احمد كمال عباس
الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 15:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إهانة الرموز
فتة بدون غموز
أثير المجتمع المصري مؤخرا حين أستمع إلي رأي د يوسف زيدان في أحمد عرابي وصلاح الدين الأيوبي فخرج علينا من يطالب بحماية الرموز المصرية، حتى سمعنا بأن البرلمان سيناقش قانونا سيعاقب به كل من يتطاول علي الرموز .
ورغم اختلافي مع د زيدان حول حقيقة دور الزعيم أحمد عرابي إلا أنه من حقي أن أتسائل قبل إصدار القانون:
1) من هم الرموز؟
2) الجهة المنوط بها تحديد الرموز؟
في المجتمع – أي مجتمع – ليس شيئا واحدا ولا تيارا واحدا ( ما عدا المجتمعات الفاشية ) ففي كل مجتمع هناك تيار ليبرالي، وتيار محافظ، هناك تيار يساري وتيار شيوعي وبالطبع هنا في مجتمعات الشرق الأوسط لدينا تيارات إسلامية عديدة، من يقول أن (س ) هذا رمز؟!
وإذا استعرضنا تاريخنا الثقافي سنجد مثلا أن التيار الليبرالي وبعض اليساريين يرون في د طه حسين رائد من رواد التنوير بينما تراه التيارات الإسلامية كافر
وإذا نظرنا مثلا للتاريخ السياسي يري الليبراليون سعد زغلول قائدا للثورة بينما يراه بعض الماركسيون خائنا لها لأنه رف بلشفتها وعمل علي كبح جماحها، وكذلك يري الكثير عبد الناصر نصير الفقراء بينما يراه آخرون سبب بلاوي مصر الحالية.
حتى في المجال الكروي هناك اختلاف فالكثير يري أبوتريكة قديس والآخر يرونه إرهابيا.
والاختلاف موجود داخل التيار.الواحد فبعض الماركسيين يرون في د رفعت السعيد لينين المصري بينما يراه الآخرون عميل للمخابرات الأمريكية، ويري الإخوان المسلمون حسن البنا شهيد بينما تعتبره بعض الجماعات الإسلامية ألآخري مجتهد ويراه آخرون من جماعات الإسلام السياسي منافق.
في النهاية أتساءل هل إذا تجرأت ووجهت نقدا لمرتضي منصور سأحاكم بتهمة إهانة رمز رياضي، بالطبع لن اسأل عن من سيوجه النقد لمز مصر كلها الرئيس السيسي!!!
يبدو لي أننا مسموح لي فقط بنقد شعبان عبد الرحيم إلا إذا اعتبرته الحكومة رمز غنائي
#احمد_كمال_عباس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