انور غني الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 21:02
المحور:
الادب والفن
"الحرب"
(2003)
الغروب يعبث برؤوس الاطفال، ينثرهم في الحقل فراشات حالمة، فترتدي الأشجار قبّعاتها الناعسة. توقفي ، توقفي ، أيّتها الأقدام العمياء؛ أيّتها التعاويذ الميّتة، فروح الانسان لا تحيا دون صبية يلعبون في الوحل.
العاصفة تغيّر وجه الماء، و كذلك الحرب، تصنع من القلب الجبليّ عشقا أبديّا للعابرين فلا يبقى للوديان سوى صدور مهشّمة و أصداء. أجل أنا الوحيد الذي يعرف معنى الحرب، لأنّني أتحدّث عنها بصدق.
الحرب لون قاتم للفجر و غناء يسرق قداسة الدموع، إنّها حكاية سمراء لا تودّع أسرارها الا في كلّ ساحل مظلم. أجل، العيد و الحرب، كلامهما يعزف لحن طيور مهاجرة قد نام بين أجنحتها صوت الشمس الدافئ.
للحرب رقصة جهنميّة خبّأتها في جبيني منذ عهود، بين أطلالها سيقان أطفال عارية، و فوق مياهها كل زورق يبحث عن شراع.
أنت لم تكن حاضرا بداعة مشهدها الاخير.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