كيف يمكن قمع الفساد؟‏

رائد حنا

الحوار المتمدن-العدد: 5768 - 2018 / 1 / 25 - 21:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

كيف يمكن قمع الفساد؟‏
أن الخطوة الأولى الواضحة لقمع الفساد هي الإدراك أن الفساد أمر مهلك وخاطئ إذ يجعل عديمي الضمير ينتفعون على حساب الآخرين.‏ «ندرك جميعا أن كلفة الرشوة باهظة.‏ فالرشوة تُضعِف الحكم الصالح،‏ تضر بالفعالية والتنمية على الصعيد الاقتصادي،‏ تفسد التجارة،‏ وتؤذي المواطنين حول العالم».‏
لكنّ الرشوة التي تُعطى للفوز بعقود تجارية في بلدان أخرى هي فقط احد الإشكال البسيطة الظاهرة للفساد.‏ فاستئصال الفساد بشكل شامل يتطلب أجراء ثانيا أصعب بكثير:‏ تغييرا في القلب،‏ بل في قلوب كثيرة.‏ فيجب أن يتعلم الناس في كل مكان أن يبغضوا الرشوة والفساد.‏ عندئذ فقط سيزول الربح غير المشروع.‏ ولبلوغ ذلك،‏ يجب على الجميع محاربة لفساد الذي يعمل على التأثير في المجتمع ويكونوا مؤيدي على ذلك ‹أن يُدخِلوا «بذار الاستقامة»› إلى مكان العمل والمجتمع فينبغي زرع بذار الفضيلة والاستقامة في قلوب الناس.‏ أن المعركة ضد الفساد أدبية ولا يمكن ربحها بالتشريع فقط بل أن ينال جزائه بالعقوبات القانونية. ومتى كان أناس يحملون الاستقامة ونزاهة فأين هم ؟
فيجب ويتطلب منهم النزاهة والاستقامة ويسلكون بسلك الاستقامة في كل طرقهم, أن الفساد تعمي أعين الحكماء وتعوِّج كلام الصدِّيقين ويجب أن يعينوا قضاة حكماء ومدبرين أتقياء، فمن مسئولية الشعب أن يحسنوا تعيين أو اختيار العاملين من الحكماء عادلين. ففي دائرة تأثيرك، في البيت أو الكنيسة أو المدرسة أو العمل، هل تعمل على أن تسود العدالة والتقوى؟ فالفشل في اختيار قادة يقيمون العدالة، قد يؤدي إلى متاعب كثيرة وانتشار الفساد ....
لا يلزم أن يكون أي إنسان أو امة فاسدا.‏ فينبغي عليهم ترك طريقة حياتهم وتغيير طريقة تفكيرهم.‏ والشعب يريد أن يستبدل كلٌّ من يحمل الجشع والأنانية‏ والفساد ....
فإن محبي العدل يشعرون بالإحباط عندما يزدهر الفساد دون أن يكون له أي رادع. ويجب أقلاعهم أقلاع جذري تماما وصنع التغيير أمر ضروري والتغلب على الفساد والمفسدين وصنع التعديلات تنسجم مع الاستقامة والنزاهة وينبغي طرح شخصياتهم القديمة وسيرتهم الفاسدة التي أفسدت مجتمعنا بحسب شهواتهم الخادعة والمفسدة والتجديد التي تصنع التحرك وصنع ذهن متجدد ‏ ووضع شخصيات جديدة ونزيهة التي خلقت بحسب مشيئة الله في البر والولاء الحقيقي.‏ لذلك‏ إذ قد طرحتم عنكم الباطل،‏ تكلموا بالحق أن مستقبل الجنس البشري عينه يتوقف على تعديلات كهذه.‏
إذا بقي الجشع والفساد دون رادع،‏ يمكن أن يهلكا الأرض تماما وسيساهم إلى هلاك.‏ ولكن من المفرح أن خالق الجنس البشري لا ينوي ترك هذه القضايا للصدفة.‏ فهو مصمِّم ‹أن يهلك الذين يهلكون الأرض›
صحيح أن العيش وفق مقاييس الاستقامة قد لا يكون سهلا اليوم وبرفضنا الفساد ،‏ فعلينا نُظهِر صدقنا وتصميمنا على التغيير وتعديل ويجب أن لا نسكت على الظلم والفساد وان سكوتنا دليل على قبولنا ورغبتنا ومساهمتنا على انتشار الفساد والظلم ونرضى بهما ولكوننا السبب في الاختيار ويجب عند الاختيار علينا التأكد من هو المختار واختيارنا سيحدد مستقبلنا وعيشنا الكريم لنا ولبلدنا فليكن اختيارنا حكيما وسكوتنا سيساعد على انتشار عدوى الفساد بكل أنواعه ....

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل