حقائق عن مضيق تيران وخليج العقبة

شريف الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( حقائق عن مضيق تيران وخليج العقبة )

من المعروف ان مصر ما قبل 1948 كانت الدولة الوحيدة التي تطل علي البحرين الأحمر والمتوسط ، و في مشروع التقسيم عام 1947 لم تعط اسرائيل منفذاً علي البحر الأحمر في الخريطة التي صدر بها قرار الامم المتحدة ، و ظلت الاردن هي الدولة التي تطل علي البحر الأحمر من العقبة التي انتزعها الانجليز من السعودية عام 1925 و ضموها للاردن ، وميناء صغير اسمه ام الرشراش ، و قد تصدت بريطانيا لأية محاولة اسرائيلية للاقتراب من العقبة التي كانت مع عدن مفاتيح السيطرة البريطانية علي البحر الأحمر ، و لكن فيما بعد و تحت ضغوط من الصهاينة و الامريكان ، سمحت بريطانيا لرجلها في الاردن ( الجنرال غلوب ) الذي أمر نائبه في الموقع بالانسحاب من أم الرشراش في 6 مارس 1949 و احتلتها اسرائيل في 10 مارس 1949 دون رصاصة واحدة ، وهكذا أصبحت اسرائيل الدولة الثانية التي تطل علي البحرين الأحمر والمتوسط وقامت بتغير اسم الميناء وتم تسميته بميناء ايلات ..

اما خليج العقبة الذي تقع ايلات عب رأسه فان طوله مائة ميل و اوسع مناطقه 17 ميلاً و مدخله 9 اميال ، تسده جزيرتان تيران وصنافير ولهذا المضيق فتحتان واحده منهم في الناحية السعودية و لكنها مليئه بالصخور وغير صالحه للملاحة واخري في الجهه المصريه عرضها 4 أميال بها ممران وهو الوحيد الصالح للملاحه وهو القريب من شرم الشيخ وراس نصراني ..

وفي يناير 1950 نصبت المدافع في راس نصراني وصرح وزير الحربية المصري مصطفي نصرت والمنتمي لحزب الوفد في ذلك الوقت وقال وقتها ( ان تزايد نشاط اسرائيل علي ساحل ايلات قد اضطرنا الي تدعيم قواتنا المصرية في منطقة مدخل خليج العقبة ، فأرسلت قوات مناسبة الي رأس نصراني لتتحكم تحكما تاما في هذا المدخل ) ، و في 21 ديسمبر 1950 اغلقت حكومة الوفد المضيق في وجه الملاحه الاسرائيلية ..

وفي 15 يناير 1951 حددت مصر مياهها الاقليمية و في اول يوليو 1951 اطلقت البحرية المصرية النار علي سفينة بريطانية حاولت الاختراق واعتقلتها 24 ساعه واستمر الوضع حتي سبتمبر 1954 حاولت اسرائيل التحدي ، فأرسلت السفينة ( بات جليم ) فصادرتها السلطات المصرية واعتقل بحارتها ثم اعيدوا الي اسرائيل ، و في سبتمبر 1955 منعت مصر الطيران فوق الخليج ..

و استمر الوضع حتي يوم 5 نوفمبر 1956 واحتلت اسرائيل شرم الشيخ حتي تم الاتفاق المصري الامريكي وانسحبت اسرائيل من سيناء و شرم الشيخ في مارس 1957 بموجب اتفاق دون التنويه علي حرية الملاحه في المضيق ...

ماولكن بعد ان تم الاتفاق المصري - الامريكي وانسحبت اسرائيل في مارس 1957 ارسلت امريكا في 6 أبريل 1957 سفينة امريكية تحمل نفطاً ايرانياً لاسرائيل ومرت في خليج العقبة و اكتفت مصر بالاحتجاج ، وكان ذلك اول اقتحام للخليج منذ اغلقته حكومة الوفد في 21 ديسمبر 1950 ..

و كانت هذه نتائج العدوان الثلاثي علي مصر وقبل عبدالناصرهذه التنازلات لصالح اسرائيل و هي ؛
1 - فتح خليج العقبة للملاحة الاسرائيلية و ازالة الوجود العسكري المصري في تيران و شرم الشيخ ، بل و ازالة السيادة المصرية الفعلية هناك و أن بقت اسمياً .
2 - تجميد الحدود المصرية الاسرائيلية بالبوليس الدولي الذي قبل أن يوضع علي جانب واحد من خط الحدود وهو الجانب المصري فأصبحت مصر عملياً في نفس وضعها الحالي بعد كامب ديفيد .

ونستعرض فيما يلي المطامع الاسرائيلية وأهداف مواجهة اسرائيل في حرب 1956 ( العدوان الثلاثي )
1 - فتح مضيق تيران أي خليج العقبة لإسرائيل .
2 - تدمير السلاح السوفيتي الجديد .
3 - تحطيم القدرة العسكرية المصرية ونقل الوضع العربي من تصور القدرة علي إزالة اسرائيل الي وضع الدفاع و إستبعاد فكرة الهجوم علي إسرائيل .
4 - تحييد مصر عسكرياً لأطول فترة ممكنه حتي يتم استعداد إسرائيل لمعركة الامبراطوريه .

وقال بن غوريون عن تيران عشية غزو جزيرة تيران عام 1956 وهو في الطائرة المتجهة الي باريس لتنظيم العدوان ( انها كانت مقر مملكة يهودية في القرن الخامس الميلادي وكان اسمها ( يوتفات ) ) .
( وفي النهاية حوالي آخر فبراير ، وصلنا الي تسوية ما ستغادر قواتنا غزه و شرم الشيخ مقابل تعهد بأن الامم المتحده ستضمن حرية الملاحه للسفن الاسرائيلية في مضيق تيران و أنه لن يسمح بعودة الجيش المصري الي غزة ) . - غولدا مائيير

( بالنسبة الي النهاية لم نكن نريد احتلال سيناء الي الأبد ولكن كنا نريد ضمان حرية الملاحة الي ايلات وتدمير الجيش المصري الذي يهدد اسرائيل في سيناء ، و وقف عمليات الفدائيين ضد اسرائيل من قطاع غزه ) - موشي ديان

وكل هذا حدث بالفعل ما عدا الأخيرة .

(( تدمير مصر وتعجيزها هو الهدف الأول والرئيسي والدائم لجميع الصهاينة )) ...

#شريف_الزهيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات