اليهود في المجتمعات الإسلامية -التاريخ والافاق

ريم قمري

الحوار المتمدن-العدد: 5699 - 2017 / 11 / 15 - 21:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

احتضنت مدينة برلين بألمانيا من 25 الى 27 اكتوبر الماضي، المؤتمر الدولي حول اليهود في المجتمعات الإسلامية -التاريخ والآفاق، بالمتحف اليهودي برلين بالتعاون مع، مركز الدراسات اليهودية برلين و " الشرق الأوسط –الوسط وشرق أوروبا.
وتندرج اعمال هذا المؤتمر في إطار التركيز، على دور الجالية اليهودية، في الماضي والحاضر داخل المجتمعات الإسلامية.
وقد شارك عدد كبير من الباحثين اليهود، والعرب ايضا من جنسيات مختلفة، من مصر والعراق فلسطين قطر والمغرب و ايران و تركيا ، بورقات بحثية هامة تطرقت لمواضيع مختلفة تتمحور حول التاريخ المهمل لليهود في البلاد العربية، والمجتمعات الإسلامية بشكل عام، كما ناقشت اغلب الابحاث مسألة الثقافة، والهوية والذاكرة، والتعرف على الذات والانتماء، فضلا عن آفاق المستقبل، والتنوع العرقي -الديني، والعلاقات بين الطوائف بصفة عامة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
وقد عالجت ايضا اغلب الورقات المشاركة، القضايا ذات الصلة بالموضوع الرئيسي بما في ذلك التاريخ، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا الاجتماعية، والدراسات الأدبية، والدراسات الإعلامية، والدراسات المقارنة والدين، ودراسات حول الشرق الأوسط.
وسنتدرج بالحديث، عن بعض ما ورد في هذه الورقات، بصفة اجمالية فيما يلي:
كما ذكرنا سابقا على امتداد ثلاثة ايام نقشت، وطرحت اسئلة رئيسية، تخص المسألة اليهودية و وضعها تاريخيا داخل نسيج المجتمعات العربية بصفة خاصة ، والاسلامية بصفة عامة، وقد تطرق الباحث اليهودي "مارك كوهين" أستاذ الحضارة اليهودية في الشرق الأدنى، في جامعة "برينستون" لوضع اليهود في العالم الإسلامي في العصور الوسطى بالمقارنة مع اليهود الأشكناز شمال أوروبا المسيحية من خلال مداخلة بعنوان "اليهود في العالم الإسلامي خلال العصور الوسطى" حيث بين ان وضع اليهودي قانونيا و اجتماعيا كان جيد ، اذ كان اليهود في كثير من الأحيان يحتلون مناصب رفيعة في الحكومات الإسلامية، وتم دمجهم تماما في اقتصاد العالم الإسلامي ، اما من الناحية الثقافية فقد كانوا جزء من اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
وتنتقل بنا أستاذة التاريخ العربي الحديث في جامعة "شيكاغو" " أوريت باشكين" من خلال ورقة بعنوان "اليهود كمستعارة، اليهود والنهضة العربية"، لدراسة الصحافة المكتوبة في الفترة الزمنية الممتدة من 1876-1921 حيث بينت ان الكتابة عن اليهود لا تعكس فقط الاهتمام بالتاريخ اليهودي، بل سمحت للكتاب العرب بالتعبير، عن مجموعة متنوعة ،من الأفكار حول الذات العربية والمسلمة ومهدت لنشأة فكرة القومية العربية، كخطاب مقاوم للتصنيفات ،العنصرية والإمبريالية الأوروبية والاطماع الاستعمارية ،خلال فترة ما بين الحربين العالميتين ،حيث برز واقع الصراع العربي الصهيوني في قلب جل هذه الخطابات .
أما " أومار بوم" هو أستاذ مشارك في قسم الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا، لوس انجليس مهتم بمكان الأقليات الدينية والعرقية مثل اليهود والبهائيين ،والشيعة والمسيحيين في دول ما بعد الاستقلال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، فقد شارك بورقة بعنوان "من المعابد والمقابر: الحياة اليهودية في الذاكرة في المغرب" تطرق لموضوع المقابر اليهودية في المغرب والتي لا تزال أماكن تربط المغتربين اليهود المغاربة بوطنهم، والمقابر اليهودية والمزارات ، والمعابد اليهودية التي شكلت دافعا هاما لبناء علاقات جديدة ،مع اليهود المغاربة والسكان المسلمين المحليين، و كيف اصبح يتم اليوم الحفاظ على المقابر اليهودية ،وحراستها من قبل الرجال والنساء المسلمين ،وحمايتها من قبل الدولة بوصفها مساحات تاريخية واجتماعية، و باعتبارها تراثا وتاريخيا وطنيا مغربيا .

