أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الامارة - الانموذج الديمقراطي العراقي: بين تفاؤل هنتنغتون وتشاؤم فوكياما














المزيد.....

الانموذج الديمقراطي العراقي: بين تفاؤل هنتنغتون وتشاؤم فوكياما


سيف الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانموذج الديمقراطي العراقي: بين تفاؤل هنتنغتون وتشاؤم فوكياما
(دراسة في امكانية انطلاق الموجة الرابعة للديمقراطية في المنطقة)
تمثل اطروحة صموئيل هنتنغتون (1927-2008) لصيرورة الديمقراطية في كتابه الموجة الثالثة للديمقراطية- التيار النقيض لأطروحة فرانسيس فوكياما (م. 1952) التي بينها في عدة اعمال بحثية ابرزها بحثه الموسوم (مستقبل التاريخ) المنشور في صحيفة الشؤون الخارجية الامريكية (Foreign Affairs).
يرى هنتنغتون ان الديمقراطية تسير بشكل موجات تصاعدية تعترضها بين الحين والاخر موجات اخرى مضادة، لكن التاريخ يبين ان الديمقراطية تستمر في النمو، وتشهد في كل مرحلة جديدة تمر بها معوقات اقل حدة من المرحلة السابقة ضمن اطار الموجات المضادة.
تبعاً لذلك، يعتقد هنتنغتون ان الديمقراطية مرت حتى نهاية فترة الحرب الباردة بثلاث موجات، فالموجه الأولى قد بدأت فى العشرينات من القرن التاسع عشر، واستمرت قرابة قرن فظهرت خلال هذه الفترة (29) حكومة ديمقراطية غير أن عام (1922) شهد أول موجة مضادة للديمقراطية بوصول موسيلينى للسلطة، وهى الموجة التى استمرت حتى عام (1942)، فأنكمش عدد الديمقراطيات فى العالم إلى (12) دولة، ثم جاء انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية لتبدأ الموجة الثانية من التحول إلى الديمقراطية، والتى بلغت أوجها عام (1963)، حين وصل عدد الحكومات الديمقراطية إلى (16) ولم تلبث هذه الموجة أن انتكست فى الفترة من (1960 – 1975) فتقلصت الديمقراطيات إلى (30) دولة، برزت بعد ذلك الموجة الثالثة للديمقراطية في منتصف عقد السبعينيات من القرن المنصرم.
من جهة اخرى، يرى فوكياما ان الديمقراطية تواجه اليوم تياراً عكسياً اخذ يهدد مسيرتها المستقبلية، وذلك لبروز انماذج دكتاتورية ارتسمت لبلدانها خطى النجاح، فضلاً عن التأكل التدريجي لقوى الطبقة الوسطى التي تمثل العمود الفقري للديمقراطية الليبرالية، منذ ان قامت تلك الطبقة بامتصاص الطبقة العاملة التي تعد العمود الفقري للنظام الاشتراكي.
عند النظر الى الوقائع القائمة اليوم سنجد انها تدعم فرضية فوكياما، حيث افادت صحيفة الواشنطن بوست بأن (21) نظاماً ديمقراطياً قد سار باتجاه الدكتاتورية في عام 2016، لكن ما يوخذ على اطروحة فوكياما هو انها تتسم برؤية ضيقة محصورة بقيود الواقع الراهن، بينما تتسم اطروحة هنتنغتون برؤية كلية تتجاوز الحدود الزمكانية في تحليل مسار الديمقراطية.
يكاد يمثل النظام الديمقراطي العراقي اليوم انموذجاً فريداً من نوعه في بيئة تعج بالنظم الدكتاتورية، كونه تمكن من امتصاص قوى عدم الاستقرار، واعاد انتاج نفسه بتركيبة جديدة بعد هزيمة تنظيم داعش والحفاظ على وحدة البلاد، مما يطرح اليوم-وفق فرضية هنتنغتون-امكانية جعل العراق نقطة انطلاق للموجة الرابعة للديمقراطية.
ان قوى الجذب التي يتمتع بها العراق في هذا الاطار تتجسد بطرحه فرضية نشر الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط بشكل طبيعي وتطوري بفعل النجاح الذي حققه الانموذج الديمقراطي العراقي- كاطروحة مضادة لآلية نشر الديمقراطية عبر التدخل الخارجي والتي اثبتت فشلها الذريع، سيما ان انموذج الدول القائم اليوم في المنطقة والذي افرزه اتفاق سايكس بيكو- ينتابه تياران اساسيان هما: ضعف السلطة المركزية مقابل الرغبة بالبقاء على الانموذج الراهن للدولة، مما يجعل الديمقراطية النظام الاكثر توافقاً مع معطيات التيارين اعلاه.
هناك علاقة توافقية بارزة بين النظم الديمقراطية والسلام قوامها ان النظم الديمقراطية تدفع باتجاه السلام، كونها انعكاس لارادة الشعوب، بينما تدفع النظم الدكتاتورية باتجاه عدم الاستقرار عادة، لأنها تعكس التوجهات السلطوية للطبقات الحاكمة.
ان العلاقة اعلاه توفر للمجتمع الدولي فرصة تاريخية لايجاد حل طويل الامد لاشكالية الاستقرار في المنطقة تقوم على اساس دعم الانموذج العراقي على غرار ما حدث في دعم الولايات المتحدة الامريكية لانموذج المانيا الغربية سابقا- ليواصل مسيرة نجاحه والتي ستساعد بشكل غير مباشر على انتشار الانموذج الديمقراطي في المنطقة وفق قواعد نظرية الدومينو، كبديل عن النهج القائم اليوم والذي يدفع باتجاه الابقاء على النظم الدكتاتورية كثمن للسلام الهش والقصير المدى.



#سيف_الامارة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الولايات المتحدة الأمريكية في بناء النظم البرلمانية في م ...
- السياسة الخارجية لأدارة ترامب (اشكالية العلاقة بين المنظور ا ...


المزيد.....




- نجا بأعجوبة.. صاعقة تضرب قريبًا جدًا من رجل توصيل
- -هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا- - مقال ر ...
- كل ما تريد معرفته عن خليفة حفتر.. رجل ليبيا القوي وحلفاؤه في ...
- أضرار بالغة.. الهجوم الإيراني على مصفاة حيفا كبّد إسرائيل خ ...
- لوحة جدارية عملاقة في فرنسا تنتقد سياسات ترامب في مجال الهجر ...
- اكتشاف علمي سويدي يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري
- فرنسا تطوي وجود عسكري استمر 65 عاما في السنغال
- القوات السورية تنسحب من السويداء وإسرائيل تقصف دمشق.. ما الت ...
- قتيلان وجرحى إثر هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة والبابا يدع ...
- ماذا تريد إسرائيل من قصف دمشق؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف الامارة - الانموذج الديمقراطي العراقي: بين تفاؤل هنتنغتون وتشاؤم فوكياما