أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عمر - * عفرين* شيفرة الدخول الأولى الى تركيا؟؟!!














المزيد.....

* عفرين* شيفرة الدخول الأولى الى تركيا؟؟!!


محمود عمر

الحوار المتمدن-العدد: 5770 - 2018 / 1 / 28 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* عفرين* شيفرة الدخول الأولى الى تركيا؟؟!!
المحامي محمود عمر
تركيا ـ وبناءا على معطيات مراكز الدراسات فيها ومعلوماتها الاستخباراتية ـ تدرك تماما بأنه وما إن تتوافق المصالح و يلوح في الأفق بوادر لحل الأزمة السورية فإن الدور التالي سيكون عليها وان كان ذلك على نار هادئة ـ وان أسهل الطرق للولوج للداخل التركي يمر من بوابة المارد الكردي الذي رغم ما يعانيه من حالة مظلومية وحرمان من أبسط الحقوق الا انه ومع ذلك يشكل على الدوام هوسا وخوفا تركيا ليس له حدود ومن أراد ان يتعرف إلى حجم هذا التخوف التركي فلينظر فقط إلى ذاك السياج الإسمنتي الذي تبنيه تركيا منذ عدة سنين على طول حدودها مع الكرد.
تركيا تعلم تمام بأن رأسها هو المطلوب وان ما يبثه الغرب عموما وأمريكا على وجه التحديد إعلاميا حول خطورة المشروع الإيراني هو فقط لذر الرماد في العيون، فايران لا تشكل خطرا حقيقيا على مصالح الغرب في المنطقة بل بالعكس من ذلك فالوجود الإيراني مطلوب بحجم ودور معين خدمة لهذه المصالح ، وتدرك تركيا جليا بأن عقلية حكومتها الإسلاموية في العمق أصبحت محل قلق للجميع، وتدرك أيضا بأنها قد فقدت ذلك الدور الذي كانت تلعبه إبان الحرب الباردة وان الغرب قد سئم ابتزازها في تلك المرحلة ،فانتقل إلى الحوار المباشر مع الإيرانيين والروس لحسم خلافاتها معهم بعيدا عن الابتزاز التركي .
تركيا أصبحت بحق دولة دون حلفاء حقيقيين أو فلنقل دولة دون أصدقاء استراتيجيين وبخلاف ذلك ما هو استراتيجي تركيا هو الصراع مع الكل فصراعها التاريخي الطويل الأمد مع الروس والإيرانيين لن يحسمه اللعب معهما على الحلبة السورية لبعض الوقت وعلاقاتها مع سوريا والعراق لم تشهد استقرارا يوما ما بل كان يغلب عليه على الدوام التوتر وفقدان الثقة واثارة القلاقل للطرفين واليوم أصبح المشروع التركي التوسعي أصبح قلق حتى لمعظم الدول العربية، ولن ينسى الغرب عموما أن تركيا يوما ما قد امتطت صهوة الشعار الاسلاموي وبه فتحت أبوابها واكتسحت ساحاتها لردح من الزمن ،وتدرك أمريكا وإسرائيل أكثر من الجميع حجم وخطورة المشروع التوسعي التركي لذلك فهما ومنذ انتهاء الحرب الباردة تلعبان معها لعبة القط والفأر.
لذلك كله وفضلا عما تعانيه ـ إضافة للقضية الكردية ـ من ملفات وأزمات داخلية مقلقة تعلم تركيا جيدا بأنها في النهاية ستكون وحيدة في عين العاصفة التي لا بد أن تهب عليها عاجلا او آجلا وعليها أن تدفع فاتورة كل ما سبق ، لذلك ـ وعود على ذي بدأـ فمنذ بداية الأزمة السورية حاولت تركيا ـ وما تزال قدر الإمكان ـ إبعاد هذا الشبح عنها بإطالة أمد الأزمة وبقائها متعشعشة في جسد السوريين مهما كانت الأثمان، في البداية احتضنت معظم المعارضين والمنشقين وخاصة اؤلئك الذين يحملون الفكر الإخواني وكان لها الدور البارز في عسكرة الثورة السورية فقد قامت بفتح الحدود على مصراعيه لكل متطرفي العالم للدخول إلى المعمعة السورية وقامت بتأجيج الصراع المذهبي فيها