نواصل مع الاستاذة " كرستين هنفيلد" الدراسات الإسلامية واليهودية في الجامعة الحرة في برلين والتي قدمت ورقة تحت عنوان " شعوذة القانون الشرعي -نظرة تحليلية إلى خطابات الحماية الكاذبة من اليمن واستراتيجيات المؤلفين اليهود" حيث عالجت وضع اليهود باليمن حيث شكلوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع اليمني، وقدمت صورة أكثر تفصيلا عن التاريخ اليمني اليهودي.
مع " ميريام فرينكل" أستاذة التاريخ اليهودي في الجامعة العبرية في القدس ننتقل من خلال ورقتها التي بعنوان " رد اليهود على وضعهم الدامي" الى اليهود في العصور الوسطى محاولاتهم للتكيف مع وضعهم القانوني الرسمي كأشخاص محميين في الإسلام (أهل الذمة).

يأخذنا الاستاذ بجامعة أكسفورد " ميخائيل كيزيلوف" من خلال ورقته " الربانيون اليهود والتتار والعثمانية في القرم في العصر الحديث: الوضع القانوني والعلاقات مع السلطات الإسلامية" الى داخل الامبراطورية العثمانية، في شبه جزيرة القرم 1475 المنقسمة إلى جزأين: "خانات"، التي كانت ولاية تتار الدولة العثمانية، والقرم العثماني ما يسمى "مقاطعة كيف"، ثم قسمت الجالية اليهودية المحلية إلى جزأين: القراء غير التلموديين و (التلموديين، أو الربانين) اليهود و
تبحث الورقة في السمات المحددة للوضع القانوني للقرم، واليهود الربانيين وتحلل أيضا العلاقات غير المستقرة وغير المتناسقة، بين المجتمع والإدارة الإسلامية المحلية، وهي تستند إلى مصادر أرشيفية منشورة وغير منشورة حتى الآن، باللغات التركية والعبرية والسلافية.

نواصل مع الدكتور " ليران يدجار" من جامعة شيكاغو في ورقة تطرح موضوع مختلف جاءت بعنوان "آراء ابن تيمية عن اليهودية" يدرس هنا الكاتب كتابات ابن تيمية التي اهتمت باليهود ويبين انهم في الواقع لا يشغلون سوى جزء صغير من كتاباته، وتولي الدراسة اهتماما لاستخدام ابن تيمية للمواد التوراتية، والربط بين اليهود والهرطقات داخل الإسلام وخارجه، لم يطور ابن تيمية وجهة نظر متماسكة حول اليهودية، واستخدم اليهود بطرق متعددة في كتاباته من أجل مهاجمة خصومه، ومن أجل تقديم الإسلام ك "طريق وسط" بين اليهودية والمسيحية.

" أورلي رحيميان" معلمة تدريس في جامعة بن غوريون قدمت ورقة بعنوان "صور اليهود في أعين الإيرانيين خلال القرن العشرين" وبذلك تحملنا الى يهود إيران حيث قدمت صورة عن المساهمة في مجال الادب والثقافة التي قدمها يهود البلاد الإسلامية ودراسة تطور صورة اليهود في إيران في القرن العشرين، مبرزة انه لم يتم بعد استكشاف هذه الظاهرة بطريقة شاملة وكاملة.

مع " ميناشي أنزي" محاضر في قسم التاريخ اليهودي في جامعة بن غوريون وورقته «الفلسفة ومكافحة الفلسفة في البصرة: اليهود والمسلمين والكتيبات باللغة العربية" يعالج موضوع هجرة اليهود العراقيون وعودتهم للعراق ليؤسسوا فرعا للحركة "الثيوصوفية" في البصرة بين 1931/1936 في فترة صراعات اقليمية ودولية.

