أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الاله محمد جاسم - مقالة عن المجموعة القصصية همس الدراويش ل صالح خلفاوي














المزيد.....

مقالة عن المجموعة القصصية همس الدراويش ل صالح خلفاوي


عبد الاله محمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5754 - 2018 / 1 / 11 - 23:52
المحور: الادب والفن
    


صالح جبار محمد خلفاوي.. استيقظ على همس الدراويش عاشق الطبيعة ومواسم تنبت الأشواك
الدكتور --عبد الإله محمد جاسم
من مجموعته القصصية (همس الدراويش ) الى مجموعة أخرى صدرت بعنوان ( مواسم الخروب ) إن المسافة الواقعة بين هاتين المجموعتين جعلتني أراقب نتاج هذا القاص في مجال الفرز المباشر الذي يسوقه باتجاه التميز - إما في قعر الكتابة أو العوم على سطح بحرها ... مواسم الخروب ..
جمعت إحدى وعشرون قصة قصيرة (short story )بدأ مجموعته بأول قصة تصدرت كل قصصه وهي ( اللحية الكثة ) وختم المجموعة بقصة ( الفراغ ) . يظهر القاص في قصته الأولى ساخطا بغضب واطئ مبتعدا عن خيط الخديعة المتعدد الألوان والاتجاهات تاركا الفكرة تتحلل في وسط الجاهل لطبقة اجتماعية رثة الذين هم أداة تساق لتغيير المعايير الصحيحة في بركة التخلف . وكذلك في قصة ( الاغماضة ) هي امتداد حركي لما قبلها مفتوحة بكل خطوطها المتشعبة من روح الكاتب وانفعالاته الحقيقية لا المتكلفة أو الباحثة عن مأوى لسبب ما .. القاص يكتب ليوصل حقائق إلى قراءه لا يكتب لأجل الكتابة وهذا أسلوب القاص الحقيقي الصادق في إرساء الأفكار الفاعلة والمؤثرة في الوسط الاجتماعي . ففي قصة ( الثآليل ) يجد القارئ نفسه أمام صياغة فكرية تتعدى تقاليد بعض الأنماط المختلفة حيث يضع القاص سلة أفكاره في فضاء واسع فيقول .. ( مازال الحلم يتمرغ في وحل رأسي والنجوم تضع في المسامات ألمها المدمن .. ثم يواصل قوله .. زمن تحول لهوس يبني حضارة عمياء ) هنا يفتح القاص سلة أفكاره في عالم مليء بالأفكار المريضة والخرافة فيحاول أن يشهر بها للذين غفلوا عنها أو الذين لايرون الصورة على حقيقتها .. فيقول هناك خلل لايستطيع احد أن يكشفه ألا انه يصر على أن يسلم حياته الى جلاد بغيض .. يستمر القاص يحبو في قصصه الرائعة حتى يخيل للقارئ أنها محطات لكنوز فكرية قائمة بذاتها مطهرة تعتمد الحدث والحوار أسلوب للنمو والتدرج نحو الصعود الى القمة ثم الهبوط باتجاه المعالجة النهائية . أن القاص واضح الأفكار عميق الكلمة كثيف الجملة يعتمد اللغة الحية في كل قصصه ذات البناء الواقعي المتجذر في تأريخه الوطني الذي يدخل من باب الطبيعة الثابتة فترفل بثراء إنساني مليء بالتجارب والقيم النبيلة .. كما نراه في قصة مواسم الخروب هذه القصة وضع اسمها عنوان لمجموعته موضوع القراءة . إن هذه القراءة التحليلية مختصرة لان القاص مزدحم الأفكار بمزاج فريد في تكوينه .. فهو يقدم عنصر التلوين في البناء الفني لقصصه تارة وأخرى يندفع باتجاه الطبيعة كناتج للحياة وبأطر كثيرة متنوعة رمزية وإيحائية وسرد نثري مشوق . لدى القاص عنصر المفاجأة بشحنات قوية تلهم القارئ الكثير من