فرص عمل ام تعيينات

عبدالرزاق العكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 09:49
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

احيانا ينجرف المواطن الواعي بمطالباته السياسية و الاجتماعية بأتجاه مرسوما له و اخر نتيجة تخمر افكار اعتاد ترديدها لسد حاجات بشكل سطحي غير مدروس و موضوع التعيينات في مرافق الدولة خير مثال ، لو كانت هذا المُطالب على درجة من الدراية و الفطنة لتساءل ، في حال تعين ابني في القطاع العام فأين سيعمل ؟ و ما هو عمله ؟ و ماذا سيقدم لابناءه من الاجيال القادمة ؟ ، وهل الوضع العام للدولة يُحل بمجرد توفير فرصة تعيين فردية ام المصيبة تحمل في طياتها شجون ؟ .

كثير من دول العالم مرت بمعضلات سياسية و اخرى اقتصادية نتيجة لفساد الطبقة السياسية او لانها تشكلت حديثا (الدولة) . و التأريخ السياسي للبلدان مليء بالعبر و الخطوات الشجاعة التي اتخذت لعبور هذه الازمات ، و هناك دول غادرت الوضع المتردي و هي دول ذات موارد طبيعية و اخرى لا تمتلك غير المُعول و الموقع الجغرافي .

العراق بلد لا يختلف كثيرا عن اي نموذج تأريخي الا بشعبه •الشعب العراقي ناقد لغيره و لا يلتفت لحل مشكلاته الخاصة و يبدو انه يمتلك خبرة في القاء اسباب تخلفه على الاخر و كأن الحياة ليست دار صراع من اجل اثبات وجود ، و لو ان هذا النقد كان نقدا ذاتيا موضوعيا و بنفس القوة لاختزلت ثلثي المشكلات .

لو سُأل اي عراقي عن كيفية النهوض بالواقع المزري لكان جواب الاغلبية هو على الحكومة فعل كذا و كذا و كذا ، و لنتسائل ، من هي الحكومة ؟ و هل بمقدور الناقد للوضع ان يقول ان الحكومة وليدة ارادة الجماهير الواعية ام انها حالة مخطط لها لتكون (كخلالات العبد) بأشخاصها و احزابها و توجهاتها ، و ما صناديق القمامة !!! في ديمقراطيتنا المزعومة الا ان تقدم عَفنة على اخرى اكثر منها عفونة لنحصل على مكب نفايات اكثر نتانة نتيجة لتقليبه و تدويره .

العصابات التي تصدرت المشهد لا تمثل مصالح الشعب ، فهي معبرة عن ذاتها بنسيج غير متجانس من ارادات دول الاقليم و بمباركة امريكية و قد تميل كفة التمثيل بمقدار قوة نفوذ الطرف الخارج في المعادلة .

المطالبة بأيجاد فرصة عمل من هكذا حكومة هو مشاركتها في الفساد و زيادة المأساة .
علينا جميعا ان نسعى اولا لتحرير البلد من الاحتلالات و بكافة اشكالها و فاعلية هذه الخطوة مرهونة بوعي شعبي مسبق .ان البلد لا يبنيه عميل مأجور او فاسد،،، و من ثم الرجوع الى تجارب البلدان الاخرى في التنمية و نستبدل كلمة تعيين بأخرى اكثر شمولية و تفاعلية و هي صناعة فرص عمل من خلال احياء القطاع الخاص و حمايته بالضرائب المترتبة على البضائع الاجنبية .
تصور عزيزي القارئ لو ان كيلو الطماطا يصبح بالفي دينار بعد غلق المنافذ الحدودية امام الطماطا المستوردة ، كم من الايدي العاملة الريفية تزف الى اراضيها لاستصلاحها و سيترك لك و لأبنائك فرص عمل في المدينة ،
* يقولون ان معامل النسيج نسج العنكبوت خيوطه على ابوابها
اليس من العبث ان نبحث عن فرصة للتعيين لنكون مشاركين في بطالة سافرة و نعلم جيدا انه حل ترقيعي .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل