أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان ثابت - مقال بعنوان : هل يمكن ان يكون للخطاب الفلسفي دور في حل ازمة العلاقات بين الجزائر والمغرب ؟














المزيد.....

مقال بعنوان : هل يمكن ان يكون للخطاب الفلسفي دور في حل ازمة العلاقات بين الجزائر والمغرب ؟


سلطان ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما استنزف الصراع الخفي والمعلن بين الجزائر والمغرب خلال نصف قرن ونيف جميع الخطابات السياسية والفكرية وحتى العسكرية ، بقي لنا ـأن نتساءل نحن بدورنا كباحثين في مجال الفلسفة عن ذلك الدور الذي يمكن أن يلعبه الخطاب الفلسفي في حلحلة هذا الصراع أو على الأقل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء المتخاصمين ، باعتبار المنتوج الغزير لهذا الخطاب داخل الكيانات الأكاديمية والثقافية والجامعية وغيرها في المغرب العربي ، ولماذا لا تكون هذه اللحظة بالذات هي الفرصة التاريخية للفلسفة كي تنزل وتدنو من برجها العاجي إلى بلاطات صناعة القرار السياسي في البلدين، وبذلك تكون الفلسفة في المغرب العربي قد لعبت دورا مشابها ربما لذلك الدور الذي لعبته فلسفة الأنوار في بعض أٌقطار أوربا إبان خروجها من غياهب العصور الوسطى. ما المانع من ذلك ونحن لطالما كنا نحذو حذو المتفلسفة الغربيين حين يفككون ويحللون ويتواصلون وينقدون...ولماذا لا نجعل من الفلسفة أداة فاعلة في سبيل تحسين علاقاتنا بذواتنا وتحسين علاقاتنا مع غيرنا وما يترتب عن ذلك من وصول للسعادة والتسامح والتعايش السلمي دون أي اعتبار ايديولوجي أو مصلحي لا يرى في الآخر إلا مصدرا "للاأمن" أو" مثيرا لقلق المصير".
لا نستطيع فهم طبيعة الحضور الفلسفي في أروقة صناعة القرار السياسي المغاربي ككل بمعزل عن الشروط التاريخية المؤطرة له، من وقائع وأحداث حصلت ولازالت تحدث في المنطقة عموما وتحدث بين المغرب والجزائر خصوصا صاحبتا الثقل البشري والفكري والاقتصادي داخل هذه المنظومة الإقليمية الخاضعة لتجاذبات جيواستراتيجية بالدرجة الأولى، إضافة لتأثير بعض التيارات الفكرية المرتبطة أو على الأقل المحسوبة على فلسفة السياسة، إن هذه البديهة تسمح لنا بفحص شروط الممارسة السياسية في "الفلسفة المغاربية" وذلك إنطلاقا من مؤشرين إثنين:
أولهما: الظاهرة الإمبريالية المتمثلة في الإرث الإستعماري الثقافي والفكري والجغرافي والتي هي ذات أبعاد مصلحية في المنطقة ومستلزماتها التاريخية والفكرية.
ثانيهما: إستمرار توتر الأوضاع السياسية بين البلدين وهيمنة الرؤية الأحادية الجانب ، بإعتبارها الرؤية الموجهة والمحددة للتعامل مع الجغرافيا والتاريخ.
إن هذين المؤشرين يفسران جانبا من جوانب الحضور السلبي في العلاقات بين البلدين ، إنهما يفسران "تجربة التوتر وتجربة الإخفاق" ، وذلك بإعتبارهما حالتين ملازمتين في تحديد مسار هذه العلاقة .
واعتبارا من هذا فإن الفاعليات السياسية في المغرب العربي لم تنجز مهمة تاريخية ، إنها لم تقدم على الأقل حلا نظريا لمشاكل واضحة بقدر ما عبرت عن تخبط بين كيانات لاتروم إلا الحفاظ على بعض المكتسبات المجهرية على حساب كيانين عظيمين وجوهريين وهما الشعبين، هذين الأخيرين بدآ يفقدان الثقة في الخطابات السياسية الديماغوجية والضيقة من هنا وهناك ، من حيث أن نخب هذا النوع من الخطابات استنفذت أبرز عناصر قوتها وهو الزمن والصيرورة التاريخية والمنفعة المرجوة ، فهنا كان لزاما أن يكون الخطاب الفلسفي العميق والمتسم بالحكمة والبعد في الرؤية والمتسم بالأخذ الجدي بالمسببات والنتائج أن يكون موجها ومصححا لأداءات الخطاب السياسي ومنه تصويب القرار السياسي في البلدين ، وهنا لا نعني لوم المشتغلين بميدان الفلسفة داخل البلدين ، وانما نأخذ عليهم عدم فرض خطابهم أو على الأقل الرفع من حدته في سبيل حلحلة هذا الخصام الذي طال أمده بإعتبار أنهم من كان عليهم فهم حيثيات هذا التوتر وإبداء الحلول لتغييبه حين فشل غيرهم في ذلك.