ونواصل مع ورقة الاستاذ " الكسندرا كوفيل" أستاذ الدين اليهودي في مركز الدراسات الدينية، جامعة "روهر بوخوم" وورقة بعنوان العلاقات اليهودية المسيحية من العصر الفاطمي المملوكي: النتائج الأخيرة وبرنامج البحوث المستقبلية " وبحثت الورقة المواقف تجاه اليهودية واليهود في الأدب العربي المسيحي الحديث في وقت مبكر": في كثير من النواحي -خاصة فيما يتعلق بوضعهم القانوني والاقتصادي -يهود الأراضي العربية المشتركة تحت حكم الإسلام مصير الطوائف المسيحية العديدة.

أستاذ الثقافة العثمانية والثقافة التركية واللغة والأدب ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة شيكاغو " هاكان ت. كاراتيك" ورقته "وجهات النظر اليهودية حول السياسة العثمانية: تقييم منهجي" حاول فيها ابراز التعايش السلمي بين اليهود والمسلمين داخل المجتمع العثماني ذو التركيبة الاثنية المتنوعة.
مع أحمد دلال عميد جامعة جورج تاون في قطر أستاذ التاريخ في قسم التاريخ وعلم الآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، وورقته «يهود اليمن: الهويات المتشابكة وتشوهات التاريخ المعاصر" نعود هنا لتاريخ يهود اليمن وركز هنا الباحث على نقطة هامة الا وهي ان اليهود في العالم العربي هم في المقام الأول اليهود عرب، وهوياتهم اليهودية تأتي لاحقا، وكانت مماثلة لهويات عديدة أخرى متعددة تميز سكان العالم العربي.

"مناحيم كلين " عضو هيئة التدريس في قسم العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، إسرائيل من خلال ورقته "اليهود والعرب في المدن الفلسطينية الرئيسية في العصر العثماني المتأخر" يتحدث عن الهوية الهجينة العربية اليهودية الموجودة بالفعل في فلسطين منذ أواخر القرن التاسع عشر.

" هارفي غولدبيرغ" أستاذ فخري في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في الجامعة العبرية في القدس جاءت ورقته بعنوان "الدور الرمزي لليهود في الصراع بين الدولة والمجتمع في ليبيا العثمانية المتأخرة" تحدثت عن الاصلاحات العثمانية بليبيا في نهاية القرن 19 واستفادة اليهود من هذه الاصلاحات القانونية اقتصاديا واجتماعيا.
" ميشيل كامبوس" أستاذ مشارك، قسم التاريخ، جامعة فلوريدا؛ ورقته عنوانها "إعادة التفكير في المساحات والأماكن اليهودية في الشرق الأوسط " هذا البحث هو تعريف بالأماكن اليهودية -أماكن الترفيه والعبادة والعمل عند اليهود العثمانيين المشرقيين واستكشاف الصحف الحاخامية، وروايات السفر اليهودية، والصحف العبرية -اليهودية الإسبانية ومعالم المساحات اليهودية في أواخر العصر العثماني.

"إعادة النظر في المصادر على المجتمعات اليهودية في إيران (1666-1747)" ورقة قدمها الدكتور "ألبيرتو تيبورسيو" من جامعة "ماكجيل" وهي دراسة للمجتمعات اليهودية في إيران، وخاصة لفترة ما قبل العصر الحديث في مرحلة مبكرة من التنمية.

" محمد علي طبطبائي" دكتور بالدراسات القرآنية جامعة طهران في ورقته " تحول اليهود اليهوديون من القرن الثالث عشر إلى القرن التاسع عشر إلى الإسلام ورفضه لليهودية" تحدث عن الفترة ما بين 1845/1896 عن تحول العديد من اليهود والمسيحيين البارزين إلى الإسلام، وكتبوا كتابات ضد معتقداتهم السابقة.

"التفاعل الاثني عشر الشيوعي اليهودي في إيران الحديثة المبكرة" ورقة قدمها " دينيس هالفت" متخصص في الدراسات الدينية الإسلامية والإيرانية والمقارنة وكذلك في اللاهوت المسيحي يشرح في هذه الورقة أن اليهود المتحولين وذريتهم كانوا وسطاء مؤثرين للمعرفة الدينية. وقد حفزوا على نشر النصوص اليهودية، سواء المطبوعة أو المخطوطة، وبالتالي ساهموا في إثراء اللقاءات الفكرية بين اليهود والمسلمين الشيعة في بلاد فارس الحديثة.

