أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس اسحق - مَبرُوك يا أَبا صابِر... لِبَلاغَتِكَ وَحِكْمَتِكَ














المزيد.....

مَبرُوك يا أَبا صابِر... لِبَلاغَتِكَ وَحِكْمَتِكَ


بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


هذه القصة الجميلة سمعتها وقرأتها قديما في عدة مواقع ومنها الحادية... وأحببت ان أضعها بين ايديكم:
يقولون عندنا في العراق لبيان غباء شخص ما عند الحديث عنه مع شخص آخر... او عندما يريدون ان يذكروا اسم هذا الحيوان التعيس... مكرم السامع... حمار... ويقولون تكرم حمار... وهذا الذي جرى وكان... من قبل أتان ابن الحمار المعروف بِأبي صابر... كان يا مكان في أحد الاسطبلات العربية معشر من الحمير واولاد عمهم البغال... وذات يوم من الأيام أضرب الاتان أي الحمار الصغير عن الطعام مدة من الزمان... فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن!
فأدرك الحمار الأب ان وضع ابنه الأتان يتدهور كل يوم من سيء الى اسوء... وأراد أن يفهم منه السبب في ذلك... ولماذا هذا الاضراب عن الطعام... فأتاه على انفراد... يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا يوما بعد يوم... والتي لا يمكن السكوت عنها... ويجب البحث عن حل لها:
فقال الحمار الاب للاتان بكل عطف وحنان الابوة: ما بك يا بني... ما الذي دهاك؟؟
لقد احضرت لك افضل أنواع الشعير والبرسيم... وأنت لا زلت رافضا ان تأكل... اناشدك بالله عليك ان تخبرني ما بك...وما الذي جرى وصار... علنا نصل انا واياك الى حل... ولماذا تفعل ذلك بنفسك... فان كنت عاشقا لاحداهن سأزوجك بها مها كان مهرها... ام هل أزعجك أحد المطية في الزريبة... لأجعله يعتذر منك؟
رفع الحمار الأبن رأسه وخاطب والده قائلا:
نعم يا أبي .. ان ما يحز بقلبي ويحزنني هم البشر!
دُهِشَ الأب الحمار وقال لأبنه الصغير بكل وقار... وما بهم البشر يا بني لتخاصم الطعام؟
فقال له الأتان: انهم يا والدي يسخرون منّا نحن معشر الحمير ومن أولاد خالتنا البغال.
فقال الأب: وكيف ذلك يا بني وضح لي اكثر ان كان ذلك ممكنا؟
قال الأبن: ألم ترى يا والدي انهم (أي البشر) كلما قام احدهم بفعل مشين... يقولون له يا حمار او يا بغل... أنحن حقا كذلك يا ابتاه... وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة او فسق يقولون له... يا حمار كيف فعلت ذلك... يا ابتي انهم لا يصفون أغبيائهم الا بالحمير .. ونحن لسنا كذلك يا أبتاه... اننا نعمل دون كلل أو ملل... ونفهم وندرك... ولنا مشاعر واحاسيس!!
عندها ارتبك الحمار الأب... ولم يعرف كيف يرد على تساؤلات صغيره الأتان... وبينما هو في هذه الحالة السيئة التي يرثى لها... لعجزه عن إيجاد الجواب على صغيره الاتان... لكنه سُرعان ما حرّك الحمار الاب أذنيه يُمنة ويٍسرة حتى جاءه الالهام... ثم بدأ يحاور ابنه بكل اقتدار... محاولا إقناعه حسب منطق الحمير والبغال:
انظر واسمعني لتفهم يا بني... ان معشر البشر... خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات... لكنّهم أساؤوا لأنفسهم كثيرا قبل أن يسيئوا لنا نحن معشر الحمير ... فاسمع يا رعاك الله:
هل رأيت حمارا في عمرك يسرق مال أخيه الحمار... هل سمعت بذلك؟
هل رأيت حمار ينهب طعام أخيه الحمار... هل سمعت مثل هذا؟
هل رأيت حمار يشتكي على أحد من أبناء جنسه؟
هل رأيت حمار يشتم أخيه الحمار أو أحد أبنائه؟
هل رأيت حمار يضرب زوجته وأولاده؟
هل سمعت يوما ما... أن الحمير الأمريكان او الالمان... يخططون لقتل الحمير العرب... من أجل الحصول على الشعير او البرسيم... طبعا لم تسمع بهذه الجرائم الإنسانية... وعليه أطلب منك يا ولدي وفلذة كبدي...أن تحّكم عقلك الحميري... وأطلب منك أن ترفع رأسي عاليا في الزريبة بين باقي الحمير... وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار... واترك هؤلاء البشر الملاعين... يقولوا ما يشاؤون... فيكفينا فخرا بأننا نحن معشر الحمير... لانقتل ولا نسرق ولا نزني ولا نغتاب ولا نسّب... وسفنا ينتقل على اظهرنا من مكان لمكان معظم الانباء والمرسلين... وآخرهم جدك يعفور الذي كثيرا ما افتقده!
أعجبت هذه الكلمات الحمار الأتان الأبن... فانتفض من فوره بعد اقتناعه بكلام والده الحمار... وراح يلتهم الشعير مخلوطا مع البرسيم وهو يقول:
نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي... واعاهدك باني سأبقى حمار ابن حمار لترفع رأسك مزهوا بين الاقوام!!
والحمد لله انه أتان ابن حمار... يعني حمار ابن حمار ابن ستين حمار... لذلك لا يعرف القراءة... والا لكان رفض الماء والشعير... وزاد هزالا الى ان يفطس في قعر زريبة أبيه الحمار بن الحمار... وخاصة لو كان تسنى له أن يقرأ... هذه الآيات المباركة وعلى لسان خالقه في آخر إصدار له:
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ... مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ... فلماذا يعاتب البشر هذا الحمار ابن الحمارة... الزمال ابن الزمال... أليس الأولى أن يعاتب ربه!!



