|
نريد إقالة الفاسد مدحت المحمود
سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 23:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القى متظاهرو التحرير الجمعة 12 كانون الثاني بيانا طالبوا فيه العبادي بالوفاء بوعوده بمحاربة الفساد. وهي مبادرة جيدة لكنها غير كافية كونها ستضع المبادرة مرة اخرى بيد العبادي.
نعرف كالجميع بانه يجب عدم التعويل على العبادي في ما يتعلق بمحاربة الفساد. فقد شاهد الجميع كيف اتجه نحو نفس هؤلاء الفاسدون احدهم مقال من منصبه بسبب هذا الفساد لاقامة التحالفات الانتخابية. وربما سيعيد العبادي المحاولة لاحقا حتى وإن تراجع الآن مؤقتا. يتوجب على هذا الاعتماد على الذات في محاربة الفساد. ولدى العراقيين سلاحا ماضيا في هذا الصدد : انه سلاح التظاهر الذي اثبت نجاعته. إذ يمكن ان يؤدي استخدام هذا السلاح بشكل صحيح الى تكوين رأي عام ضاغط يمكن ان ينتج تكرارا لما جرى في بداية التظاهرات قبل سنوات عندما افلح بإقالة الشبوط رئيس شبكة الاعلام.
لقد توفرت يومها فرصة ذهبية لاقالة مدحت المحمود هذا بعد ان تكللت بالنجاح اقالة الشبوط. ويتذكر الجميع كيف تعالت الصيحات بعدها للتوجه للمحكمة الاتحادية. فالبقاء فقط في اطار المطالبات العامة بمحاربة الفساد قد لا يكفي. وها نحن نرى بعد سنوات ان رأس الفساد الشديد هذا ما زال في مكانه مستمرا بعمله كمظلة حماية للفاسدين.
فقد جرى تعطيل هيئة النزاهة ومكاتب مفتشيها كجهاز رقابي على الدولة منذ ان سقطت بيد رئيس الوزراء وصارت تحت سلطته في تجاوز للدستور. يلاحظ هنا بان المحكمة الاتحادية برئاسة المحمود الشغوفة بتقديم التفسيرات الدستورية لمن يطلب لا تقدم تفسيرا على هذا التجاوز على الدستور ! وبسبب الفساد في القضاء الذي يغطي عليه المحمود صار هذا اداة بيد المفسدين لارهاب اصحاب الرأي الحر والصحافيين والنشطاء السياسيين.
ولولا وجود مظلة الفساد هذا على رأس السلطة القضائية لما امكن تعطيل محاكمة الفاسدين وتسهيل تهريبهم مثل عبد الفلاح السوداني وزياد القطان وايهم السامرائي وحازم الشعلان وغيرهم. وغير هذا من انتشار الفساد في الجيش والاجهزة الامنية بسبب من تراجع سلطة القضاء. وحيث قد ادى هذا التراجع الى انتشار الاعراف العشائرية وتغوّلها على الناس.
وبفضل مظلة الفساد مدحت المحمود بقي وسيبقى كل السراق طلقاء ابتداء من مهربي العملة ومظلتهم الاخرى محافظ المركزي الى اولئك الفاسدين الذين سلموا نصف البلاد الى الدواعش. ولماذا لا يكونوا وقد امن لهم المحمود جميعا سبل البقاء بمأمن من القصاص ؟ وما زال القضاء في العراق يتراجع ويفسد. من تجليات هذا الفساد هو تشريع ما يسمى بقانون العفو العام من جهة ، وتعطيل تشريع قانون التجريم الطائفي من جهة ثانية.
بحماية مظلة الفساد هذا سيبقى آخرون في اماكنهم مثل قاسم الفهداوي الذي جرى تعطيل ملفات فساده منذ ان كان محافظا للانبار. وستستمر مكاتب الاحزاب الاقتصادية في عملها. كل هذا بسبب توفر مظلة المحمود التي تحميهم من الردع والعقاب.
من نتائج التغاضي عن مظلة الفساد هذا وشل ادوات الردع هو اننا حصلنا على ارهابيين ومجرمين معشعشين في مجلس النواب مثل سليم الجبوري ومشعان ركاض ومحمود الحسن وآخرين غيرهم عدا عن فساد نيابي بلا حدود وصل الى حدود الغثيان. وهذا ادى الى شلل هذا المجلس الرقابي مع فضائح يومية. وفساد القضاء بوجود المحمود مظلته ادى الى اضمحلال الادعاء العام وتراجعه عن القيام بوظيفته. هذا التراجع ادى بدوره الى تقدم انتهازيي وفاسدي مجلس النواب وتحويلهم اياه الى ساحة للابتزاز وتصفية الحسابات بحجة محاربة الفساد.
