أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سرتي - كل مرة يسقط فيها سزيف يصبح أقوى














المزيد.....

كل مرة يسقط فيها سزيف يصبح أقوى


محمد سرتي

الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صحيح أن سزيف مات قبل أن يبلغ القمة، ولكنه في كل مرة كان يحطم رقماً قياسياً جديداً.
كل رقم قياسي يستلب، يلغي، يمحو الرقم الذي قبله؛ لذلك لا يتذكر الناس سوى الرقم الأول والرقم الأخير. أما سزيف فهو المعادلة التي تنطبق على جميع الأرقام الأولى وجميع الأرقام الأخيرة.
إن عظماء التاريخ أكثر بكثير من أولئك القلة الذين تخلدت فيه أسماؤهم، ليس لأنهم الأعظم، ولكن لأن بعضاً منهم سجل الرقم القياسي الأخير في لعبته قبل أن يحول البعض الآخر أنظار الناس نحو لعبة جديدة.
عندما تكون قريباً من المشهد، أو ربما بداخله، لن تعرف كيف حصل هذا التحول، بل ولا تكاد تشعر به من فرط سلاسته. ولكن بالرجوع قليلاً إلى الوراء يصبح المشهد صادماً عندما تطرح السؤال التالي: كيف وصلنا إلى هنا؟!
النص المقدس، الذي لازال الناس يعتبرونه مقدساً رغم مرور آلاف السنين على كتابته، هو ذلك الذي يختزل المشهد الكامل في معادلة واحدة، معادلة ثابتة تستخرج منها ميل كل نقطة في منحنى الزمن المتغير، ومن كل ميل تفهم كل الماضي وتستشرف كل المستقبل.
لذلك ظل سزيف، إلى الآن، مقدساً. رغم أن أهل زمانه كانوا يعتبرونه رمزاً للفشل! لم يدركوا حينها أن فشله كان الأساس لكل نجاح جاء بعده. لقد مات سزيف شهيداً، لأنه لم ييأس ولم يفقد الأمل، فرسم بدمائه الطاهرة طريق أحفاده نحو القمة. فلنشكر الله أن سزيف لم يتساءل يوماً عن سبب وجود الشر/المعاناة في هذا العالم.
قمة السعادة (الجنة) تكمن في السلام. ومن المستحيل تحقيق السلام في مجتمع من الضعفاء. فالضعيف يخشى كل آخر، يكره كل آخر، ويحقد على كل آخر. لذلك جعل الله الجنة في أعلى القمة كي لا يصل إليها غير الأقوياء.
في الحقيقة لم يعاقب زيوس سزيفاً وإنما دله على طريق الخلد الحقيقي، طريق السعادة الأبدية، طريق ما وراء الشعور بالضعف واليأس، وبالتالي الخوف. ما وراء القلق الوجودي، ما وراء التساؤل عن سبب وجود الخير والشر في هذا العالم. طريق الإيمان بأن ثمة جيل ما سيتمكن من وضع الصخرة على أعلى القمة، ويصعد فوقها ليحتفل، ونحتفل معه جميعاً بنهاية التاريخ.



#محمد_سرتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفسة حمار يذبح
- وطن بلا متسول
- مقولة الضرورة القرآنية: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلي ...
- هرطقات توحيدية : المعرفة والعرفان
- هرطقات توحيدية : منطق وحدة الوجود
- إرادة الخلود بلسان عربي مبين
- أصل العائلة وإرادة الخلود6
- أصل العائلة وإرادة الخلود5
- أصل العائلة وإرادة الخلود4
- أصل العائلة وإرادة الخلود3
- كان عندنا وطن لم يدنسه توحيدهم
- معجزة التشهد الأخير
- أم المؤمنين امرأة نوح وامرأة لوط وامرأة محمد
- أنطولوجيا الحسين وميثولوجيا الخلاص
- أصل العائلة وإرادة الخلود2
- أصل العائلة وإرادة الخلود1
- للخروج من مأزق الرافعة... الإلحاد هو الحل
- تحطيم الحدود...دعاية داعش الكبرى
- هرطقات صوفية: هل القرآن كلام الله أم الشيطان؟
- من قال إن الله لا يحب الملحدين؟!


المزيد.....




- ما دلالات تسمية بابا الفاتيكان الجديد -لاوُنْ- الرابع عشر؟ ا ...
- من صناديق الاقتراع إلى الفاتيكان.. البابا ليو الرابع عشر وتو ...
- ماما جابت بيبي.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد نايل سات ...
- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سرتي - كل مرة يسقط فيها سزيف يصبح أقوى