أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…














المزيد.....

تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 5774 - 2018 / 2 / 1 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العالم بأسره يلتقط أنفاسه: ماذا سوف تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية المزمع إجراؤها بعد أقل من شهرين؟ حتى يوم الإثنين الماضي كنّا نظن أن الريّس المفدّى، الزاهد الأعظم الذي أمسك عن الطعام لمدة عشر سنوات مكتفياً بشرب الماء من ثلاجته، سوف يحظى بإجماع الشعب المصري بلا غبار. وها أن مفاجأة انفجرت بنا كحزام ناسف لأحد الانتحاريين: فقد قرر الفدائي موسى مصطفى موسى أن يرمي بنفسه في الحلبة ويتجرّأ، بجسارة قلّ مثيلها في تاريخ الملاحم البشرية، على أن ينافس الريّس المفدّى على كرسي الرئاسة. فانقلبت كافة الحسابات وانتقلنا من نتيجة معروفة سلفاً إلى حالة ترقّب على أحرّ من الجمر.
أما السؤال الذي ننتظر بفارغ الصبر أن تجيب الانتخابات عنه، فليس بالطبع من سوف يفوز بها، بل هل يحصل المرشّح الفدائي على أصوات الأربعين ألف آدمي الذين منحوه توكيلهم، ويا هل تُرى يتجرأ موسى على منح صوته لنفسه، أم أن الجميع بمن فيهم موسى سوف يبايعون الريّس المفدّى بحيث تأتي النتيجة ناصعة، تعكس إجماع الشعب على الزعيم في مقابل لا صوت لموسى على الإطلاق؟ أو أن نفراً من الشعب المصري سوف يدلي بأصواته لموسى خطأً، ظنّاً منهم أنهم يصوّتون للريّس المفدّى نفسه بعد أن رأوا صورته تزيّن صفحة المرشّح الفدائي الفيسبوكية، ولعلمهم أنه من أقطاب حملة تأييد «منافسه»؟ فلا بدّ أن نُبدي إعجابنا بتفاني الفدائي موسى مصطفى موسى، الذي لم يتردّد في التضحية بنفسه وبكرامته التي هي أشهر من نار على علم، انصياعاً لواجبه الوطني بالترشّح لتأكيد الطبيعة الديمقراطية العميقة للانتخابات القادمة، بالرغم من أن الشك لا يرقى إليها…
آه، كم كان بليغاً الفرنسي فرانسوا دو لا روش فوكو، صاحب كتاب «الأحكام» في القرن السابع عشر وأحد أثقب مراقبي أحوال البشر، عندما قال: «إن النفاق ثناءُ الرذيلة على الفضيلة». وكان يقصد أن النفاق ينجم عن إقرار مرتكبي الرذائل بأنهم يعاكسون الفضيلة، ولولا إقرارهم ذاك لما شعروا بالحاجة إلى النفاق. ففي عهد جمال عبد الناصر، كان الريّس يزكّى باستفتاء شعبي بدون شعور الحكم بحاجة إلى النفاق والتظاهر بإجراء انتخابات تنافسية. ذلك أن الزعيم المصري كان بلا شك أكثر قادة عصرنا شعبية، ليس في مصر وحسب، بل وفي عموم المنطقة العربية. وقد رأى أن شرعيته الرئاسية بغنى عن التوكيد من خلال انتخابات تنافسية صورية، لا سيما أنه عاش في زمن كان نموذج «الاشتراكية» فيه، قصدنا طبعاً الاتحاد السوفييتي، أبعد ما يكون عن أصول الديمقراطية السياسية.
أما الريّس الحالي، فيعيش في زمن بات فيه الاعتراف بتلك الأصول معمماً إلى حد أن المثال الذي يصبو إلى تقليده، قيصر روسيا الجديد، فلاديمير بوتين عينه، يضطر إلى تنظيم انتخابات رئاسية صورية لإضفاء الشرعية على حكمه، وهو يسير بخطى حثيثة نحو بلوغ عدد من السنين في الحكم جدير بالرئاسة مدى الحياة التي اعتدنا عليها في منطقتنا العربية. فضلاً عن ذلك، فقد تبددت الشعبية التي حاز عليها عبد الفتّاح السيسي قبل توليه الرئاسة في صيف 2014، أي قبل أن يجرّبه الشعب