أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالباسط العسراوي - الوطنية أم الإنسانية:رؤية نفسية.














المزيد.....

الوطنية أم الإنسانية:رؤية نفسية.


عبدالباسط العسراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5755 - 2018 / 1 / 12 - 05:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الوطنية أم الإنسانية : رؤية نفسية
إن الإنسان يعشق وطنه على مافيه من المثالب والنواقص والعيوب، ولولا هذا الحب والعشق لكانت بلاد الظلم خاوية على عروشها، صحيح أننا لاننكر مايفعله الظلم بالنفس الإنسانية، إذ يكون مثبطا عن الكثير من الأعمال الوطنية، لكن رغم ذلك لا يلغي من الوجدان الإجتماعي شيء، فيبقى حب الوطن هوهو ولا يكدر صفوه أي شيء.
إن حب الوطن هو غريزة فطرية في الإنسان، فالأرض التي ولد فيها وتجرع فيها حلو الزمان ومره تبقى عنده بقعة مبجلة ولها قدسية، فهذا الحب هو شعور يدب فيه ويبعث فيه روح الوطنية.
حب الوطن عشق لاينتهي يندس في النفس والوجدان والعاطفة، والوطنية مكان تتجمع فيه الإنفعالات حول فكرة الوطن، ومعلوم أن الإنسان يفتخر بالوطن ويقاتل في سبيله ويشعر بالحاجة له، من هنا يكون المجتمع متجمع لهذه الإنفعالات الغريزية بهذا الشيء الذي هو الوطن، من هنا تكون الوطنية جزءا من الطبيعة الإنسانية التي غرست فيه،بحيث يتجه كل عمله بشكل تلقائي لاشعوري إلى مافيه خير للوطن، فيقال أن للإنسان «عاطفة وطنية»، فالتمسك بالوطنية ضرورة ولايوجد شيء أقسى من مقاتلة «العاطفة الوطنية» بإسم«المصلحة الإنسانية» حيث لا وطنية نجد ولا إنسانية تبقى.
وقد توهم البعض أن«مثال الأنا» في هذا العالم المعيش وجب أن يكون أبعد من الوطنية فراحوا يقاتلون المبادئ الوطنية في سبيل المبادئ الإنسانية، والحقيقة أن هذه فكرة في ظاهرها يقين ولايوجد في جوفها إلا التضليل والوهم.
إن موضع الوطنية من الإنسانية، كموضع الأسرة من الوطنية، بحيث أن الوطني لا يعطي ولايسمو إلا إذا تراصت أجزائه الأولى التي هي الأسر، نفس الأمر بالنسبة للإنسانية إنها لاتستطيع أن تذهب إلى أبعد مدى إلا بعد أن تنظم الهيئات الوطنية تنظيما تاما غير منقوص، ومتى أصبح للجمهور إرادة صحيحة في بناء الحضارة فإنه لم ينحصر آنذاك عمله في وطنه ولكنه يتجاوزه إلى شعوب أخرى.
إن الناس في أول أمرهم لم يكونوا إلا رحلا متنقلين لا وطن لهم، فكانت الوطنية لاتجد سبيلا إلى نفوسهم، لأن الوطنية تحتاج الوطن، وكيف يتم الوطن لقوم رحل وطنهم حيث ينزلون؟
لكن ما أن اتخذ الانسان له وطنا بمثابة مرجع يقيه من التيه والترحال حتى أصبح وطنه منزله الخاص ثم تطورت العلاقات بين الأسر في المدينة الواحدة فاصبحت المدينة وطنه، وقد تابع الإنسان التطور حتى أصبح الوطن مترامي الأطراف خارج أسوار المدينة، فأصبح الحق والواجب والناموس ضرورة الضرورات، فأصبح القانون هو الوليد المقدس للأرض، بل وأصبحت الوطنية تنمو رويدا رويدا حتى أصبحت «عقيدة »بعد أن كانت «عاطفة».






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف أحذية غريبة وعملاقة في حصن روماني قديم تثير حيرة العل ...
- سوريا.. ماذا نعلم عن الدروز وتصريح حكمت الهجري ولماذا تحميهم ...
- في شقة بالسعودية.. ضبط 7 نساء و5 رجال لـ-ممارسة الدعارة- وال ...
- تصريحات ترامب حول سد النهضة تُشعل الجدل مجدداً
- الأثر الذهني يستمر بعد إغلاق الشاشة: دراسة تكشف تأثير الهات ...
- ضغوط ترامب وتعهدات بانفاق ضخم..من يدفع ثمن الأمن في الناتو؟ ...
- مركز أبحاث جديد في لندن يسعى لفهم-لغة الحيوانات- باستخدام ال ...
- ما الذي يحصل في مدينة السويداء السورية وكيف تطورت الأمور هنا ...
- الأطعمة المحلاة تزيد من خطر البلوغ المبكر
- سوء التغذية يفتك بأطفال غزة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالباسط العسراوي - الوطنية أم الإنسانية:رؤية نفسية.