أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح5















المزيد.....

ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


((4))
في تموز عام 2003 دخل الشيخ عناد وزوجتيه العراق ليسكن النجف تفاديا لما يمكن أن يلاقيه في مدينته من مشاكل قديمة، دخوله كان في نظره الخاص هو دخول الفاتح المحرر، فقد كان لديه طموح أن يكون ممن لهم الكلمة والفعل لا سيما وأنه قد عمل جاهدا في الأشهر الأخيرة على ترويج لنفسه كقائد منتظر ضمن خيار مجموعته التي أنحاز لها، كان شديد الألتزام بالحضور والتثقيف والدعوة إلى حث الناس لمناصرة زعيمها بأعتباره السند الذي سيقيم العراق ويستقيم به، حتى الأعضاء القدامى كانوا يرون في نشاطه هذا دليل على أنهم فعلا الخيار الأول للشعب العراقي ومستقبله.
لم يترك مناسبة ولا أجتماع ولا تجمع إلا كان حاضرا بشكل بارز، أما في مكتب الحركة في النجف فكان النحلة التي لا تهدأ في الحث على العمل وترك كل شيء غير مهم، والتفرغ للعمل السياسي الذي سيكون المفتاح الذي يدخل من عبره إلى عالم النجوم، بعض زملائه كانوا يتذمرون من تدخله في شؤون لا تخصه أحيانا أو لأثارته بعض المشاكل بين العاملين في المكتب، وحده المسؤول عن الأدارة كان يثق به تماما ويسند له أمورا ليس بالمعتاد أن تلقى لشخص حديث الأنتساب لهم.
كان يقتنص الفرص التي تصادفه بشكل غريب فهو الحاضر الدائم في كل ما يمكن أن يدر عليه مالا أو يستفيد منه، تدخل في الكثير من التعينات التي وفرها المكتب لأنصارهم، كما حول الكثير من القضايا لمصلحته الشخصية وأحيانا يجازف بمراجعة دوائر حكومية أو مصالح عمومية مدعيا أنه الممثل الخاص للسيد في النجف، لقد حول هويته الدينية لمشروع تجاري حتى أنه خلال أشهر تبدلت أحواله بشكل لافت للنظر، مع كثرة ما يرد من معلومات عنه للمكتب وتجاوزات يظن البعض أنها غير مناسبة، دائما ما ينجح بتبريرها بحجة أنه لا بد من أغراق كل الوظائف ودوائر الدولة بأنصارهم، وعدم ترك الساحة للأخرين، فنحن أمام تحديات كبيرة ولا بد من مواجهة بقايا النظام السابق بشجاعة.
تغول الشيخ عناد مع كل نجاح يسجله أمام خصومه وزملائه في العمل صار حديث الجميع ولا بد لهم من حل معه، بحث البعض عن تأريخه وعن ماضي لعلهم يقصمون ظهره بقضية تبعده عن طريقهم، العمل الحزبي الديني لا بد أن يكون عبر تاريخ غير مشوب بجهالة أو تستر خاصة وأن الرجل لم يغادر النجف منذ أن جاء ولليوم، أقترح بعض المتأمرين أن يرسلوا من يتقصى أمره في مدينته القديمة دون أن يشعروه بما يخططون، لم تستغرق المهمة وقتا طويلا حتى تم لهم ما أرادوا، لقد حضر المكتب أشخاص يسألون عنه والشر يطغي على ملامحهم، إنها النهاية التي لم يتوقعها عناد.
سرب له أحدهم أن مجموعة من الرجال حضروا المكتب ويطلبونه حيا أو ميتا ومن مدينته بالتحديد، أختفى ليومين ليعود من جديد وكأن لا شيء حدث، حتى عندما سألوه عن قضية الرجال رد عليهم أنهم أقرباءه وحضروا لمعاتبته على عدم زيارتهم...... وأنهى كل أحلام المخططين، الحقيقة أنه ذهب لبعض من يثق بهم من مدينته وساوى الأمر بدفع الحشم وتعويض أهل الفتاة التي هرب من أجل قضيتها، كما وعدهم أيضا بالكثير من الوعود التي تنسيهم الأمر، هكذا أنتصر عناد على خصومه هذه المرة.
