أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام موسي - دنيس ديدرو والابن الطببعي














المزيد.....

دنيس ديدرو والابن الطببعي


حسام موسي
كاتب وباحث وناقد ومؤلف مسرحي مصري


الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 21:17
المحور: الادب والفن
    



كتب : حسام موسي

ولد دنيس ديديرو ذلك المؤلف الموسوعي الذي يعتبر من اهم كتاب القرن الثامن عشر ، في مدينه لانجرز الفرنسيه (1713 / 1784 ) ورغم غزاره علمه الا انه كان متأرجحاً ومتناقضاً في أفكاره .
فكان ديدرو يقول " كنت أفكر مثل الإنسان الحكيم واتصرف مثل المجنون " . وكان يري ان انقلاب الأوضاع والخوف من الخسه ونتائج الفقر والهوي الجامح الذي يؤدي بصاحبه الي الخراب ، ومن الخراب الي اليأس ، ومن اليأس الي نهايه عنيفه ، ليست بالأحداث النادره .
ويقول : " هل تعتقد ان الأحداث لن تؤثر عليكم كموت الطاغيه بطريقه عجيبه اوتضحيه بطفل علي ملح آلهه أثينا أو آلهه روما " .
وكان قد وضع اساس موضوعات معرفيه شامله تجمع الاختراعات والافكار والعلوم .
وحين بدأ يكتب أثار ضجه في كتاباته واصبح من اهم كتاب الدراما البرجوازيه في وقته . واذا كانت الدراما اليونانيه تتحدث عن الآلهه وأنصاف الآلهه وعلاقه الانسان بالقضاء والقدر فإن الدراما البرجوازيه تتجسد في الانسان ومشاعره وتجاربه وحياته الفعليه علي الأرض .
تعددت كتاباته المسرحيه ومن اهم مسرحيه الابن الطبيعي التي تم نشرها في عام 1757 والتي ضمنها كثير من افكاره الفلسفيه والتي كان يدعو اليها .
وتدور حول دورفال العاشق لروزالي والذي يتأهب لمغادره منزل صديقه كليرفيل واخته كنستانس والذي يستضيفانه فيه ، وهو في صراع بين الواجب والعاطفه ، واجب الصداقه تجاه صديقه كليرفيل الذي يحب روزالي ، وعاطفته لروزالي .
وما ان يهم بالخروج حتي تصرح له كنستانس بعاطفتها نحوه ، وفي صراعه ببن واجبه وعاطفته ، ينتهي للانتصار للواجب علي العاطفه ويضحي بثروته لكليرفيل ورزالي حتي يستطيعان اتمام الزواج .
وتستمر الأحداث حتي يأتي ليزموند حتي يخبر روزالي ودورفال انهما اخوان ويتم تزويج كليرفيل بروزالي ودروفال من كنستانس لتنتهي المسرحيه نهايه سعيده عير مبرره شأنها شأن الميلودرامات .
كان يدرك ديدرو تماماً ان العمل الدرامي سوف يُمثل لذلك نجده في المسرحيه التي بين أيدينا من خلال رؤيته التمثيليه ، والملاحظات المسرحيه التي يكتبها تنبع من رؤيته وخياله للحاله النفسيه التي تتواجد فيها الشخصيات .
وكان متبعاً للقاعده الكلاسيكيه في تكنيك الكتابه في المسرح الفرنسي والتي تعتمد علي دخول وخروج الشخصيات كمشاهد مستقله ، اذ ان دخول شحصيه علي خشبه المسرح يعتبرمشهد ، ودخول شخصيه اخري يعتبر مشهد أخر ، وخروج شخصيه يعتبر مشهد ثالث ، وبالتالي نجد ان المسرحيه تتكون من خمسه فصول ، وكا فصل به مجموعه من المشاهد طبقاً لدخول وخروج الشخصيه .
حاول ديدرو ان يخرج عن القواعد التي نادي بها ارسطو ، فنجد الشخصيات قد ابتعدت عن الآلهه وأنصاف الآلهه والأبطال الاسطوريين ولكنها شخصيات عاديه لها مشاعرها وتجاربها .
اما بخصوص الصراع فابتعد صراع الانسان مع الآلهه وانصاف الآلهه وعلاقه الانسان بالقضاء والقدر ، ولكن صراع بين العواطف صراع بين الواجب والعاطفه .