المصري في مسؤولية السلطة. وهي شعبية جاءت نتيجة تضافر حملة الأجهزة المحمومة مع الأوهام التي عمل بوحيها وساهم في بثّها الذين اتكلوا على القوات المسلحة كي تخلّصهم من رئاسة محمد مرسي، ظنّاً منهم أن إزاحة هذا الأخير بانقلاب عسكري سوف تُعيد فتح باب الديمقراطية الذي خشوا أن توصده جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد أربع سنوات، انقشع السراب. لا المشاريع الفرعونية أتت بالبحبوحة الموعودة، ولا أوضاع البلاد نعمت بالاستقرار المنشود. بل تعرّض الشعب المصري لأقسى هجوم على معيشته تعرّض له في عصرنا، بما يفوق بدرجات تلك الإجراءات التي اتخذها حكم أنور السادات في عام 1977 وانفجرت الجماهير غضباً مطالبة بإلغائها. هذا على خلفية تصاعد في التوتّر والإرهاب، إرهاب الإرهابيين وإرهاب المُشرفين على «الحرب على الإرهاب»، بلغ ذروة في الأشهر الأخيرة.
فالحقيقة هي أن قيام الحكم الحالي بسدّ الطريق أمام أي مرشّح جدّي، غير صوري تهريجي مثلما هو موسى مصطفى موسى، ليس تعبيراً عن قوة، بل هو تعبيرٌ عن ضعف بالغ وعدم ثقة بالقدرة على الفوز في انتخابات حرة ونزيهة. والسؤال الحقيقي والجدّي ليس من سوف يفوز بالانتخابات القادمة، ولا ما عدد الأصوات التي سوف تمنحها الأجهزة للمرشّح الفدائي، بل إلى متى سوف يبقى الشعب المصري متفرجاً على تلك المسرحية الرديئة.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصيبة الشعب الكردي
- دفاعاً عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره
- استفتاء الاستقلال الكردي الوهمي: انتهت السكرة وبدأت ...
- البارزاني وتقرير المصير: كلمة حق أريد بها باطل!
- العالم العربي:”طور مضاد للثورة ليس هو ذاته غير مرحلة في السي ...
- ما دامت القوى التقدّمية عاجزة عن تشكيل بدائل قوية وحقيقية سن ...
- لا للقصف الجوّي الهمجي في سوريا واليمن!
- عن تدخل الدولة التركية في سوريا
- هل يستطيع الشعب إسقاط النظام والدولة لا تزال قائمة؟
- االربيع العربي وانتكاسته و اليسار -الزائف-
- نحو يسار تحرري وتقدمي في الشرق الأوسط
- ماذا حلّ بالربيع العربيّ؟
- فرنسا تعود إلى حالة الطوارئ
- حول العمليات العسكرية الروسية في سوريا
- المركزية الديمقراطية والمركزية البيروقراطية
- العالم العربي: “نحن ما زلنا في هذه السيرورة الثورية المنطلقة ...
- حول هجمة أواخر الربيع للدولة الإسلامية، ومستتبعاتها
- حوار مع جلبير الأشقر
- علينا أن نخلق قطباً ثالثاً
- ماذا تبقَّى من الربيع العربى؟


المزيد.....




- الجيش الباكستاني لـCNN: أسقطنا طائرتين تابعتين لسلاح الجو ال ...
- موسكو لكييف: سنرد على أي خرق لهدنة النصر
- -لا يمكن حظر 10 ملايين ناخب-.. ميرتس يعلق على إمكانية حظر حز ...
- مشاهد لانفجارات في إقليم البنجاب بعد إطلاق صواريخ هندية
- ترامب: سمعنا للتو عن ضربات هندية على باكستان وهو أمر مخزٍ
- الخارجية الأمريكية: لا يمكن انتظار تحقيق تقدم في تسوية الأزم ...
- نصائح مفيدة لإطالة العمر
- الصين.. روبوت يخرج عن السيطرة و-يهاجم- مبرمجيه! (فيديو)
- بعد 14 عاما من التوقف.. طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية ال ...
- رئيس الوزراء الباكستاني يدعو مجلس الأمن القومي الباكستاني لل ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…