الأرقام الكبيرة في لعبة السياسة الجديدة ونظامها تعتمد على كم السلطة والمال، لذا حاول عناد أن يجمع طرفي المعادلة ليثبت لمن حوله أنه لم يعد مجرد صدى أو تكملة لغيره كي يقول كلمته، المال مباح بصورة خاصة لمن يملك القرب من موقع القرار والسلطة هي ثمرة هذا التعاون، هكذا فهم اللعبة وقرر أن يمضي بها للأخر خاصة وأنه يستثمر كل ما يصادفه من مواضيع أو مشاكل كي تكون فرصته لتعزيز هذا اليقين، أنخرط بشكل كامل في لعبة السلطة ولم يعد يخشى أحد من الصغار الذين حوله ولازم مجلس الزعيم متقربا منه في كل صغيرة وكبيرة، ولم يترك مناسبة عامة للظهور إلا وكان نجمها الحاضر، لقد مهدت لظهوره هذا قدرته على خلق الولاء الأعمى للزعيم ومن هم تحت عباءته.
عرض عليه بعد حادث مدير مكتب الجماعة الذي تم أغتياله في البصرة ليكون ممثلا للسيد هناك ريثما يتم أختيار شخص مناسب، كان الجواب صادما لمن حوله حين رد (ولو أني سأفقد الضياء الذي يسير عليه الناس بالبعد عنك ولكن أنا مجرد جندي صغير يمكنك أن ترميه في وجه العدو دون أن تسأله)، هذا الرد أضاف الكثير لرصيده عند السيد ومنحة الفرصة التي كان ينتظرها ليكون فرعا من الزعامة التي تؤمن له حضورا بين الناس.
ترك زوجتين هنا في النجف وأصطحب معه صباح فقط في رحلة عمل قال أنها لا تستغرق أكثر من أسبوع، أختيار صباح للمرافقة لم يكن مجرد حاجة بل لما تتمتع به عائلتها من نفوذ في البصرة وهو يحتاجه ليستثمره هناك، وصل المكتب الجديد وهو عازم أن يكون مكانه ومهمته البقرة الحلوب التي لن تتوقف عن الأنتاج، من أول يوم جمع كل منتسبيه وسألهم عن كل صغيرة وكبيرة ووضع خطة عمل جديدة، والأهم من كل ذلك تعزيز حمايته الشخصية خوفا من تكرار حالة من سبقه، حتى أصبح وجوده وما يحاط به أشبه بالزعيم من حيث الفخامة والدقة وصعوبة الأتصال به ليثبت لمن حوله أنه ليس مجرد مدير مكتب بل زعيم حقيقي.
لم يستبعد أحد أو يستغرب أن سماحة الحجة (عبد الرزاق) وهو ما أطلقه علة نفسه (وصف وأسم) وـنه هو ممثل السيد الشخصي والمقرب الذي بيده مفاتيح كل شيء، هكذا تحول الشيخ عناد إلى رمز ديني وسياسي تتقترب له الناس جماعات وفردان، حتى البيت الذي سكنه مؤقتا وهبه أحد المتبرعين له ليكون الممر الذي سيوصله للزعيم (السيد)، لا شيء يمنع الحجة عبد الرزاق أن يمر طالما أنه يمثل تعزيزا لشعبية الجماعة وأظهار الولاء له، فما لقيصر لقيصر وما في البصرة فله وحده، يتدخل في كل شيء من عمل المؤسسات الحكومية وأحيانا يفرض شروطه باسم الجماعة وإلا فزعله ورضاه مكلف جدا.
مرت أسابيع عديدة على وجوده في البصرة ما عدا ليلتي الخميس والجمعة التي لا بد أن يقضيها بين النجف وكربلاء، حتى تحول صبر تقية ورقية إلى سلسلة من المشاكل التي تنتهي دوما بكلامه (من لا يعجبها الحال فالطريق مفتوح لمن ترغب المغادرة)، أنه في مهمة كلفه الله بها ولا بد أن نضحي جميعا من أجلها، هكذا تنتهي المجادلات والنقنقة ليعود مساء ليلة السبت إلى البصرة وهو يحمل الكثير من المشاريع التي نجحت فعلا في توطيد عمل المكتب وحضوره بين الناس، لقد غير في كل تفاصيل الوضع هناك وأهمها أنه تسلح تماما بمقربين يوالونه حد الموت من أنسبائه أهل صباح.
