله السياسي على جنرالات الجيش التركي متبوءا رئاسة الجمهورية على تحييده وتحجيم دوره داخليا وإقليميا , ولاحقا الحد من قدرته مستغلا فشل الانقلاب المزعوم , بعد الزج بجنرالات مؤثرة في السجن , بات الآن يستعين به ويقحمه في حروب خارج الحدود,لطالما كان متوجسا منها زمن سطوة الجنرالات على الجيش , ليراهن بها الآن على بصيرة شتات المقاتلين من جبهة النصرة وبعضا من الجيش الحر ,التي أخطأت مرارا وتكرارا في فهم السلطان المتوجس من القضية الكردية في تركيا , والحالم بالسيطرة على مدنهم خارج حدود بلاده ومنها عفرين ,فبعد سنوات من فشل داعش التي هادنها أردوغان طويلا في السيطرة على كوباني , والتي تغنى بسقوطها مستبقا الأحداث فيها, تلك التي قوت شوكة المقاتلين الأكراد , شرع بحملة عفرين ليزيل عنه غصة كوباني التي لازمت حلقه طويلا , لذا تحمل هذه الحملة جانبا عاطفيا لدى أردوغان ومعنويا لدى الطرف الآخر قد يستغله المقاتلون الكرد هناك , فالمعطيات على الأرض حتى هذه اللحظة توضح تسرع أردوغان في البدء بها ولربما ما كان يجب عليه الشروع بها أصلا , طالما أن النصر هناك لم يكن محسوما وسريعا كما كان يظن , وهو يستعين بطائرات كان يفتقدها داعش في هجومها على كوباني , فمع عصيان المدينة على مقاتليه وعدم التقدم على الأرض و في ظل رفض أمريكا سحب جنودها من منبج , الضلع الناقص من مثلث عفرين والباب وتزايد الشهداء بين المدنيين الكرد مقارنة بمقاتليه والذي ترافق مع مظاهرات حاشدة نظمها الأكراد في المدن الأوربية وكندا دعما للمدافعين عن عفرين . قد تجعل من أردوغان ضحية حملته لا عفرين, وقد يلقى نفس مصير جنرالات الحملة الفاشلة التي شنتها تركيا في كردستان العراق في فبراير من العام 2008 ,والذين فقدوا على إثرها سطوتهم لصالح أردوغان , بعد أن حمل جنرالات بارزة في الجيش التركي مسؤولية الفشل الكبيرة هناك , ليطلق العنان لحملة اعتقالات واسعة بين صفوف الجيش , كان قد بدأها قبل أشهر من الحملة بسبب قضية " ارغينيكون" المشهورة في تركيا, ليُعيد بعد عشرِ سنوات نفس سيناريو تلك الحملة لكن مع اختلاف الأدوار بينه وبين جنرالات الجيش الجدد , فهو رأس الحربة في حملة عفرين والمسؤول الأول عن أي فشلٍ يلقاه هناك .
لذا لم يدخر أردوغان أي جهد في حملته المصيرية هذه واهتم بتفاصيلها الدقيقة , كتسميتها بغصن الزيتون , كأنه يبحث عن السلام لا القتل , متوجها إلى دور العبادة طالبا العون من أأمتها , الذين روجوا لحملته و حثوا الشباب على حمل السلاح والانضمام إليها .
ولأن أردوغان لا يفوتهِ شيئ عندما يتعلق الأمر بالحرب في سوريا أمر وفود المعارضة المتوجهة إلى سوتشي بالعودة فورا من المطار وعدم المشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه روسيا , للإجهاز على أي أمر يحول دون صياغة بيانٍ ختامي يُرضي الروس والنظام ويكون ثمنا لاستمرار حملته في عفرين , ليلخص هذا المشهد كل سنوات عبث أردوغان بمصير السوريين , والذي لم يكتفي بمنع وفود المعارضة من المشاركة في المؤتمر بسوتشي , بل طرحت تركيا نفسها بديلا ومتحدثا رسميا باسمهم وبمباركتهم العلنية , لتكون الطرف المحاور للنظام وروسيا في الشأن السوري في مفارقة سياسية وأخلاقية عجيبة , وهي التي لم يقتل لها النظام طفلا أو امرأة , ولم تعش ألم سنوات الحرب ولا تعرف عنها شيئا لتمثل المعارضة في أضعف صورها و أبشع سقطاتها الأخلاقية . ليكون ثمن حملة عفرين أبهظ من حملة الباب وهو كل مبادئ الثورة وقيمها التي ابتلعها بيان سوتشي الأخير ,المُرحبِ به تُركيا , والداعي للحفاظ على الجيش السوري لحماية حدود الوطن بعد أن قتل مئات الآلاف من أبناءه وشرد الملايين , بالإضافة إلى أجهزته الأمنية التي أشعلت الثورة باقتلاع أظافر أبناء درعا , فأطفأتها المعارضةُ بفقع أعين السوريين الحالمين بالخلاص على يدي السلطان في سوتشي



#شورش_إبراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق ضحية خيانة أم سوء تدبير ؟
- نعش المام جلال الطلباني وعلم كردستان معا


المزيد.....




- ترامب يتطلع إلى التوصل لاتفاق بشأن غزة في هذا الموعد
- هل نقترب من انفراجة بشأن وقف إطلاق النار في غزة؟ إليكم ما نع ...
- الصين والولايات المتحدة: هل تحوّل التلميذ إلى أستاذ؟ - في ني ...
- رئيس الوزراء العراقي لبي بي سي : العراق لن يسمح بأن تكون سما ...
- -حريق حول العين- لهيام يارد: قصائد بالفرنسية تأخذنا إلى بيرو ...
- لماذا تستعد نيويورك لنشر منظومة اعتراض الطائرات المُسيرة؟
- أكثر من 14 مليون شخص ثلثهم من الأطفال مهددون بالموت جراء قرا ...
- نتنياهو يعتزم لقاء ترامب في واشنطن الأسبوع المقبل
- اتهام بريطانيا بالتواطؤ في إبادة غزة بعد حكم -العليا- بشأن س ...
- الشفافية تعريفها وتطورها التاريخي وأهدافها


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شورش إبراهيم - برزخُ عفرين الفاصل بين أحلام أردوغان وكوابيس السوريين