غررت وما تزال بالكثير من السوريين عبر وعود معسولة وعدتهم بان مدنهم لن تدمر وأنها لن تسمح بتكرار حماة الثمانينات ولكن حماة تكررت حماة في معظم الحواضر السورية ودمرت أمام عينيها جل مدن السوريين وهي فقط متفرجة وتبني للسوريين المزيد من المخيمات تحقيقا لمآربها حتى تجندهم لاحقا في حروبها وتغرق بالباقي دول الغرب لابتزازها وابتزاز هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان ونهبها باسم اللاجئين السوريين، ولكن ذلك لم يكن آخر فصول لعبتها القذرة فما إن لاح بصيص أمل بان هناك توافقات دولية أولية حول المأساة السورية حتى تحججت من جديد بالملف الكردي التي أخفقت في اللعب فيه في كل من رأس العين وكوباني ومنبج وتل أبيض وغيرها ولم يبق أمامها سوى الاعتداء على (عفرين) هذه المدينة الهادئة الوادعة وكأن حال الأتراك يقول لا حل للأزمة دون أن يأتي الدمار على كل المدن والبلدات السورية وخاصة أن حجم حقدها لم يرتوي وهي تشاهد ما حققه الكرد من آمان نسبي في مناطقهم هذا الذي كان ضريبته المئات من الشهداء في وجه أعتى قوة بربرية في التاريخ المعاصر.
تدرك تركيا بأن بداية نهاية الأزمة السورية فهو يعني بداية الأزمة لديها لذلك تظل وعلى الدوام تخلط الأوراق وتضع الحجر أمام عجلات عربة الحل ولا ضير في أن يكون ذلك على حساب الدم والدمار السوري، المهم ان تظل بعيدة عن ذاك الذي ترتعد منه وتخشاه لذلك جاء عدوانها على عفرين كحلقة ضمن حلقات حروبها القذرة التي ما فتئت تشعله في الجسد السوري ،ولكنها في هذه المرة اغترت بقوتها وحجم آلتها العسكرية فغرور قادتها تصور المشهد وكأنهم في مجابهة حرب كونية لا في مجابهة مدينة صغيرة كانت مطمئنة لولا الجبروت التركي ولكنهم لن يمروا من عفرين بأمان فناسها لا يملكون سوى إرادتهم وحقوقهم المشروعة في وطنهم وهي لن تنتصر مهما تعجرف قادتها وتبجحوا بقوتهم هذا التعجرف النابع من هول خوفهم لما تحمله الأيام القادمة لهم.
تركيا لا تتعظ من تجاربها وبتعنتها سينقلب سحرها عليها وتكون الخاسر الأكبر في الأزمة السورية كما كانت الخاسر الأكبر في الأزمة العراقية ،وستكون (عفرين) بما تحمله من أغصان الزيتون أولى بوابات السلام للمأساة السورية ولكنها بذات الوقت ستكون أولى بوابات جهنم التي ستفتح على تركيا وكل الغزاة والطامعين .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة جادّة لخلق إله أجمل (1/2)


المزيد.....




- مصر: تحركات حزبية مكثفة استعدادا لانتخابات مجلس الشيوخ.. وال ...
- حيواناتنا الأليفة تعاني أيضاً في الحرّ، فكيف نحميها؟
- تحقيق استقصائي لرويترز: كيف أحصت الوكالة عدد قتلى مذابح العل ...
- وساطة من ترامب بين إسرائيل وسوريا... وغضب في تركيا بسبب رسم ...
- ملك إسبانيا فيليبي السادس يستقبل الوزير الأول الجزائري نذير ...
- باريس -تأسف بشدة- للحكم على صحافي فرنسي بالسجن في الجزائر
- توقيف أكثر من 150 عضوا ببلدية إزمير بتهم فساد
- شهداء بغارات على غزة والموت يهدد مئات المرضى والجرحى بالمستش ...
- شهيدان في رام الله والخليل وتواصل الاقتحامات بالضفة
- عاجل | المحكمة العليا في إسرائيل تقرر تعليق جلسة النظر بتعيي ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عمر - * عفرين* شيفرة الدخول الأولى الى تركيا؟؟!!