أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد منذر الأمين - افول الأحزاب














المزيد.....

افول الأحزاب


محمد منذر الأمين

الحوار المتمدن-العدد: 5748 - 2018 / 1 / 5 - 00:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


موهوم من يظن أن حزبه مغروس في الأرض شامخ يطال السماء. و موهوم من يظن أنه جزء من عملية دفاع مقدس و أنه يخدم البشرية بأفعاله. موهوم من يظن ان الدور الذي يلعبه في هذه المسرحية التراجيدية هو دور البطولة و أن المخرج قد فضله هو و مجموعته الُعصابية على العالمين. إن هذه الارض التي يدافع عنها هذا الموهوم و هذه البلد التي يعلن اليها الولاء و إن هذا الصنم المزيف الذي يعتلي عرشه و يملأ كرشه من أموال المسحوقين فيه انهم جميعا عبارة عن ممثلين في مسرحية مملة لا بطل فيها ولا من يحزنون. بل نهايتها أفول عظيم لكل حزب. و للأسف كل حزب بما لديهم فرحون!
ان الوضع الانفعالي المضحك و يجعلني أقهقه هو أنه يوجد الكثير الكثير من التنظيمات و الميلشيات في الشرق الاوسط بالحد الأدنى. لكن كل فرد من هذه التنظيمات يظن أنه التنظيم الصحيح و الفكر الصحيح و أن هناك إلها في السماء ينظر اليه بعيون دامعة و قلب يملأه الحب و يقول له بملاك زاجل، ” قلبك عامر بالإيمان”. انظروا حولكم الدواعش لديهم عقيدة قوية و حزب الله لديهم عقيدة قوية و الاشتراكيين لديهم عقيدة قوية و طالبان لديهم… الصهاينة لديهم عقيدة و الفلسطينيين لديهم عقيدة. ان ذلك الموهوم سيكون حقا موهوما مع وسام الوهم الأعظم إذا ظن انه على حق. وان ما ينجزه من انتصارات هو انتصار الهي. موهوم! ربما سيثبت لي انه انتصار الهي، اذا واجه الجيش الاميركي و الروسي و الصيني و انتصر عليهم عندها سنقول نعم انه انتصار الهي. غير ذلك ان هذه الاوهام هي من صنع الجلسات المغلقة التي يجلس فيها كل هؤلاء المرضى النفسيين لجلسة علاجية جماعية و لينسجوا رواية نبوية او عقيدة فلسفية يحيكون بها مخ الأبله الذي يضحي من اجل القطيع. نعم، إنه يحب ان يضحي أن يكون ذلك الخروف السمين الذي أكل كثيرا من أوهام الآخرة و حين جاء موعد ذبحه قالو له فلتمت باسم الوطن و الدين. اما نحن فسنعتني بأنفسنا لا تشغل بالك. ما عليك سوى الموت من اجلنا.
بالمناسبة كنت أحزن على من يضحي بنفسه من اجلي. حتى قال لي أحد المقاتلين انهم يدافعون عنا. ففكرت فيها بجدية لكن بعدها أدركت انني اعظم من أن أحارب و أن ألوث يدي بدماء أحدهم. لدي مقاتلون يقاتلون من أجلي هم طبقة المحاربين مهمتهم في المجتمع الدفاع عن طبقة الملوك السادة أمثالنا. مهمته الموت و مهمتي الحياة. لا بأس قد تبدو النظرة متكبرة لكنه عبثاً لم يقتنع أن حياته مهمة ففهمت أنه يعشق الموت كي لا يقولوا أنه جبان لا يقاتل و علمت أنه مجبول من طينة العبيد. فلا فكاك من أصله، فليكن، لا ضرر في ذلك.
لكن يوم ما كل ما كان يعتقده فلان سيزول كرفات يطير في الهواء و يتناثر. على مر التاريخ ظهرت حركات جماهيرية عظيمة جدا. حركات غيرت حدود قارات و عواصم كالنازية و الفاشستية و الشيوعية و كانت هذه الحركات تملك قارات لا مجموعة زواريب في حي. و كانت تملك تحت جناحيها الآلاف و الآلاف من المقاتلين و الأتباع حول العالم. و بالرغم من كل هذه العظمة و الهيبة قد تحولت الى رذاذ يطير مع الريح بلا أي اثر. فتكون موهوما إذا ظننت أن حزبك سيبقى للأبد فمهما عظم شأنه لن يكون إلا حركة شبابية عابرة قد مسحها التاريخ. و لتعلموا أن التاريخ يكتبه الأقوياء لا الضعفاء و أن كل موهوم ضعيف لن يكتب التاريخ بل سيكتبه الأقوياء الذين أوهموا الضعيف بالموت لتسلق جثته.. فمع كل بداية حركة اجتماعية تأمل عن كثب أفولها القادم و الخاسر هو الذي قضى نحبه و لم ينتظر و لم يبدل تبديلا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد منذر الأمين - افول الأحزاب