أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد حمّاد - كاتب من غزّة مزج بين السخرية وآلام الواقع















المزيد.....

كاتب من غزّة مزج بين السخرية وآلام الواقع


خالد حمّاد

الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


كاتب من غزّة مزج بين السخرية وآلام الواقع
الصوراني لـ "المشرق نيوز"
غزة/خالد حمّاد
ولد الكاتب اكرم غازي الصوراني وسط أسرة مثقفه ساهمت في نضوج وعيه الفكري ، يقطن حي النصر أحد أحياء مدينة غزة ، أنهى مرحلته الجامعية في تخصص القانون عام 2002 ولم يزاول مهنة المحاماة باعتبارها مهنة "قرف وترف" بحسب وصفه ، كان يرغب دراسة علم النفس حتى يتسنى له علاج حالة التعاسة والاكتئاب العام الذي تحياه غزة خاصة بعد فقدانه الثقة بالقانون الذي درسه وداست عليه أقدام الانقسام/الانقلاب/أحداث حزيران في 14/يونيو/2007 .
درس أكرم المرحلة الثانوية في مدرسة خليل الوزير وحصل على معدل 99% في الصف الثاني الثانوي بعملية "تزوير" بالتوافق مع مربي الصف الذي يحبّه كما تحدث من باب الدعابة وحصل على معدل 82% في الثانوية العامة (توجيهي) .
مثقف بالإكراه
ترعرع اكرم بين ثنايا أسرة مثقفه فلوالده في المنزل (حديقة من الكتب) أربع مكتبات يعز عليك أن تراها في غزة أصبح أكرم بين رفوفها وأسطر الكتب مثقفاً بالإكراه مجبراً على القراءة منذ صغره بحكم علاقة والده بالقراءة والثقافة وخير جليسٍ في الأنام الكتاب ، والده المفكّر الأستاذ غازي الصوراني والذي يكره "حسب ما يقول أكرم" لقب مفكر ويكتفي تواضعا بوصف نفسه بالباحث والكاتب ، وقد اكتسب أكرم الثقافة والاطلاع عن ومن خلال طباعة تلخيصات والده للكتب والدراسات على الكمبيوتر مجبرا في مرحلة متقدمة من العمر .
وبرغم ذلك يصف أكرم نفسه "بالقارئ الرديء" وما أجمل أن يصاب المرء بعدوى هذه "الرداءة" في وسط ثقافي وتنويري وفكري عميق ، لا يصف أكرم نفسه بالكاتب الساخر أو الشاعر ويكره التوصيف ويكتفي بتعريف نفسه مواطن فلسطيني مقهور يعيش في غزة .