" سيث أنزيسكا هو محمد" محاضر في العلاقات اليهودية والمسلمة في كلية لندن الجامعية ورقته كانت بعنوان "الوجود بين يافا وبيروت: الوجود والغياب اليهودي في لبنان ما بعد الحرب" ووضح من خلالها أن الجالية اليهودية في لبنان لها تاريخ طويل، وتوسع مع وصول اليهود من الأراضي العثمانية وأبعد من ذلك في القرن العشرين مئة عام. وخلافا للدول الأخرى في الشرق الأوسط الحديث، نمت الطائفة اليهودية في لبنان بعد إنشائها في عام 1948. بدأ اليهود في الهجرة بعد اندلاع الحرب الأهلية الأولى في البلاد في عام 1958، بأعداد أكبر بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية الثانية (1975-1990) والغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

"ألين شلايفبر "حاصلة على درجة الدكتوراه في دراسات الشرق الأوسط من جامعة جنيف شاركت من خلال ورقة بعنوان «الصراع بين المجتمعات اليهودية في صيدا وبيروت بلبنان " تبين هذه الورقة كيف تحولت بيروت الحديثة وأصبحت مركز جذاب لليهود في جميع أنحاء المنطقة وبحلول منتصف القرن العشرين، استضافت المدينة مجموعة واسعة من المجتمعات اليهودية، ومتنوعة مثل الأشكناز الهاربين من الاضطهاد المعاد للسامية في روسيا، واليهود السفارديم الهاربين من السلطة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر والسوريين والعراقيين قبل وبعد إنشاء دولة إسرائيل، واليهود العرب المحليين و الصراع الاجتماعي بينهم .

تحملنا " فيداه توتاه" أستاذ مشارك في قسم العلوم السياسية في جامعة فرجينيا كومنولث في ريتشموند، فيرجينيا عبر ورقتها "اليهود في المدينة القديمة في دمشق" في رحلة بالحي اليهودي بدمشق مبينة انه لم يكن حي معزولا عن الأحياء الأخرى التي سمحت بصلات كبيرة بين اليهود الدمشقيين وغيرهم من الانتماءات الدينية والوطنية المختلفة وفي أوائل الخمسينيات، نقل اللاجئون الفلسطينيون إلى الحي اليهودي، وكانوا يقيمون بجوار اليهود. مبينة الديناميكية الرائعة بين اليهود والفلسطينيين خارج إسرائيل / فلسطين من خلال وصف التجارب اليومية لكلا الطائفتين التي كانت في وقت واحد داخل وخارج الأمة السورية.

مع " يوفال إيفري" باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة سواس في لندن وعضو هيئة التدريس الزائر في مدرسة ماندل للقيادة التربوية وهو عالم اجتماع وباحث ثقافة نواصل مع ورقته "بين الكسور والاستمرارية: العالم الأدبي العربي اليهودي في مطلع القرن العشرين" حيت يركز على مسألة الميل في التاريخ اليهودي لربط التحديث اليهودي والنهضة العبرية مع أوروبا والثقافة الغربية ويناقش هذا الموضوع من خلال ابراز مسارات مختلفة ساهمت في تجديد الثقافات العبرية واليهودية في مطلع القرن العشرين.

أما مداخلة الباحثة الفلسطينية " نجاة عبد الحق باحث" فقد ركزت في ورقتها "إعادة النظر في الروايات: ظهور" يهودي عربي "في الأدب العربي المعاصر": منذ عام 1950، يهيمن تاريخ "اليهود العرب"، أساسا على الرواية العربية والسرد الإسرائيلي الصهيوني، وكلاهما ذو الطبيعة قومية. في العقد الماضي، وليس في الأوساط الأكاديمية أو الصحفية ولكن في الأدب! حيث يتجلى هذا الزيادة الملحوظة في عدد الروايات العربية المعاصرة التي كتبها المؤلفون الشباب في العالم العربي، والتي يشكل فيها اليهود ومصيرهم محور الأعمال.

