أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم سلمان - فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز














المزيد.....

فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز


ميثم سلمان
كاتب

(Maitham Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الافكار التي طرحها فيصل القاسم في مقالهِ المنشور على موقع الحوار المتمدن (العدد1467) هي تشبه الى حدٍ كبير حكايات جدته العجوز وليس فقط فكرة واحدة . فهذه الافكار أو الخطب الرنانة نسمعها من الزاعقين والمولولين والمعممين ليل نهار ومنذ عشرات السنين وكأنهم يتوارثونها كالحكايات الشعبية.

يرى الكاتب (الحكواتي) إن المظاهرات "المنقطعة النظير" التي خرجت في الكثير من بقاع العالم لأستنكار الاساءة الكارتونية للنبي هي دليل على اتحاد المسلمين , وفي هذا تفاؤلٌ كبير, فللأسف الشديد ان المظاهرات لم توحد المسلمين ولم تنسيهم خلافاتهم الطائفية المقيتة , فلايمكن تجاهل ما حدث من اعمال ارهابية حقيرة استهدفت جموع المسلمين الشيعة في افغانستان وباكستان والعراق اثناء ادائهم لطقوسهم العاشورائية والتي تزامنت مع خروج المظاهرات , فأين الوحدة الذي يتحدث عنها؟
نعم نحن نريد اتحاد الشعوب العربية والاسلامية لتنتفض على واقعها المرير والمزري الذي ترتع تحت وطأته جراء تخلف ووحشية حكوماتها , واتفاق الشعوب هو بداية ثورات التغيير, لكن هذه المظاهرات لاتعني ابداً ان الشعوب الساكنة في تلك الدول بالضرورة هي متفقة ومتحدة , لعدة اسباب منها: ان الذين تظاهروا يشكلون نسبة قليلة جداً من نفوس تلك الدول ,كما ان تلك البلدان تضم نسب متفاوتة من اصحاب الديانات الاخرى, اضافة الى ان ليس كل من نصفهُ مسلماً هو اسلامياً او حتى مؤمناً.
وهذه الحقيقة تقودنا الى حكاية شعبية ثانية يكررها الكاتب وهي كون تعداد المسلمين هو مليار ونصف. وهو ما يكرره ايضاًً أصحاب فتل العضلات وفيه من التجني على الاسلام وعلى جزء كبير من سكان الدول المحسوبة اسلامياً اكثر مما يدعو للتفاخر حيث ان هذه الحكاية تجعل الاسلام موروث جيني وليس عقيدة وايمان "عقلي " بجوهر الدين الاسلامي , كما انها تلغي وتمحي وجود شريحة كبيرة من اصحاب الديانات الاخرى و اللادينيين.