صحيح أن توجهات بعض من ثلة المفكرين والمتفلسفة المغاربيين ك محمد أركون ومحمد عابد الجابري مثلا موجهة بالهاجس السياسي بكل مقتضياته الحضارية والتاريخية ، فهذين المفكرين على وجه التحديد ساهما معا في توسيع مساحة التنوير الفكري في المغرب العربي ، كما ساهما في بلورة تقاليد البحث الحضاري الذي يروم بناء كيانات اجتماعية وحضارية متفتحة على كل الميولات وتضمن للأفراد الحد الأدنى من "الراحة الوجودية" ، هذه الراحة التي تجعل من هؤلاء (الأفراد) أداة فاعلة داخل هذه الكيانات بما يخلق نوعا من ذلك التوافق الأصيل والدائم مع ذواتهم من جهة ومع غيرهم من جهة أخرى. فضلا عن الإسهام المهم الذي قدمه بعض من باحثي فلسفة السياسة بغية تهدئة الإحباطات والغضب الكامن في المجتمعات أو ما كان يسميه هيغل بدور التسوية في محاولة جريئة للجمع بين الفلسفة والحقيقة ، وهنا يرى مثلا الدكتورالعلمي أن الجمع بين الفلسفة والحقيقة يفترض أنك تنطق بالحقيقة ، وأن المجتمع المنشود سوف يمثل الحقيقة لأنه مجتمع الحق، وبالتالي سوف يتعامل مع المجتمعات الأخرى على أنها غير فاضلة ، وهذا التصور أو الفهم هو الذي يؤسس لتصور شمولي يرفض الآخر في نهاية المطاف ويرفض المجتمعات الأخرى...
لكن تبقى هذه التوجهات مجرد جواهر مغبرة داخل رفوف النخبة المفكرة دون أن تحدث أي ضجة داخل أروقة صناعة القرار السياسي. هذا الأخير هو نتيجة حتمية وطبيعية لمغالطات غذتها تصورات كيان "أخذ ينظر للباطل الذي جعله حقا وللشر الذي جعله خيرا ، مبتدعا مقولات هائلة ومسلمات قاطعة" ومستنبطا قضايا وهمية، ومثبتا دعاوى زائفة ضد الاخر، وكذلك بسبب عائق سؤال السلطوية، حيث أن الفلسفة تتطلب الحرية، وإلا ستصبح الفلسفة مجرد أيديولوجيا. هذه الثنائية –الحرية والفلسفة-ساهمت بشكل رئيسي في البرود القاسي للحوار بين ممارسي الفلسفة وممارسي السياسة في البلدين الجارين.
اذن ومن خلال ماسبق عرضه يمكن القول بكل ثقة أنه يمكن أن يكون للفلسفة أثر إيجابي في التخفيف من حدة سوء التفاهم بين الجزائر والمغرب، أو على الأقل مساهمتها في انخراطهما في حوار تشاركي جدري من خلال القيام بمراجعة جدرية لأسباب الصراع الحقيقية كون أن كل محاولات الصلح باءت بالفشل، نظرا لتجدر الأسباب المحركة للصراع وتبطنها والتي تؤدي إلى توليد أسباب أخرى للنزاع بدورها، مما يدخل البلدين في حلقة مفرغة لانهاية لها.ومنه إدن لامفر من التعالي على الواقع والتاريخ معا.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صيحة الفساتين البراقة تعود بقوة مع النجمات في صيف 2025
- -الصراع في السويداء ليس طائفيًا فقط-.. خبيرة توضح لـCNN ما ي ...
- مؤرخ إسرائيلي: أنا باحث في مجال الإبادة الجماعية وأميزها عند ...
- البالونات الحرارية آلية دفاعية لتضليل الصواريخ عن هدفها
- خبير عسكري: إسرائيل تحاول تطبيق نموذج الضفة في غزة
- استفاد منها ماسك وشركاته.. تعرف على تأشيرة العمل الأميركية - ...
- الطريق إلى الشرعية المؤجلة.. السلطة والاستثناء والديمقراطية ...
- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلطان ثابت - مقال بعنوان : هل يمكن ان يكون للخطاب الفلسفي دور في حل ازمة العلاقات بين الجزائر والمغرب ؟