أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق ليساوي - القدس توحدنا و الأنظمة المستبدة تفرقنا ...














المزيد.....

القدس توحدنا و الأنظمة المستبدة تفرقنا ...


طارق ليساوي

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس توحدنا و الأنظمة المستبدة تفرقنا...
د.طارق ليساوي
شكل مقالنا للأمس استفزازا لبعض القراء، لكن سرعان ما اكتشفوا آن رسالة المقال أعمق و أبعد من عنوانه، واختيارنا لهذا العنوان لم يكن اعتباطيا بل مقصودا ، فبعد يومين على صدور قرار "ترامب"، و توقيع هذا القرار بطريقة مستفزة لمجموع العرب و المسلمين، لم نرى على الأرض أي رد فعل رسمي من الحكومات العربية، التي لم تغير لغة خطابها و اكتفت كما العادة بالشجب و التنديد و ببرود شديد هذه المرة، لكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالمملكة السعودية رائدة العالم السني و معها حلفاءها الأقوياء في التحالف العربي باركوا ضمنيا القرار، بينما كان رد فعل العاهل المغربي باعتباره رئيس لجنة القدس و موقف الرئيس التركي باعتباره رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، دون المستوى المطلوب فالاحتجاج لا يكفي و التنديد لن يحمي أرضا و لن يصون عرضا... فالتنديد و الشجب لغة الضعفاء و العاجزين...
لاينبغي أن نعلق أمالا على الموقف العربي الرسمي، فالأنظمة العربية فقدت شرعيتها و تجاوزها التاريخ، لكنها لازالت للأسف تتحكم في مصائر شعوبها، بالاعتماد على المظلة الغربية، و بالاستناد إلى قوة الحديد و النار، فسياسة التنكيل و القمع و التدمير، التي تم تبنيها رسميا بعد ثورات الربيع العربي، ضد الشعوب التي تتطلع للحرية والتحرر، جاءت ببعض النتائج. لكن من المستحيل أن يستمر الوضع على هذه الشاكلة، فالشعوب العربية قد وصلت إلى أدنى مستويات التخلف و الانحطاط و الدمار و الخوف، و انتهاك الكرامة والتجويع و التهجير، و التفريط في السيادة الوطنية والمس بالمقدسات الدينية..
فقرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المغتصب و المحتل لأرض فلسطين، ماهو إلا مقدمة لأحداث كبرى، يتم الإعداد لها بتواطؤ مع أنظمة الخزي و الذل، فموجة التفريط في الأرض و العرض، لن تتوقف على فلسطين بل ستشمل مناطق جديدة من العالم العربي و الإسلامي بما في ذلك الجزيرة العربية، و على المسلمين أن يستعدوا في القادم من الأعوام إلى حماية مكة المكرمة و المدينة المنورة من الاحتلال الأجنبي المباشر.. فالقدس و فلسطين تم احتلالها بتواطؤ من هذه الأنظمة العربية العميلة للمستعمر، ووثيقة الملك فيصل بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي دليل قاطع على حجم المؤامرة...
فالتخوف ليس من "ترامب" أو باقي النظم الغربية، فالشعوب العربية والإسلامية من الصعب أن تستسلم للاحتلال الأجنبي، لكنها تخضع و تستسلم للطغاة المحليين،الشعوب العربية عليها اليوم مسؤولية تحرير هذه الأوطان من المستعمر الأجنبي، و النظم الحاكمة هي امتداد للمستعمر الغربي، فالبلاد العربية لم تتحرر على غرار باقي بلدان العالم الثالث، فالهند و الصين تم استعمارهما فعليا عند نهاية القرن 19 و مطلع القرن 20 لكن هذه البلدان تحررت ، و هاهي اليوم تصنع مصيرها باستقلال تام عن إرادة المحتل السابق، لكن الشعوب العربية لم تحصل على الاستقلال، و إنما تم تغيير شكلي في الهيكل الإداري، فبدلا أن يكون الحاكم العسكري اسمه "جورج" أصبح " عبد الله"...