هناك تناقض يقع فيه مروجي الحكايات الشعبية وهو انهم في الوقت الذي يستنكرون فيه اعتماد التعميم من قبل بعض وسائل الاعلام الغربية ,نجدهم يعممون ايضاً نظرتهم على كل الاعلام الغربي ؛ فلااحد يستطيع نكران وجود اليمين المتطرف في بعض وسائل الاعلام الغربية الذي يُعلب المسلمين في قالب واحد يشبه ملامح اسامة بن لادن المتطرفة. وهذا اليمين يلمح احياناً في طروحاته الى تطبيق وسائل معالجة انفلونزا الطيور على المسلمين كطريقة للقضاء على مرض التطرف وذلك بتصفية الجميع فكرياً مثلما تصفى حقول الدجاج بالجملة تحسباً لإنتقال عدوى المرض.
لكن هذا اليمين الغربي لا يشكل كل الاعلام ولايمثل الحكومات ايضاً كما هو الحال في قناة الجزيرة مثلاً التي يعمل فيها الكاتب حيث انها تمثل حكومة قطر وتعكس سياستها . فالقناة تنتقد كل حكومات العالم إلا حكومة قطر حتى وإن ارتكبت ابشع الجرائم بحق شعبها مثلاً كسحب الجنسية القطرية من خمسة آلاف مواطن قطري من عشيرة بني مرة وطردهم من وظائفهم كعقوبة جماعية لفعلة بعض من افراد هذه القبيلة, او ان هذه القناة لاتتجرأ على انتقاد حكومتها على ماوفرته من دعم مادي ولوجستي كبير للقوات الامريكية بأحتلالها العراق ؛ فالحكومات الاسلامية والعربية بالذات لاتُمس من قبل الاعلام في تلك الدول وهذا مالاتجده في الدول الغربية حيث التعد د الاعلامي الهائل والمتاح بشكل مطلق للمواطن العادي.
علاوة على ذلك أن الكرة في ملعب المسلمين للرد على تلك التعميمات المشينة التي تصفهم بالتطرف وتبني طروحات بن لادن وذلك بالخروج بمظاهرات عارمة ومتكررة تستنكر فيها ما تقوم به الجماعات الاسلامية التكفيرية من جرائم فاشية بأسم الاسلام واعلان البراءة منهم كما فعلت الشعوب الغربية بشجبها واستنكارها للحرب على العراق وافغانستان مثلاً.
الكاتب يقول في حكاياته ان الأنظمة الغربية قد اصيبت بدهشة ورعب من اتحاد المسلمين في ردود افعالهم على الاساءة الكارتونية وهو كلام غير صحيح فالدهشة لم يصاحبها الرعب بل الاستخفاف من الانفعالات العنيفة و المبالغ فيها على نشر رسوم كاريكاتورية ليست اسوأ مما نشر مراراً وتكراراً عن كل المقدسات المسيحية في اكبر واهم وسائل الاعلام الغربي . بل بالعكس ان اليمينيين في الاعلام الغربي استغلوا هذه الانفعالات لتكريس ال(ستريو تايب) عن شخصية المسلم
(( المنغلقة و التي لاتعرف غير العنف للتعبير عن افكارها)) فقد كانت صور حرق السفارات والاعلام والمصادمات مع رجال الامن الذين يحمون السفارات مبعث سخرية ونكتة على المسلمين , والتي جلبت نتائج عكسية ضد الجاليات المسلمة في الدول الغربية وخصوصاً الدنمارك حيث انها اثارت حفيظة المواطن الدنماركي العادي وأساءت الى وطنيته عندما أحرقت الجموع المسلمة علمه وسفارته وحَمّلته وزر عمل لم يرتكبه؛ فليس كل دنماركي يؤيد نشر الرسوم لكن كل دنماركي يعتبر علم بلاده رمزاً له , فكان الاجدى بالمتظاهرين ان يحرقوا المجلة التي نشر ت
الرسوم اذا كانت هناك حاجة ملحة للحرق كي يحُصر الاستهجان والشجب على المسؤول المباشر , وايضا لكسب تؤييد الشعب الدنماركي لا تحويله الى مسؤول عن "خطيئة " لاذنب له بها ,بمعنى آخر ما كان يجب توسيع دائرة العداء , فالمسؤولية المباشرة تقع على الفنانين الذين رسموا هذه الرسوم فهم الذين يعتقدون ان النبي يشجع على العنف والارهاب ومن يريد ان يثبت لهم العكس عليه ان يتصرف العكس لا تعميق تصورات الفنانين الكارتونية من خلال اهدار دمهم وحرق السفارات والمصادمات التي راح ضحيتها العشرات.

انها حقاً حكايات شعبية تسردها لنا جدة عجوز لننام مسترخين حالمين بالقضاء على الوحش , ولكي لانحاسب انفسنا على مالدينا من أخطاء بل نلقي دائماً باللوم على الآخر الشرير الذي يتربص لنا.
ميثم سلمان





#ميثم_سلمان (هاشتاغ)       Maitham_Salman#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امطار العراق
- قائمة الأ ئتلاف تسيء للمرجعية


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم سلمان - فيصل القاسم وحكايات جدته العجوز