اما بخصوص الوحدات الثلاث المنسوبه الي ارسطو افتراءاً فان وحده الزمان تعددت دوره الشمس الواحده التي قال بها ارسطو ، ولكن حافظ علي وحده المكان حيث تقوم المسرحيه كلها في مكان واحد وفي مدينه واحده ، وهو منزل كليرفيل .
وقد فضل الوصف عن اظهار مشاهد العنف وتجلي ذلك اثناء سرد اندريه لما حدث له هو وليزموند اثناء اعتقالهم .
ولم يحافظ علي قاعده فصل الأنواع فالمسرحيه تراجيديه وانتهت نهايه سعيده غير مبرره .
ونجح ديدرو في اظهار عنصر التشويق حيث نجد طوال الفصل الأول ان الشخصيات الحاضره تتكلم عن شخصيه غائبه .. قكانوا يتحدثون عن روزالي .. وكان اول ظهور لها في الفصل الثاني في المشهد الذي كان يجمعها بخادمتها جوستين .
وطالما جاء ذكر الخدم فنجد ان الوظيفه الدراميه للخدم قد تطورت عن ذي قبل فاصبحوا يشاركون في النقاش والجدال مع اسيادهم دون ان يتجاوزا حدودهم الطبقيه ، فنجد الخادم شارل يتناقش مع دورفال ويثنيه عن رحيله عن المنزل الذي يحتوي علي اناس قد استضافوه ، وكذلك الخادمه جوستين وهي تثني روزالي عن هدم الابتعاد عن كليرفبل .
وعند تحليل الشخصيات نجد ان دورفال ذلك الشاب الثري هو شخصيه متردده وكثير التفكير وذلك اتضح اثناء تقكيره في الرحيل ، فطالما اراد الرحيل فليرحل . هو في صراع بين الواحب والعاطفه ، واجب الصداقه لكليرفيل والعاطفه لوزالي وهو في الأخير ينتصر للواجب ، ويضحي بثروته لاتمام زواج صديقه من محبوبته .
هو ابن طبيعي ناشئ من علاقه محرمه بين رجل وامراءه لا يوجد لديهم عائق للزواج يكتشف في الأخير ان التي يحبها هي اخته .
اما روزالي فهي فتاه في مقتبل العمر كانت متعلقه بكليرفيل وبمجرد ظهور دورفال تعلقت به ، انها في صراع بين عاطفتها لدورفال وبين كليرفيل التي توقفت عن حبه بظهور دورفال .
وبمجرد علمها بحب دورفال من كنستانس انقلبت عليه وحاولت ان تظهر مساوئه .
اما كنستانس اخت كليرفيل فهي مطلقه وتعلقت بدورفال لما فيه من صفات جيده ، هي في صراع بين الفضيله وبين اظهار حبها لدورفال ، عندما علمت بمغادره المنزل لم تقوي ان تتكتم حبها وصرحت لها .
كل افكار وعقائد ديدرو الفلسفيه كان يجريها علي لسان كنستانس .
اما كليرفيل فهو شخصيه سلبيه ضعيفه يطلب من الأخرين مساعدنه للتوسط اليه تجاه روزالي .



#حسام_موسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كالديرون دي لاباركا والمسرح الباروكي


المزيد.....




- «أوديسيوس المشرقي» .. كتاب سردي جديد لبولص آدم
- -أكثر الرجال شرا على وجه الأرض-.. منتج سينمائي بريطاني يشن ه ...
- حسن الشافعي.. -الزامل اليمني- يدفع الموسيقي المصري للاعتذار ...
- رواد عالم الموضة في الشرق الأوسط يتوجهون إلى موسكو لحضور قمة ...
- سحر الطريق.. 4 أفلام عائلية تشجعك على المغامرة والاستكشاف
- -الكمبري-.. الآلة الرئيسية في موسيقى -كناوة-، كيف يتم تصنيعه ...
- شآبيب المعرفة الأزلية
- جرحٌ على جبين الرَّحالة ليوناردو.. رواية ألم الغربة والجرح ا ...
- المغرب.. معجبة تثير الجدل بتصرفها في حفل الفنان سعد لمجرد
- لحظات مؤثرة بين كوبولا وهيرتسوغ في مهرجان فينيسيا السينمائي ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام موسي - دنيس ديدرو والابن الطببعي