أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر تحسين الحياني - الحسين في أربعينيته














المزيد.....

الحسين في أربعينيته


عمر تحسين الحياني

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 21:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حينما أستشهدَ الحسين بن علي (عليهما السلام) قبل ألف وثلاثمائة وثماني وسبعين سنة قمرية كان معه اثنين وسبعين رجلًا واليوم وبعد مرور ألف وثلاثمائة وثماني وسبعين سنة قمرية جماعة الحسين ما زالوا اثنين وسبعين رجلًا. يكفينا التحدث عن فضائلِ الحسين ومناقبه فخير من كتبَ عن ذلك مختصرًا هو الكاتب العراقي الكبير (منذر آل جعفر) حين قال في مقال له عن ذكرى أربعينية الحسين: " إن الشمس دليل الشمس فاذا كنت بحاجة إلى الاهتداء بها فلا تحول وجهك عنها، فلتسعد أنت يا من عشقه الجميل هو سر هيامنا ويا من هو الطبيب لكلِّ ما نشكو من عللٍ فليس يركبُ في القوسِ إلا السهم المستقيم" لكن جماعة الحسين رغم هذه الملايين من محبينَ وموالينَ ما زالوا اثنين وسبعين. وإذا كان الرجل ذو العدد الثالثة والسبعون فهو ذلك المقاتلُ الذي خرجَ محتضنًا أمه فأرجعوه إليها محتضنةً إياه إلى الوداعِ الأخيرِ من غير رجعةٍ سوى بقايا ذكريات تركها لها أو طفل له لا وطن يعيله ولا معمم يسهمه حليبًا أو رغيفًا ولا مشفى يخفض له حرارة الفقدان والحرمان وَكَمْ من مشفى بُنيَ على دم أبيه ورفقاء أبيه الذين اختلطتْ دماؤهم من المئذنتينِ. وكثرَ النائحونَ فلا نائح سوى أم فقدتْ وليدها أو أخت أو زوجة أو دمعة مصروعة لم تحتملِ الكلول أو المكابرة فسقطتْ من عيني ذلك الرجل العجوز الذي يتهافتُ كلَّ يومٍ أولاده في حبِّ الحسين، وكثر المنشدونَ فلا منشد سوى أصوات مَعِد الجوعى والعبيد. ليظهر الحسين عند كلِّ شهيد أو يتيم وعند كلِّ أرملة وجائع وبئيس مثلما ظهر في مخيمات النازحينَ ومثلما ظهر عند مقابر شهداء الموصل وكربلاء وبغداد؛ والنجف والرمادي وصلاح الدين؛ ومثلما يظهر كلَّ يومٍ في بيت كلّ عائلة شهيد؛ أو فقيد خرج بجسده وروحه ملبيًا نداء الحسين فلم يرجع كلاهما وسبايكر ليست ببعيدة. عند الجوعى والمضطهدين والعراة يظهر الحسين فالطف لم تكن معركة بين جيشينِ؛ إنما كانت معركة ما بين الضمير وما بين المعدة وحتى ضمائر العربية قد قُتلت اليوم فلا فهم ولا علم ولا أدب أو خلق. وقُتِل الحسين ليس لأجل خروجه على الظالم فحسب لكنها ثارات قبلية بدوية ظل يغني عليها لصوص الله من كلا المئذنتين، فبرزتْ كروشهم وأطفال المئذنتين في جوع ومرض وقهر وعذاب أما أطفال النواقيس فلقد تركوا ديارهم مجبرين مكرهين حينما استضعفوا فلا حبّ ولا إخاء سوى شعارات كاذبة أما حجاج لالش فلقد باتوا سبايا وعبيد تحت حكم لصوص الله. مؤامرات وصراعات نتنة كنتانة بولة الكلب سقط بسببها آلاف القتلى، رجولة عوراء وشرف مشلول وما زال جماعة الحسين اثنين وسبعين سوى أولئك المقهورينَ وبقايا حبٍّ أخرس.



#عمر_تحسين_الحياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلم القاضي في يد رجل الدين


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عمر تحسين الحياني - الحسين في أربعينيته