محمد عرقاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 15:25
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
الواقع النقابي الفلسطيني بين فكَي سوء الواقع ومحاصصة المواقع
لا شك بان أي عمل نقابي يخلوا من الثغرات في عالم وعلم النقابات وعلى قاعدة من يعمل يخطيء ومن لا يعمل فكيف يخطيء واذا لم يكن كذلك لن يصبح عملا نقابيا وهذاا الفرف الذي تعودنا عليه وعشناه منذ فترات بعيدة . لكن اليوم اصبحنا نبحث عن عملاً نقابيا فيه حفنة من الايجابيات ولم نجد . ولن نجد ولن نجد . والسسبب الذي يكمن وراء هذا السر اننا جميعا اصبحنا نفسر العمل النقابي كل بمفهومه وارادته واجندته . والا فاين العمل النقابي في ظل المرحلة الراهنة التي يشوبها التغير الاقتصادي على غرار اللتغير المناخي بل اكثر من ذلك ؟؟؟ والا فاين العمل النقابي في ظل تزايد حالات الفقر واتساع رقعة البطالة بين صفوف العمال الفقراء الكادحين البسطاء الشرفاء .؟؟؟. واين دور النقابات الحقيقي في ظل ابتعاده عن تطبيق قوانين العمل والحد الادنى للاجور وشروط السلامة والصحة المهنية .؟؟؟ واين دور النقابات في ظل تزاحم اطماع الراسمال الفلسطيني والدولي وسيطرته على المقدرات العامة وامتلاك اكثر من 70% اذا لم يكن اكثر من اقتصاد الدولة والعامة ؟؟؟ كل هذه تساؤلات تدور في اذهان العمال خاصة في ظل تضاؤل فرص العمل في سوق العمل الفلسطيني وفي ظل تراجع التوجهات الاقتصادية الفلسطينية ومؤشراتها في العام الاخير نتيجة للظروف الصعبة التي فرضتها علينا دول الامريالية والراسمالية والمساعدات المشروطة والموجهة . وفي ظل الانحناء الواضح لمؤسسات الــ N G O Z التي بات ترتمي باحضان المؤسسات الداعمة والتي تنفذ اجندتها غير الشريفة وغير المجدية تجاه شعبنا بل تحاول ترسيخ النزوات الغربية والراسمالية المنبثقة عن البنك الدولي وتوجهات الاقتصاد الحر الغير في الواقع الحقيقي بل هو الاقتصادج المقيد باللاسل . واين دور النقابات العمالية وهي تقوم بتشريع وترسيم وتشكيل وتنظيم وتحشيد وتقوم ايضا بعرقلة الحريات النقابية الفلسطينية بقصد وبدون قصد في ظل المحاصصة التي تجري في المؤتمرات النقابية الاخيرة وفي ظل توجيهات وفرمانات خارجة عن الاطار النقابي الحقيقي بل جاءت وأسقطت جميعها من اطر سياسية وحزبية مع احترامنا وتقديرنا طبعا لنضالاتها لكن ليس على المستوى النقابي والمؤتمرات الاخيرة التي جاءت تحت شعار الوحدة المنقوصة التي لا علاقة لأطراف الوحدة فيها وعكست تناثرات نقابية ووأد نقابيين ونقابات ديموقراطية وولادة اجسام جديدة لا تعد ولا تحصى وومما فتح المجال امام النقابيين ذوي الخبرات وذووالكفاءات الي تم استبعادها من الشخصيات التي لا تؤمن بالعمل النقابي فتح المجال امامهم لخلق وبناء اجسام نقابية مدعومة من كل الصعد ومن المعايير الدولية التي لها علاقة بالحريات النقابية الي رفض كثير من نقابيينا في فلسطين ان يطبقها على حاشيته النقابية وولاياتهم المهترئة التي ولَى جزء منها وسيولي ما تبقى منها .. وللاسف اصبحت الحركة العمالية اسيرة لمجموع من الشخصيات السياسية والقيادية في هذا الوطن والتي تقوم بتنفيذ اجندتها السياسية والوطنية لكن من مفهوم سياسي وليس من مفهوم نقابي ديموقراطي وبالتالي عمالنا ونقاباتهم ونقابييهم لحقيقيين هم من يخسرون وسيخسر في نهاية المطاف الاقتصاد الوطني عامة .
في ظل الانحسار الواضح للمساعدات الخارجية التي كان الاقتصاد الوطني رهينة لها ومرغما تيجة للظروف الراهنة . وفي ظل التصعيد الاسرائيلي الخطير الذي تمارسه اسرائيل ضد فلسطين عامة وضد اقتصادها بشكل خاص من خلال توسيع نطاق الاستيطان غير الشرعي على حساب الاراضي الفلسطينية التي تشكل العمود الرئيسي للاقتصاد الوطني الفلسطيني واستمراها في استصدار قرارات ضم القدس والضفة وغزة وغيرها وغيرها من الفرمانات التي يقوم الكنيست الاسرائيلي باستعراضها يوما بعد يوم وبدعم من الرئيس الامريكي دونالد ترامب نيابة عن الادارة الامريكية الطاغية .
عودة الى الحركة النقابية التي اصبحت الضحية الاولى لكل هذه الظروف من خلال سياسة الافقار وتصعيدها وتوتيرها ضد العمال الذين من المفترض ان يكونوا القاعدة الرئيسية لهذه النقابات لكن هيهات .. هيهات ؟؟؟ !!!! واصبحت النقابات رهينة لأصحاب القرار والمتنفذين في هذا الوطن الذي لم يعد يحتمل الوصاية على الحركة العمالية الفلسطينية ولم تعد تطاق سياسة الشعارات وبرجزة الحركة النقابية وتشغيل المهرجين والفاسدين داخلها ووضح حشوات داخل الحركة النقابية لا تغني ولا تجدي شيئا بل تضر بتقدم مسيرة العمال لان جذورها ليست عمالية . ولم يعد يستحمل المتاجـرة بدماء العمال . واصبحت الحركة النقابية اسيرة لنزوات الراسمالية واعين البيروقراطية غير الناضجة غير المجدية لعمالنا . واصبح في نهاية المطاف عمالنا احوج للذي يتحسس اخبارهم واوضاعهم الاجتماعية .. اصبحت النقابات بحاجة الى جهات واجسام لا يسودها العنجهية وبحاجة الى نقابات بعيدة كل البعد عن التحلات غير النقابية واصبح العمال يتلهفون الى المزيد من رص الصفوف من حولهم .
بقلم النقابي_ محمد العرقاوي
منسق الائتلاف لنقابي العمالي – فلسطين
5/1/2018
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