فتحرير الإرادة الشعبية هو المدخل لتحرير الأرض و صون العرض، و نأمل خيرا في هذه الشعوب، و في مقدمتها الشعب الفلسطيني فهو شعب حر ، على خلاف باقي الشعوب العربية المحتلة فعليا، فكلما ضعفت الحكومة المركزية و تلاشت سيطرة النظم الاستبدادية إلا وتوسعت دائرة تأثير الشعوب العربية ، ففي لبنان و العراق لا حظنا توسع تأثير المجتمع المدني و انحصار دائرة الحكم الاستبدادي، و الأمر نفسه حدث في ليبيا و اليمن، لكن التدخل الأجنبي السافر كان له التأثير البالغ في تغيير أجندة الشعوب...
فالشعوب العربية عبرت عن تحضرها و مدنيتها، فهي لم ترفع سلاحا في وجه الطغاة المحلين طيلة عقود من الزمن ، واختارت خيار المقاومة السلمية والعصيان المدني، موجة التغيير و التحول الديمقراطي التي وصلت اليوم إلى أدغال إفريقيا ، شهدها العالم العربي منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، فقد شهدت الجزائر تحولا ديمقراطيا تم وأده بانقلاب عسكري مدعوم من الغرب، نفس السيناريو تم في فلسطين المحتلة، فقد أفرزت الصناديق صعود التيار الإسلامي و تم أيضا الانقلاب على إرادة الصناديق و تبني اختيار العنف من قبل الغرب و حلفاءه..
السيناريو نفسه تكرر لكن بصورة اكبر و أعمق مع انطلاق ثورات الربيع العربي، فالأجندة المتفق عليها في السر و الآن في العلن، هو أعاقة تحرر هذه الشعوب فإما العبودية أو الموت و الدمار، لكن من الصعب أن يستمر الوضع على ما هو عليه، وقرار ترامب الأخير، و معه القرارات "الرعناء" التي تم اتخاذها من قبل الأنظمة العربية، لا سيما في الخليج سوف تعجل لا محالة موجة التحرر، و ستفجر دون شك موجة ربيع عربي فعلي و حقيقي..
لكن علينا جميعا أفرادا وجماعات أن نعيد حساباتنا، فسياسة الاستقطاب و الأنانية المفرطة و الانصياع للاملاءات الأجنبية ، دمر وسوف يدمر حلم التحرر، القدس و المقدسات الإسلامية حجز الزاوية في البناء الحضاري و التحرري القادم، فالخروج العفوي و السلمي للساحات و الميادين العامة بوابة للتغيير و الانتقال ، فالأنظمة الحاكمة في مجموع العالم العربي أثبتت أنها لاتخدم مصلحة شعوبها، وإنما تخدم مصالح من نصبها و يحميها، بل إنها لا تملك حتى القدرة على توظيف الخيارات المتاحة أمامها، فهي تملك من الخيارات ما لاتملكه إسرائيل و غيرها، لكن علينا أن نقر بأن بعض حكامنا "متصهينين" أكثر من "الصهاينة" و "ترامبيين" أكثر من "ترامب"، لكن المسؤولية تقتضي منا جميعا أن نحمي أوطاننا و أن ندافع عن مقدساتنا الإسلامية، و خيارنا في ذلك الخروج للميادين و حمل شعار فلسطين توحدنا و الأنظمة المستبدة تفرقنا.. "هذا بيان للناس وهدى و موعظة للمتقين" (الآية 138 آل عمران) ..و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون..
*إعلامي و أكاديمي مغربي متخصص في الاقتصاد الصيني و الشرق آسيوي



#طارق_ليساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة في سوريا تبدأ بالمصارحة..ومن حق شعب سوريا أن يكون س ...
- اتركوا سوريا لأهلها. .و أعطوا الشعوب العربية حريتها
- لا للتخوين : حراك الريف المغربي ضد الاستبداد وليس دعوة للانف ...
- الريف الصيني مصنع العالم..
- مقومات المملكة المستدامة
- الريف الصيني يطعم مليار و 300 مليون نسمة، فكيف نجح..؟
- جدلية الفقر و الاستثمار الأجنبي و العدالة الاجتماعية بعيون ص ...


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق ليساوي - القدس توحدنا و الأنظمة المستبدة تفرقنا ...