وشارك ايضا أستاذ الدراسات الثقافية الإسرائيلية في جامعة نورث كارولينا -تشابل هيل " يارون شيمر" بورقة تحت عنوان "إعادة التفكير في كونية اليهودية المصرية والانتماء والحنين: وجهات نظر سينمائية مصرية" تدرس هذه الورقة المسارات الخطابية لليهود المصريين العالميين في الأفلام الوثائقية "صلاة البلاد" (نادية كامل، 2007) واليهود المصريين (أمير رمسيس، 2012) (في ضوء الإسكندرية) يوسف شاهين (1978) وكيف تقدم هذه الأعمال الإبداعية مجتمعة بديلا للصور النمطية لليهودي في أفلام التجسس المصرية والكوميديا التلفزيونية.

ينقلنا الباحث " رونين زيديل" الذي يعتبر مؤرخ العراق ومختص في دراسة الهوية العراقية بجامعة تل أبيب للعراق من خلال ورقة بعنوان "حول آخر يهود في العراق والهوية الوطنية العراقية: نظرة على روايتين عراقيتين حديثتين" مبينا أنه بعد عام 2003، أعادت الأدب العراقي، وخاصة الرواية، اكتشاف المجتمع اليهودي المنقرض الآن في العراق وكان اليهود أول مجتمع رئيسي في العراق مسلطا الضوء على التعددية في المجتمع العراقي في الماضي، من خلال دراسته وتحليله للروايتين موضوع الورقة.

ونبقي بالعراق من خلال ورقة الباحث والاعلامي مازن لطيف الذي قدم ورقة بعنوان " يهود العراق في الصحافة والدراسات الجامعية بعد 2003"

قدم فيها نبذة عن تاريخ يهود العراق، ثم انتقل للحديث عن صورة اليهود بالصحافة العراقية بعد 2003 من خلال استعراض نماذج مما كتب في الصحف وفي الابحاث الجامعية ايضا والرسائل والاطروحات الجامعية مستنتجا ان الخطاب العراقي حول اليهود تطور بعد ان كان متشنجا لعقود فيما يتعلق بموضوع الاقليات العرقية بصفة عامة.

"إسكندر أحمد عبد الله" من مصر درس دراسات الشرق الأوسط والتاريخ في ميونيخ (جامعة لودفيغ ماكسيميليان) والدراسات الإسلامية في برلين (جامعة برلين الحرة) شارك بورقة بعنوان "تذكر اليهود في مصر المعاصرة: سياسة الحنين وإعادة رواية الأمة في الدراما التلفزيونية " حيث شرح كيف
شهد العقدان الأخيران في مصر اهتماما متزايدا بالتحقيق في التاريخ الحديث للسكان اليهود المفقودين في البلاد. وقد عززت رؤى جديدة الخطاب العام حول الوضع السياسي والثقافي لليهود في المجتمع المصري قبل عام 1948 وشجعت التقييم النقدي مع الروايات الراسخة عن الشتات ودمار المجتمع. إلى جانب العديد من الأعمال الأدبية، وبرز هذا الاهتمام الناشئ في العديد من الأفلام المصرية -الخيال والأفلام الوثائقية – وحتى المسلسلات التلفزيونية.

ونواصل مع الباحث المغربي " إبراهيم الجوابلي" مرشح دكتوراه في قسم الأدب المقارن جامعة برينستون يقدم في ورقته " الأدب المغربي يتذكر اليهود المغاربة: ذاكرة ووعد المغرب الجديد" قراءة عن هجرة اليهود المغاربة وما ترتب عنها من خسارة بالمجتمع المغربي في الفترة ما بين 1959/1967

"أمنون راز-كراكوتزكين" رئيس قسم التاريخ اليهودي في جامعة بن غوريون في النقب، ومنذ عام 2014 المدير الأكاديمي للثقافة اليهودية وحدة التفكير اليهودي في معهد فان لير القدس، شارك بورقة بعنوان "الجالية اليهودية في إيران في عهد قاجار -حياة مولا ببا قزفيني ومسالكه الجدلية" مبينا ان التحول الديني هو جانب مهمل من الحياة اليهودية في المجتمعات الإسلامية الإيرانية. خلال عهد أسرة قاجار (1789-1925) في إيران، تحول بعض اليهود إلى الإسلام الذي كان له عدة أسباب، وفي هذا البحث، تمت دراسة كيفية فهم اليهودية والكتاب المقدس من قبل العلماء المسلمين.