ولد مع بداية الانقسام
ولد أكرم ككاتب ساخر مع بداية الانقسام الفلسطيني وما شهدته فلسطين من أحداث عام 2007 وما أدى ذلك إلى شرخ في فلسطين بين حركتي فتح وحماس، ومن هنا كانت انطلاقة أكرم ككاتب ، شبه أكرم الانقسام بالنكبة حيث اعتقد البعض أن الانقسام أيام وسيعود الوضع إلى طبيعته كما توهم البعض إبان نكبة 1948 وأكمل الصوراني الانقسام ما هو إلا نكبة ثانية اتت فوق رؤوس الفلسطينيين . وكما يقول "فلسطيني كلمة بترفع الراس صارت تِرفَع الحواجب !!" .
كتب أكرم أول مقال ساخر في آب/أغسطس 2009 بعنوان غزة على موعد مع التخلف ، وصف المقال غزة سفينة نوح التي تجمع فسيفساء الوطنية والديمغرافية الفلسطينية وقد ضربت تجربة رائعة في الديمقراطية مع بقايا الوطن في القدس والضفة المحتلة في الانتخابات الفلسطينية يناير/2006 لكن ما حدث من أحداث الانقسام دمر ذاك العرس الديمقراطي التعددي ، تحدث المقال عن خشية الصوراني من حالة تخلف شهدته غزة لاحقا تخلف وتراجع في القيم والاخلاق الوطنية والمفاهيم الديمقراطية حيث البحر ملوث وفصائل ملوثة وأفكار ملوثة وبرامج سياسية ملوثة وأصبح لدينا شعبين وفكرين ومنهجين والهجرة اولوية وجرة الغاز والكهرباء أولوية والقدس لنا ولنا وإلها الله كما يقول أكرم !
عرف أكرم بكتابته الساخرة القصيرة التي تتوافق مع رغبة القراء بالكتابة القصيرة وعالم السرعة، تعددت كتاباته وشملت كافة نواحي الحياة بأسلوبه النقدي الساخر، وأُشتهر أكرم ككاتب مقالات يُصَدّرها عبر الإيميلات قبيل أنشائه حساب فيس بوك وأصبح له جمهوره المعجب بإسلوبه وكتاباته .
الكتاب الأول
أصدر أكرم كتابه الأول " وطن خارج التغطية" عام 2012 من خلال مركز أوراد بالضفة الغربية المحتلة ، كتاب نقدي بشكل ساخر للواقع تلامس عقل القراء ، جمل مقتبسة من الكتاب " كلنا ضد أوسلو وعايشين من خيرها والرزق ع الله" .. "أفضل البرامج الانتخابية برنامج التغيير والاصلاح بدليل تغيير جدول الكهرباء واصلاح خط رفح اسرائيل" .. "المصريين اختاروا السيسي والتونسيين اختاروا السبسي واحنا وشرف ام البلد إن ضلت خربانة بين فتح وحماس لنختار السوسي ملك الفلافل".
"الوطن الذي تحاول الوصول إليه مغلق حاليا" أبرز ما ذكر في مقال وطن خارج التغطية الذي سمي الكتاب باسمه، بدوره قال الصوراني ان الكتاب عبارة عن مجموعات من المقالات التي تنتقد الوضع السياسي الفلسطيني بعد الانقسام ، من ضمنه رسالة إلى "رئيس الوزراء الفلسطيني" الأسبق اسماعيل هنية بعنوان (الأخ اسماعيل هنية كلمني شكرا) وبحسب أكرم لم يكلمه حتى الان . في إحدى منشوراته الفيسبوكية كتب أكرم "حكومة غزة شرعية وحكومة رام الله شرعية والشعب ابن حرام" !
لاقى كتاب وطن خارج التغطية انتشارا واسعا بعد حفل التوقيع في غزة ، واستمر أكرم بعد ذلك بكتابة العديد من المقالات الساخرة من الواقع والوضع السياسي وحال الحروب والامن والصراعات وجلسات الحوار وطوابير الغاز وكتم الحريات وغير ذلك مما شمله قلمه الساخر
يمارس أكرم أضعف الايمان بلسانه و الكتابة وتصدير الرأي ، متحدثا عن سؤال البعض له ألا تخاف الاعتقال لنقدك وجرأة قلمك ، مضيفاً أن ما يمارسه أبسط حق كفلته له الحياة وكفله له القانون حق الانسان بالتعبير عن رأيه بالرسم والكلمة والفن والشعر والاغنية والمقال ، من حق ومن واجب أي شخص أن ينتقد الممارسات السلبيه والخاطئة فما بالك لو كانت الخطيئة بحق وطن وبحق جيل وبحق المستقبل .
أنجز أكرم كتابه الثاني حيث صدر " وطن نص كوم" عن دار الكملة للنشر والتوزيع في غزة ، علماً كما أشرنا كان كتابه الاول صدر من رام الله وكانت مفارقة الانقسام حتى في صدور الكتابين وهي رسالة لم يرتب لها أحد جاءت بالصدفة لتؤكد اننا وطن واحد وشعب واحد وأصحاب هم وقضية واحدة .
جرى حفل توقيع الكتاب الثاني "وطن نص كوم" عام 2015 شمل الكتاب مقالات سياسية ساخرة منها الختيار /وبالبكيني /أولويز /طوبز /جمهورية الشجاعية المستقلة ومقالات تتحدث عن حرب غزة الاخيرة والعديد من المقالات، يقع الكتاب في 53 مقالة من مقالات الكاتب تتحدث عن الهم الفلسطيني المتمثل في الانقسام الذي زاد من عبئ المواطن واثقل عليه فيما هو لا زال يرزح تحت الاحتلال ، ويعاني من الاحتلال وجاء الانقسام ليزيد هم الفلسطيني ويساهم في تبهيت النضال الوطني الى أن أصبح الدفاع عن الحزب هو الجهاد الاكبر حفاظا على مصالح أنانية ومشاريع حزبيه ضيقه .
مطلوب أمنياً
بعد نشر أكرم لكتابين من إصداره وخروج أول حلقة لبرنامجه الساخر (النشرة) وأغنية يويا على اليوتيوب تم توجيه مذكرة إستدعاء لأكرم ، رفض التجاوب مع الاستدعاء ونشر إبان ذلك أن رفضه ما هو إلا تلبيه لدعوة الاخوة في حركة حماس لشبابها في الضفة بعدم الاستجابة للاعتقالات على خلفية رأي أو خلفيه سياسية ، وقد تم حل الامر من خلال تدخل شخصيات وطنية بشكل ودّي على قاعدة احترام ثقافة الاختلاف ورفض الاستدعاءات على خلفية حجر على حرية التعبير عن الرأي ونشر أكرم بعد ذلك "قصيدة الشسمو" التي لاقت رواجاً على يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي وأتبعها بـالعريس والعروس وانا مش كاتب التي جاء في مطلعها

" أنا مش كاتب
أنا مِشْ ساخر
أنا سنفور مزروع في سنافر
أنا مش كاتب
أنا مش ساخر
ولا مسؤول ولا قائد فاخر
أنا مش كاتب ..
وكلّ ما قَلَمي بيكتُب كلمة بَروح وأنا شاطب .. "

من ضمن كتاباته الفيسبوكية خلافا للقصائد والمقالات كتب أكرم :
بَلا تعيلق !!
أستغرب في ظل هذا الحراك المحمود المحموم المزحوم المحشور المزنوق أن لا يفكر أحد خارج الحمام أو خارج العلبة أو خارج التنكه أو خارج الكرتونه أو خارج الصندوق ويسعى لتشكيل هيئة أو تجمع أو تكتل أو بطرمان أو برطمان أو مرطبان أو مؤتمر أو مهرجان يساهم في العمل على إنهاء مجموعات إنهاء الانقسام !!
بَلا مؤاخذة !!
قالَ أبا شسمو: إنَّ موقفنا من المشاركة في الطبخة ملفوف أقصد معروف ثُمَّ إِنَّ التنظيم ينهانا عن "شوربة أوسلو" يا رقيق ..!! رَدَّ أبي شسمو : وَيحَكَ يا أخو الشليته ومن أينَ نأكل ..!؟ إِنَّ لحم وعظم ودجاج وشيش طاووق ومكاتب وسيارات وأصابع كُفْتِة الشباب من مَرَقِة أوسلو ..!!

يكتب اكرم مقالاته على هاتفه على شكل ملاحظات تمزج الألم بالدعابة والسخرية ، وتلامس كتاباته الوعي العفوي البسيط والوعي النخبوي الواقع في وحل الواقع الفلسطيني ، دوما ما يدعو الشباب الى عدم الخوف وضرورة وعي حقوقهم ووعي ظلمهم وحقهم المسلوب في البلد وأن الشعب حتى وإن كان في مرحلة من مراحل عجزه "مصدر الغلطات" كما يقول الصوراني إلا أنه وبرغم الاستبداد وظلامية وضبابية المرحلة يظل وينبغي أن يكون الشعب سيد نفسه ومصدر السلطات وعلى من خانوا الأمانة أن يعيدوها لأهلها وأن يعيدوها للشعب ليقول كلمته من جديد حتى نعرف ما نريد ونعيد صياغة أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال وتقول الانتخابات كلمتها ويقول الوطن كلمته .. الشعب يريد إنهاء الانقسام .



#خالد_حمّاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد حمّاد - كاتب من غزّة مزج بين السخرية وآلام الواقع