#بولس_اسحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء الحقيقة... السَرِقَة والاختِلاس- حَبْرُ الأُمة ابن عَبا ...
- كل عام وانت بخير يا وطني... العراق
- من روائع قصص الخيال الديني...الإسراء والمعراج
- ثَورَةٌ عَلى الباطِل... الغَضَبُ الساطِعُ آتٍ
- من كتاب الاساطير(10)... الرحمن إهتزَ عِرشه – عندما عَلِمَ بِ ...
- عجائب الدنيا سبعة... وعجيبة العجائب الثامنة - الأمة المسلمة
- رسالة من إمرأة مجهولة الى الإله... لماذا حكم عليها ان تكون س ...
- نداء... ليس من ورائه اي رجاء
- وراء الحقيقة... القرآن مرجع لكل الاشياء- فما الذي لا يوجد في ...
- وراء الحقيقة...الوجه الحقيقي للإسلام - وَفِيلم الرِسالة
- لنتخيل فلسطين تحررت... وبعدها زوبعة ترامب - ليبقى الفلسطيني ...
- من كتاب الاساطير(9)....لَيلَة القبض على عِيسى- واسطورة شُبِه ...
- من كتاب الاساطير(8)... الملائكة حاربت الجن وانتصرت- والغنائم ...
- وراء الحقيقة... القرآنيون- الثمرة لا تسقط بعيدا عن الشجرة
- من كتاب الاساطير(7)... نحن نقص عليك احلى القصص- كنت نورا
- وراء الحقيقة... محمد صلعم- هل يصلح ان يكون رسولا؟
- وراء الحقيقة... شيوخ الاسلام والفقهاء- لهم في جهل الناس مصال ...
- من كتاب الأساطير(6)... أبانا آدم لَمْ يَمُتْ بَعد- ويُسَلِم ...
- وراء الحقيقة.... هكَذا تَكَلَمَ الشَيطان- الشَعَبُ يُرِيد تَ ...
- من كتاب الاساطير(5)... ماذا وراء الحجاب- الرجاء عدم التخيل


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بولس اسحق - مَبرُوك يا أَبا صابِر... لِبَلاغَتِكَ وَحِكْمَتِكَ