"تمزق وتضارب في روايات رحيل اليهود من مصر" عنوان ورقة قدمتها الباحثة " كاثرين هالز" وهي طالبة دراسات عليا في دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وركزت في بحثها على السرد التاريخي المتناقض للرحيل اليهودي في القرن العشرين عن مصر، مع التركيز بشكل خاص على اليهود الذين سجنوا وطردوا من مصر في أعقاب حرب 1967.
نواصل مع "الكر هيبكانر" هو مرشح دكتوراه في قسم الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة نيويورك جاءت ورقته بعنوان "المتحف اليهودي لتركيا والعلاقات بين اليهود والمسلمين في العرض" وهو متحف مؤسسة الذكرى المئوية لليهود الأتراك في اسطنبول، الذي تأسس في عام 2001، أعاد فتح أبوابه في عام 2016 مع مجموعة دائمة منسقة ووسائط متعددة تفاعلية. وقد تولى المتحف مهمة تعزيز الثقافة اليهودية في تركيا مع إعلام زوارها بتاريخ العلاقات اليهودية –الإسلامية وقد تناول الباحث الانعكاسات السياسية لمضمون المتحف على الطائفة اليهودية في تركيا، ولمناقشات أكبر حول العلاقات الإسلامية اليهودية في أوروبا والشرق الأوسط.

"تامر كاركاسون "هو طالب دكتوراه ومحاضر مساعد في قسم التاريخ اليهودي، في الجامعة العبرية في القدس قدم ورقة بعنوان «ما هو بين التنوير العثماني اليهودي وأقرانهم المسيحيين الأرثوذكس؟" العثمانية، بين عامي 1839 و1908 حيث حافظ المسلمون العثمانيون -اليهوديون على علاقات مكثفة مع أقرانهم غير اليهود في محيطهم، وبعض المسلمين والمسيحيين.

"آريان ساجد " دكتوراه في عام 2011 من جامعة هومبولت في برلين قدمت ورقة "العلاقات بين اليهود والمسلمين في إيران ما قبل الثورة: مساحات التعددية ضمن نظام اجتماعي هرمي"
تستكشف من خلالها عن تشكيل الهوية الدينية والاتصالات بين الأديان وبين اليهود والمسلمين في إيران في منتصف القرن العشرين، وتدرس الورقة صراعات السلطة داخل المجتمع الإيراني منذ القرن التاسع عشر، فضلا عن تدخل القوى الأوروبية في العالم الإسلامي فيما يتعلق بمسألة الأقليات.

"مارينا شيرباكوفا "طالبة دكتوراه في قسم تاريخ أوروبا الشرقية في جامعة هايدلبرغ، ألمانيا
قدمت ورقة "بين العوالم: بناء الهوية لليهود ببخارى والسكان الأصليين في سمرقند (1922 -1937)" حيث عاش اليهود في آسيا الوسطى منذ الماضي القديم، ولكن الثقافة اليهودية بخارى ممثلة في المجتمعات المعاصرة برزت منذ انتقال العديد من اليهود في آسيا الوسطى إلى إمارة بخارى بسبب السياسات المتسامحة للإمارة مما نتج عنه انتشار التراث الثقافي اليهودي في بخارى والتفاعل بين اليهود بخارى والشعوب الأخرى في مدن متعددة سمرقند، بخارى، خيفا وغيرها.

حاولت من خلال هذا التقرير التعريج وذكر أهم الورقات المشاركة، ربما اغفلت ذكر البعض الاخر لكن الالمام بهذا الكم الهائل من البحوث والورقات القيمة مهمة جدا صعبة، خصوصا اننا امام عدد هائل من المعلومات التي امتدت على مدى ثلاثة ايام، وانتقلت بالحاضرين غبر التاريخ والانثروبولوجيا والسياسة لليهود العرب وتاريخهم في البلاد العربية الاسلامية.

هذا ولا يفوتني التنويه انه وعلى امتداد ايام الندوة، رافقت تدخلات الباحثين سلسة من الحوارات والنقاشات الهامة، التي عبر فيها الحضور عن رغبتهم في نقاش المواضيع المطروحة.

#ريم_قمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات