أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلوق السرغيني - الدين وسياسة التحريم














المزيد.....

الدين وسياسة التحريم


خلوق السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 5730 - 2017 / 12 / 17 - 18:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين وسياسة التحريم
إذا كان لثقافة التحريم الأثر البارز في تقويض معالم المجتمع المنفتح عبر إنتاج التعصب المؤدي إلى ممارسة العنف ماديا ورمزيا تجاه كل من وصف بالسِّوَى، أي المختلف عنا عرقيا أو دينيا أو سياسيا...فإننا هنا سنعمل على معرفة علل هذه الثقافة وأسبابها والتي تعود في نظرنا إلى المصلحة السياسية. كيف ذلك؟
من البديهي أن المعرفة في عمومها، ومهما تعددت ضروبها، ترتبط أيما ارتباط بالمصلحة، ذلك أن الرهان المصلحي هو الذي يعتبر العلة الكافية لإنشاء المعرفة الإنسانية أولا، ونشرها وتسييدها ثانيا، وليس هذا الرهان حكرا على المعرفة العامية؛ التي تسمى رأيا، أو حسا مشتركا، بل حتى المعارف العلمية نفسها تعود في انبنائها وانتشارها لهذا السبب المصلحي بالذات، وليس أدَل على ذلك من كون أشد النظريات العلمية وثاقة هي في أخر المطاف خادمة لأهداف ورهانات معينة، سواء أكانت فردية شخصية، أو جمعية مؤسساتية، ولذلك فليس عجبا أن ترى البحث العلمي ومختبراته، والتي تعتبر الآلية الرئيسة لإنتاج وبناء المعارف العلمية وتشييد صرحها، يكونا غالبا تحت إمرة مؤسسات عسكرية (وزارة الدفاع، أو الداخلية مثلا).
لكن إذا كان هذا التوصيف، الرابط للمعرفة بالمصلحة، يشمل المعرفة العامية كما تذاع في المدياع والتلفاز والصحيفة ووسائل التواصل الحديثة بمختلف مشاربها... كما يصدق أيضا على المعرفة في بعدها العالم، فماذا يمكن القول عن المعرفة الدينية(اللاهوتية، أو الكلامية) التي تنعت بالربانية؟ هل هي الأخرى خاضعة لموازين القوى الإقتصادية والإجتماعية والسياسية؟ بمعنى آخر، هل المعرفة الدينية غاية في ذاتها أم أنها مجرد وسيلة يُتَوَسَّلُ بها لتحقيق مآرب أخرى غير معلنة في الراجح؟
لا جدال في أن المعرفة الدينية بمختلف ضروبها العقدية والتعبدية، أو بلغتنا التصورية والتصديقية، هي معرفة تنتمي إلى دائرة المعطى الثقافي، بحيث إن الرافد الديني يشكل، بالإضافة إلى روافد أخرى، عصب هذا المعطى ونقطة ارتكازه، وبيان ذلك هو هذا الإهتمام الحاصل من لدن الدول، وخاصة تلك التي يشكل فيها العنصر الديني عنصرا رئيسا، بهذا الجانب "الروحي" في الكائن الإنساني، والمتدين منه بخاصة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة الهامة التي تحضى بها المعرفة الدينية في هذه الدول، قد يقول قائل إن الحديث عن الحضور الديني في الساحة العمومية كساحة سياسية بامتياز اليوم أصبح حديثا متجاوزا وخاصة في البلدان التي قطعت مع العهد القروسطوي في النظام السياسي، ودخلت لمرحلة الدولة الحديثة، لكننا يمكننا أن نرد على هذا الإعتراض بالقول أن الزمن المعاصر هو الزمن الذي حضي فيه الدين بدور قوي على مستوى التشغيل السياسي، بل إن السياسة في الدولة المعاصرة أصبحت تمارس اعتمادا على المعطى الديني وإن كان خفيا، بل إن الحروب اليوم التي تعتبر امتدادا للسياسة بطريقة أخرى، باتت تعلن باسم الدين، بل أكثر من ذالك إن مفاهيم السياسة اليوم هي مفاهيم وإن كانت لائكية فهي مفاهيم مستمدة من الحقل الديني، بل إنها مفاهيم دينية معلمنة على حد تعبير كارل شميت.
وإذن، فالمعطى الديني هو عماد الدولة ومؤسسها الروحي، ولما كان الأمر كذلك، فإنه يعتبر بالنسبة لها العنصر الأساس؛ المعول عليه لإدماج الأفراد داخل المجتمع، خاصة إذا علمنا فضل عملية الإدماج هاته في تثبيت سلطة الدولة وكيانها، وعلمنا أيضا الدور الذي يمكن أن يقوم به(أي العنصر الديني) على المستوى السلوكي، إذ من البَيّن أن هذا المعطى كمعطى ثقافي يُعول عليه كثيرا في تهدئة أوضاع البشرية من الناحية النفسية والاجتماعية... بل أكثر من ذلك يعتبر الدين بمدلوله الاجتماعي-السياسي مسكنا أساسيا لآلام الأفراد الاجتماعية والمادية، وبلسما لجراحهم الحقوقية، ولم لا عنصرا هاما لنسيان ذاكرتهم السياسية الموشومة.
وغير خاف على الناظر في تاريخ الأمم والشعوب كيف كانت المسألة الدينية دوما حاضرة على الصعيد الاجتماعي والسياسي، إذ غالبا ما كانت الورقة الرابحة التي يلجأ إليها أشخاص المصلحة على الصعيد السياسي لتبرير وضع قائم أو خطة سيقام بها، ولعل ذاكرة "الزاوية" و"العلماء" وحاضرهما؛ في المغرب، قديمه وحديثه، خير قرين على الدور الرياسي والعضوي الذي كان يقوم به الفقيه/العالم، حيث إن العنصر الديني كان دوما حاضرا في معادلة الصراع على سلطة الحكم، ولهذا السبب كان التنافس شديدا بين السلاطين والأمراء من أجل احتواء هذا الجماعة الدينية ،أو تلك، ونزع اعترافها(أو بيعتها)، ولا تزال استراتيجية الإحتواء، المزكي للشرعية السياسية، قائمة إلى يومنا هذا، رغم ما يقال في صدد الإنتقال إلى مرحلة الدولة الحديثة، لكن إذا كانت الدولة رغم حداثثتها (المفترضة على الأقل) تستمد مشروعيتها السياسية من العنصر الديني ألا يعتبر الدين حينها، وهو الذي عهدناه ربانيا، بمثابة إيديولوجيا تسخره الدولة، متى تشاء وأينما تشاء وكيفما تشاء، لخدمة مصالحها السياسية والإقتصادية؟



#خلوق_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المدرسة ورهانات المجتمع
- عندما ينطبق مبدأ العطالة الطبيعي على الإنسان، أو من العطالة ...
- هل طلق العرب القضية الفلسطينية؟
- العنف وثقافة التحريم، أو في لزوم العنف عن المقدس.
- في أولوية الناسوت على اللاهوت


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلوق السرغيني - الدين وسياسة التحريم