كانت الكثير من الإشكالات التي تصل إلى مكتب الزعيم أو المكتب الرئيسي في النجف وعن بعض تصرفاته التي يشك فيها من يرسلها أنها غير شرعية ولا تستقيم مع المهمة المكلف بها، إلا أن تطورات الوضع في العراق عموما وسلسلة الأحداث التي طالت بعض قيادات المجموعة كانت تكفي لطرح موضوعه جانبا، هناك تغيرات مهمة وأحداث تتوالى في بغداد والنجف والعملية السياسية في البلد تتطور نحو تعزيز موقف الأحزاب الدينية وتشديد قبضتها على السلطة، كما أن الصراعات داخل الكتل السياسية على مختلف المواضيع والقضايا لا تنتهي عند حد، الجميع يسعى لترسيخ وجوده شعبيا مقابل الأخر المنافس، ولا مانع أن تستخدم أي وسيلة لتعزيز هذا المسعى، كان الشيخ عناد بصفته لاعبا سياسيا بثوبه الديني ماهرا بالضرب على أوتار التنازع والخلاف.
أقتربت الذكرى الأولى على دخول القوات الأمريكية بغداد وأعلانها النصر على النظام السابق وحلول شهر محرم الحرام، بداية للموجة الثانية من موجات صعوده اللا محسوب سابقا، كانت صباح الذراع الأيمن له فقد أسست الكثير من التجمعات النسوية التي تعتني بنشر فكر المجموعة وأهدافها، وسخرت تلك المنظمات والتجمعات لتكون الحاضنة لأفكار الشيخ وهدفه هنا، صباح بما عرف عنها من ذكاء ومعرفة دينية أهلها لأن تحصل على ما كانت تريده أصلا، فقد تم قبولها في جامعة البصرة بنفس المرحلة الأخيرة التي تركتها في جامعتها الدينية في سوريا، ومضت تكمل مشوارها المتبقي لتنال درجة البكلوريوس في العلوم العربية والدينية، كله من جراء ضغط وتدخل الشيخ عناد شخصيا ووجوده والتخادم المصلحي بينه وبين المسؤولين.
أنتهت مراسيم زيارتي عاشوراء وصفر وفي جلسة خاصة مع الزعيم طلب منه أن يعود للنجف، ليس هربا من المسؤولية ولكن حرصا منه أن يكون قريبا من درسه الديني وقرب روح الزعيم التي يستقي منها كل القوة، كان رد السيد إيجابيا وطلب وأمام الحاضرين أن يرشح أحدا من العاملين أو من الموجودين هنا ليكون بديلا عنه، لم يكن الشيخ عناد غبيا حتى يمر هذا القرار بالمجان، فساوم الكثير ممن كانوا يرون في مكتب البصرة درجة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم، كما أن أسناد مهمة أختيار المدير الجديد له تعد ترفعيا لمنزلته، وأعلان ثقة السيد الشخصية به، وهو الحريص على أن يكون هذا الموضوع ذو أهمية بالغة ليعرف خصومه قرب منزلته.
كان ما ينقص الشيخ عناد بعد أن أصبح التعامل معه على أنه حجة الأسلام طبيعيا ومتداولا بين الناس، ركز في عمله على أن يتم الأعتراف له رسميا بهذه الدرجة العلمية ومن أي جهة كانت، لا سيما وأنه لا يملك من التأهيل الدراسي سوى أجتيازه لمرحلة الدراسة المتوسطة فقط، كان حلمه أن يشار له بأكثر من ذلك وأن الوسائل متوفره هنا أو في مكان أخر والقدرة المالية ممكنة ليحصل على الأقل على شهادة الأعدادية، تم له ما أراد وأخيرا جاءت الوثائق الدراسية التي تثبت أن أجتاز الدراسة الأعدادية في أيران، وتم العمل على تصديقها وأعتمادها رسميا من خلال شبكة العلاقات التي خلقها من حوله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح4
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح3
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح2
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح1
- إشكالية التابع والمتبوع في الواقع العربي والإسلامي وأثرها عل ...
- تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان
- من أغاني الفجر
- الوعي وإشكاليات المعرفة
- لعنات يومية في مذكرات شعب
- علم الأجتماع والنظرية الأجتماعية ودورها في التطور والتحديث ا ...
- أغنية السلام
- نظريات تعدد الأكوان
- المادة ومن أوجدها؟ ح7_1
- المادة ومن أوجدها؟ ح7_2
- المادة ومن أوجدها؟ ح6
- المادة ومن أوجدها؟ ح5
- المادة ومن أوجدها؟ ح4
- المادة ومن أوجدها؟ ح3
- المادة ومن أوجدها؟ ح1
- المادة ومن أوجدها؟ ح2


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح5