أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - الخروج من المتاهة 1














المزيد.....

الخروج من المتاهة 1


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 20:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخروج من المتاهة ـ 1
التعليم المدرسي سيجلب لك وظيفة، أماالتعليم الذاتي فسيجلب لك عقلا
" اينشتين"

o بعد أن انتهينا من المتاهات الفكرية الثلاث الكبرى المسيطرة على الساحة الثقافية في العالم، ومشاكلها العديدة بعد أن تم أدلجتها وتسييسها، أود أن اتحدث معكم الليلة عن كيفية الخروج منها.
• سبق وأن قلت لك أنّ الخروج من المتاهة لايمكن أن يحصل إلا بعد أن نشعر أولا بكل قلوبنا أننا نعيش فيها بالفعل، ونكتوي بنارها، ونشاهد رموزها الشريرة يتلاعبون بنا في كل لحظة، ويخرجوننا من متاهة ليوقعونا في متاهة أخرى.
o نعم اتذكّر ذلك، وقلتم أنّ هناك من لايشعر بهذه المتاهة، نتيجة الضغوطات والتمويهات الإعلامية من حوله، والتي غالبا مايديرها أصحاب المتاهة من وراء الكواليس، فيكون حاله كحال النائم أو السكران.
• نعم..ومن هنا نفهم أن الدور الرئيسي المشترك الذي يلعبه أصحاب هذه المتاهات، هو الدورالإلهائي التخديري، إما باللعب على أوتار الغرائز المادية الحيوانية في الإنسان بالجنس والمخدرات وأفلام الأكشن، وإلهاء الناس في الليل والنهار بتحصيل لقمة الخبز الضرورية، بحيث لايصبح لديهم أي وقت ليفكروا، لا في أيام العمل، ولا في أيام العطلات، كما هو الحال في المتاهة المادية الرأسمالية، أو عن طريق تأجيج المشاعر الدينية الخيالية بالشعائر والطقوس، أوتوهم الجهاد في سبيل الله، كما في المتاهة الدينية، أو بتحريك الجوانب الروحية الوهمية كما هو الحال في المتاهة الروحية.
o نعم... هذا مانشاهده بالفعل بأعيننا، وكأن كل شيء قد تم له الإعداد بدقة، وتنسيق كامل.
• صحيح...وثانيا من أجل التحرر من هذه المتاهات، علينا أن نتذكر كيف وقعنا فيها؛ حتى نتمكن بعدها من العودة إلى بر الأمان والاستقرار، وشاطئ الحرية الإنسانية الحقيقية، لاالمزيفة أو الموهومة.
o وكيف يتمكن الإنسان من استعادة هذه الذاكرة الأولى التي كان عليها؟
• على الإنسان بعد شعوره بالمتاهة أن يعقد العزم على الخروج والتحررمنها، ثم يسعى لأن ينسى، أو يتناسى كل شيء قيل أو يقال له، من عقائد وآراء، ومبادئ وقيم عرفية وغير عرفية، دينية ولا دينية، وأن يرجع إلى نقطة الصفركما ولدته أمه.
o هذا يعني التشكيك في كل شيء!
• نعم..حتى نتحرر من كل ماتم زرعه في عقولنا من أفكارورؤى، قاموا بتلقيننا إياها منذ نعومة أظافرنا، منذ أن ولدنا في هذه المتاهات، بحيث أصبحنا بعد ذلك نؤمن ونستأنس بها، وندافع عنها بكل ماأوتينا من قوة.
o وماالفائدة من كل هذا؟!
• إن سلوكنا وتصرفاتنا في هذه الحياة مبتني على مجموعة من القيم والمبادئ العملية الأخلاقية والاجتماعية التي نؤمن بها(morals)، وهي التي تحدد لنا دائما ماينبغي فعله، وماينبغي تركه، من أجل الوصول إلى الراحة والسعادة التي ننشدها، وهذه القيم والمبادئ تبتني بدورها على رؤيتنا الكونية عن الحياة(world view) ، وهذه الرؤية تم تشكيلها بناء على مبادئ فكرية أولى تم زرعها في عقولنا منذ صغرنا، وكل هذه الأمور تشكل العقل الباطن عندنا، والذي يتحكم بتلقائية في كل أنحاء تفكيرنا، وسلوكياتنا، وتعاملنا مع الاخرين.
o هذا تحليل رائع لأفكارنا، ومنطلقاتنا الفكرية، وهو شبيه بعملية التحليل النفسي(psychoanalysis)
• نعم...، ولكنه تحليل نفسي ذاتي، نقوم به بأنفسنا، وبعقولنا الواعية، لا الذي يقوم به غيرنا من الأطباء النفسانيين...فعلينا أن نعود لنستكشف هذه المبادئ الفكرية الأولى، التي تشكل نمط تفكيرنا، وتتولد منها رؤيتنا عن الحياة، والتى تنبعث عنها منظومتنا القيمية الأخلاقية والاجتماعية، والتي تتحكم مباشرة في أفعالنا، وسلوكياتنا في الحياة. فكل اعتقاداتنا التي نؤمن بها، وكل أحكامنا وقراراتنا التي نتخذها في هذه الحياة، وانتقاداتنا للاخرين، إنما ينطلق من هذه المنظومة الفكرية، ومبادئها الأولى، والتي تكون بمثابة البرنامج الذهني (mental software)، الذي يتحكم فينا، ويوجهنا إلى اتجاه معين في هذه الحياة.
o ومن هنا يسعى أصحاب المتاهات إلى برمجة العقول بالوسائل المختلفة، من أجل التحكم في سلوك الناس، وحياتهم الشخصية والاجتماعية، بنحو يتمكنون من خلاله من الهيمنة على الشعوب، واستغلالها لتحقيق مصالحهم غير المشروعة.
• بالضبط هكذا...ولذلك يتبين لك أهمية العودة إلى المبادئ الفكرية الأولى التى أوقعتنا في المتاهة، والتي تم زرعها في أذهاننا، وفحصها بدقة من جديد، بعد التشكيك الاختياري فيها، ثم فلترتها، بميزان العقل البرهاني الموضوعي الدقيق، وإبقاء مايصلح منها، واستبعاد مالايصلح، وهو كما ترى يحتاج إلى إجراء عملية جراحية دقيقة، يحتاج بيانها إلى وقت آخر.
o كنت أتمنى ألا ينتهي كلامكم هنا، وأن نستمر في الحوار، ولكن الأمر إليكم.
• ليست قيمة الكلام في كميته، وإنما في كيفيته، وخير الكلام ماقل ودل...، فما قلناه لكم، وإن كان قليلا من الناحية الكمية، لكنه عميقا من الناحية الكيفية، فعليكم أن تتأملوا جيدا فيما قلناه، إلى أن نلتقي مرة أخرى إن شاء الله.



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاهة الروحانية
- مناشئ التطرف الديني
- مآسي المتاهة الدينية
- اللاعقلانية الدينية
- المتاهة الدينية
- المشاكل الاقتصادية للمتاهة الرأسمالية
- هيمنة الرأسمالية على المراكز العلمية
- مشكلات المتاهة الرأسمالية
- المتاهة الرأسمالية
- الفنان والفيلسوف يد واحدة للنهوض بالإنسان
- كيف نبدأ مسيرتنا للخروج من محنت
- ليس دفاعاً عن الحوار المتمدن، ولكن عن الحقيقة الضائعة
- الحرية والعقل
- صناع المتاهة MAZE MAKERS
- المتاهة الفكرية
- الاتجاهات المعادية للعقل على مر التاريخ
- توهم التفكير خارج أسوار المنطق الأرسطي
- موانع التفكير الصحيح
- قوانين التفكير الصحيح
- سلسلة الحوار العقلي البنّاء قوانين العقل الواعي


المزيد.....




- ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل ...
- فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال ...
- مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه ...
- الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
- أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن ...
- المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
- هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
- العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
- الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا ...
- ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - الخروج من المتاهة 1