انور غني الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 21:02
المحور:
الادب والفن
"الحرب"
(2003)
الغروب يعبث برؤوس الاطفال، ينثرهم في الحقل فراشات حالمة، فترتدي الأشجار قبّعاتها الناعسة. توقفي ، توقفي ، أيّتها الأقدام العمياء؛ أيّتها التعاويذ الميّتة، فروح الانسان لا تحيا دون صبية يلعبون في الوحل.
العاصفة تغيّر وجه الماء، و كذلك الحرب، تصنع من القلب الجبليّ عشقا أبديّا للعابرين فلا يبقى للوديان سوى صدور مهشّمة و أصداء. أجل أنا الوحيد الذي يعرف معنى الحرب، لأنّني أتحدّث عنها بصدق.
الحرب لون قاتم للفجر و غناء يسرق قداسة الدموع، إنّها حكاية سمراء لا تودّع أسرارها الا في كلّ ساحل مظلم. أجل، العيد و الحرب، كلامهما يعزف لحن طيور مهاجرة قد نام بين أجنحتها صوت الشمس الدافئ.
للحرب رقصة جهنميّة خبّأتها في جبيني منذ عهود، بين أطلالها سيقان أطفال عارية، و فوق مياهها كل زورق يبحث عن شراع.
أنت لم تكن حاضرا بداعة مشهدها الاخير.
#انور_غني_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