أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - كلمة بداية














المزيد.....

كلمة بداية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5704 - 2017 / 11 / 20 - 03:04
المحور: الادب والفن
    


كلمة بداية

وجود العراق الدولة والمجتمع والشعب هم وطني ناء بحمله أبناءه وأبناءه فقط، أما حازمي وحاملي الحقائب الذين يضعون رجل هنا ورجل هناك لا يهمهم من العراق غير ما يكسبون وغير ما يحصدون من مغانم، من سبق منهم ومن رحل ومن هو في الطريق قادم، حكاية العراق لا تشبهها أية حكاية لبلد أخر قريب أو بعيد، ممكن أن تكون هناك بعض التفصيلات المشتركة مع بعض المجتمعات والدول، لكن يبقى العراق بوضعه الحالي والقادم رهن الفرادة والتفرد في كل شيء.
هذا البلد العظيم الذي لم ينساه التأريخ أبدا ولم تغادرها الجغرافية بواقعها وتنافضتها من أن تضعه دوما في قلب العاصفة له ميزة أنه حاضر في كل شيء، في الفكر والمعرفة في الحرب والسلام في الماضي والحاضر والمستقبل، في الأديان كان محورا وحاملا لمشاعل التحرر، في النظم والقوانين كان الرائد الذي تنحني له كل الشرائع قديمها وجديدها، في المظلومية هو الأول وفي السطر الأول من سفر الظلم والظالمين ضحية تنتهك كل يوم.
هذا العراق الذي تذكره الأساطير والموروث الفلكلوري العالمي من أول يوم أبتدأت فيه الحكاية ينسج للخيالات أفكار وجودا تعدى حدود الفن والأبهار إلى حدود ما بعد المعقول، تتناوشه اليوم أقلام حاقدة وصحف صفراء مدفوعة بقزمتيها لتنال منه على أنه مجرد كيان صنعته بريطانيا من تجميع غير قابل للتوافق ليكون عراق ساحة لها تلعب به كما يلعب الطفل بما يحب، هذه الأصوات لا تنكر التأريخ فقط بل تنكر أنها تملك عقولا أو تعرف المنطق أو تدرك أنها مجرد فضلات متراكمة تعفنتت فأطلقت ريحها المشئومة.
بلدي الذي منحني طينة الوجود ورزقني من عطاءه الثر يعاني اليوم جملة من الأمراض المزمنة، أصابت جسده وتكاثرت عليه الألام لعلها تفقده وعيه، لكنه يقاوم وسيقاوم كما كان بالأمس وقبل الأمس وقبل قبل ذلك عنقاء لا تموت ور تندثر، هذا العراق الذي سكنا كشعب في روحه سكن في أرواحنا نحن أبناءه في جدلية لا يفهمها إلا من كانت طينته من ضفاف دجلة أو شواطء الفرات، أما المستوطنون والمهاجرون والنتقلون قد يجرهم بعض الحنين له ولكنهم لا يتحملون ألما وصل العظم في جسد الفراتين.
لذا حملت قلمي دوما على أن أدافع عن هذا الوجود ليس لأني لا أملك غيره وطن ولكن لأن كل الأوطان لا تسع روحي ولا روحي تسع غربتها إلا هنا حيث نخلة قديمة تحكي لي أن التأريخ مر بها وأوصاها بأن العراق أمانة الوجود كله، قد يكون لامي هذا عاطفيا أو تحت تأثير ما أجد من ظلم وأهتضام لحقي وحق بلدي، ولكنني أتكلم الآن بكامل وعي وبمنتهى الحرص على أن أجسد وعي الكامل بما أشعربه وما أنا عليه مؤمنا بكل حرف.
كتبت وكتبت وناقشت وعرضت الأفكار وعارضت الواقع وحاولت أن أصل بعقلي لبعض أدق القضايا من غير أن يردعني خوف أو وجل لأني أريد الخلاص لي ولوطني وشعبي، الذي يعشق بلده ويخلص له لا يماري ولا يجامل ولا يهادن الحاكم الفاسد ولا يصمت أمام ظلم وجور، بل عليه أن يتقدم الصفوف ويقول ما لا يمكن أن يقوله غيره، العراق اليوم بحاجة ملحة إلى عقول نازفة بالأفكار الحرة والجديدة والمتجددة التي تبني ما هدم الغرباء، وتعيد للواقع صورة العقل المفكر المدبر.
هذه السلسلة من المقالات كتبتها في ظروف مختلفة وتحت أهداف ولأجل غايات في مجملها ليس الأعتراض على التحريف والتغرير وتزييف الواقع، بل مع رؤية تقريبية لما يمكن أن يجعلها محل أخذ ورد وبناء ينضج يوميا مع القراء، ومع تأكدي أيضا أن القليل من القراء من شارك في الإحساس والتأثر بما فيها، لا لأنها غير واقعية أو مجرد أحلام كاتب، ولكن لأن القراءة في عراق اليوم أصبحت من الترفيات ومن الواجبات التي تأت في المراتب الأخيرة من سلسلة المهم والأهم، وهذا ما نجح به السلطويون في فرضه علينا ليبعدنا عن قضيتنا الكبرى والأهم وهي العراق.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عدالة ومسئولية ومشاركة) شعارنا للمرحلة القادمة
- واقع العمل السياسي والحزبي في الأحزاب الدينية في العراق
- قررت أن أعرف ربي ح1
- قررت أن أعرف ربي ح2
- واقع الإسلام وواقع المسلمين
- تجربة الخلق والمصير
- مفهوم الظلم ودلالاته
- الحياة وتجربة ما بعدها
- العقل العربي ومسئولية الفكر
- سر المعرفة ...كلمة السر
- مصطلحات فكرية
- محاولة في تعرية العقل
- التأريخ ومفهوم الحتمية التأريخية
- نحو بناء فلسفة لما بعد عصر الفلسفات التقليدية
- فهم الوعي على أنه جزء من المعرفة
- من إشكاليات العقل الملحد
- من إشكاليات العقل الديني التقليدي
- إشكاليات العقل الملحد
- تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ بين شرعة حقوق الإنسان الأ ...
- تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ بين الشرعية الدينية والمش ...


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - كلمة بداية