المصطلحات اللغوية بأبعاد فكرية ناضجة كما هو واضح في قصة ( اللوحة والمسمار ) نجد الجملة .. كانت لطخات الألوان تتأرجح في ضوء عيوني أرادت أن تستعير بهجة الإشراق .. لكنها بقيت خابية رغم طيف الشمس المتحرك في الحزم المنارة .. إن الإلهام النثري الكثيف يتسرب من عقل وروح القاص المتعطشة لأدراك المعنى الطبيعي لفكر الإنسان وتطلعاته . القاص وضب أفكاره من البيئة التي يعيش فيها وبشكلها الواقعي غير المباشر وأحيانا تتدخل الواقعية والإيحائية بالفعل فتنقله بدفعات رمزية للقارئ بأن الخلل يكمن فيه .. فهو من المدرسة الواقعية الحديثة في مجال القصة للأدب العربي الذي يعاني مرارة القيم والقوالب التقليدية الجافة إن المحتوى الإنساني لقصص( صالح جبار محمد خلفاوي) وافرة وكبيرة فالمرأة هي البطلة التي تقود الأحداث بايجابية في الشكل والتكوين فهي الحب والرداء العاطفي والهدوء واستقرار الشجون .. فيضعها في جملة أفكاره من مكان رفيع كأم وأخت وزوجة وعمة وخالة وحبيبة وصديقة و .. و.. القاص يرفض اللامألوف ويؤكد على زوال التصرفات اللااخلاقية ومعالجتها بشكل أصولي .. أما الطبيعة وما فيها من أشجار وانهار وأنعام كلها أدوات يفرز فيها الرعب والخوف والأوهام والخجل والوحشية والموت والدم والقتل ثم الحب والغزل والعقل والأخلاق وقيم السماء وبالتالي الإنسان الذي يتلاعب فيها من هذا كله يكون القاص نسيج أفكاره .. أما الزمان والمكان والفعل وحدات ثابتة في كل قصصه فأبدع في مجال تكثيف اللغة وعمقها متحديا بعض الأساليب الكلاسيكية فقد وضع في قصة الفراغ موضوعا شيقا طري المعنى دقيق الإصابة .. إن معاناة هذا القاص ماهي إلا نموذجا لكثير من الكتاب العراقيين الذين عاشوا الحرمان والقطيعة لعهود مضت .. إن القيم الجمالية في قصص ( صالح جبار محمد خلفاوي) تعطي صورا في غاية الروعة والدلالة الحسية فتفوق الأمنيات ويكبر سيلها فينضح فيه الإحساس انهارا من المعاناة وهذا ما ورد في قصة الفراغ الصوت الأول إذ يقول / في بوصلة الانفراج عهر الخطيئة .. من يوصد باب اللاشيء ويجمع حبات الاكتراث في حقيبة التمنيات .. عطر اللاوعي يضمخ فجر الفجيعة حين تستحيل خانات الخلوة بلا رماد من حيث تأتي لاتعود والصمت نافورة السكون .. لقد أيقن القاص إن التعبير الحركي للجملة هي الضمانة المؤثرة في عقل المتلقي دون ملل لكن في بعض الأشواط النثرية يخرج ( صالح ) من النثر المتحفظ إلى السرد المغري فيضع الشهوة والجسد وليمة لإشباع الذات وكأداة فاعلة تشد القراء بمسار العاطفة والغريزة الكامنة وهذا سلوك إنساني لاغبار عليه طالما وضعت الغرائز والنزوات كفكر إغرائي وسلوك متمترس سيكولوجيا ولايمكن تجريد القصة أو خلوها منه .. لذا فقد أصبحت القصة والرواية واحدة من أنماط العلم السيكولوجي للإنسان وهذا العلم هو الذي يحدد وجه المعالجة .. لم أجد خللا عند القاص ( صالح جبار محمد خلفاوي ) في الفعل ورد الفعل أو بنائه فالجملة بصياغتها ناطقة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الاله محمد جاسم - مقالة عن المجموعة القصصية همس الدراويش ل صالح خلفاوي