وقد وُجِد للمحمود دعائم حتى في ايران ما شاء الله !! فقد ارسل الخامنئي لمظلة الفساد هذا ممثليه في بلدنا من قادة قوات المتطوعين. ثم لاحقا ارسل له الشاهرودي الذي استقبله بالاحضان (*) ! هل يمكن احد ان يتصور استخفافا اكثر من هذا بالعراقيين المكتوين بنار الفساد ؟
ولأن بريمر هو من اتى بنفسه بالمحمود ونصبه على رأس المحكمة الاتحادية فقد صمت هذا تماما ازاء تدخلات السفارة الامريكية في شؤون البلد ، وتغاضى عن تدافع الفاسدين على ابوابها.
الامثلة كثيرة ولسنا بوارد ادراجها كلها. فقد تكفل كل رؤوساء حكومات 2003 واحزابهم بتوفير الحماية لرأس الفساد هذا. وهو بدوره يوفر لهم المظلة التي تعطل القضاء والجهات الرقابية لادامة فسادهم والمسألة واضحة. وتعطيل عمل هذه الجهات هو السبب في شعور الفاسدين بالحصانة من العقاب مما ادى طبعا الى استشراء الفساد في جميع انحاء العراق. إذن فبإقالة المحمود يتم كسر هذه الدائرة المغلقة. وهو ما قد صار ضرورة لوضع البلد على الطريق الصحيح. بنجاح هذا المسعى نكون قد ساهمنا في تهديم اولى دعائم الفساد.
وطبعا يتوجب الانتباه الى الا يكون من يحل محله احد صنائعه من قضاة المحكمة الاتحادية الآخرين.
ما زال هناك الوقت الكافي لاحداث هذا التغيير. وهو تطور سيكون له تأثير كبير على الوضع السياسي لاحقا. قطعا لو كانت هذه الاقالة قد تحققت رأسا بعد اقالة الشبوط لكان الوضع في العراق مختلفا عما هو عليه الآن.
روابط المقالة : (*) العامري والمهندس يلتقيان مدحت المحمود ويبديان دعمهما للقضاء https://www.alsumaria.tv/news/145047/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D8%AF%D8%B3-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%AF%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%88%D9%8A/ar
لقاء رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي بسماحة آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي (دام ظله) http://www.hashemishahroudi.org/ar/news/240/%D9%85%D8%AF%D8%AD%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF
روابط ذوات صلة بالموضوع :
نحن شعب ينسى ولا يتعظ... أمثلة على فضائح نظام المحاصصة الطائفية http://www.albadeeliraq.com/node/921
كلام في الحكم الصالح :العراق دولة فاشله ..لماذا...؟ https://www.al-nnas.com/ARTICLE/MFarag/30z1.htm
هل أن العبادي غير قادر على مواجهة الفساد ام انه غير جاد في ذلك..؟ https://www.al-nnas.com/ARTICLE/MFarag/20z0.htm
امل الحياة : من المستفيد من اضطرابات 14 آب ؟ http://ali-alkhaqani.blogspot.nl/2015/08/14.html
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البرامج الانتخابية واهميتها
-
الضغوط تتزايد على وزير نفط الاقليم
-
اين التحقيق في سقوط المحافظات الشمالية بيد داعش ؟
-
اعضاء مجلس النواب ونظافة اليد
-
هل يريد التحالف المدني تعريض جمهوره للسع مرة اخرى ؟
-
الاهداف المبتغاة من حل الجيش العراقي
-
دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (2)
-
دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (1)
-
نحو انهاء الاوضاع الشاذة في الاقليم
-
ازمة الاقليم تكشف جزءاً من المستور
-
اصدقاء دكتاتور اربيل يهرعون لنجدته والعبادي يستجيب
-
خدعة المناطق المسماة المتنازع عليها
-
فضائيات التطرف والفساد
-
شركة لافارج الفرنسية مولت داعش في سوريا
-
تحرير اجزاء كركوك العربية وحدها فقط ام مع كامل الحقول النفطي
...
-
العبادي يتآمر على العراق بمعية الامريكان
-
الاردن (الشقيق جدا) قاعدة الارهاب !
-
الامريكيون ليسوا قوات احتلال... !
-
التثقيف الانتخابي
-
القاتل الاقتصادي ينشط في استنزاف الخزينة
المزيد.....
-
إعصار ميلتون تحدى التوقعات وجلب عواصف عاتية.. فلوريدا على وق
...
-
أسامة حمدان: إسرائيل تسعى لحرب إقليمية لإنقاذ ما تبقى منها
-
ما هو السلاح الروسي -السرّي- الذي سقط في يد أوكرانيا؟
-
انطلاق حملة -الإمارات معك يا لبنان- المجتمعية لدعم الشعب الل
...
-
شاهد.. خزان غاز يندفع بسرعة هائلة ويقتل 4 أشخاص عقب انفجار ف
...
-
-قوة ردع- بمصر.. رسالة موجهة لإسرائيل
-
رئيس البرلمان الإيراني يندد بـ-جرائم إسرائيل- من موقع الغارة
...
-
الاحتلال يفصل شمال القطاع عن مدينة غزة
-
الروبوتات المفخخة.. براميل نارية إسرائيلية لإبادة شمال غزة
-
مشاهد لاستهداف القسام قوات الاحتلال شرق جباليا بقذائف الهاون
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|