أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - عنصرية أبناء الهامش البغيضة و الرجوع إلى شعوبية العصر العباسي














المزيد.....

عنصرية أبناء الهامش البغيضة و الرجوع إلى شعوبية العصر العباسي


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 01:45
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


للأسف المنابر الإعلامية صارت تضج بالمقالات التي تعمل على زرع العنصرية و الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، بالإضافة إلى متاجرة قادة الهامش بالخطاب الثوري العنصري القبلي البغيض بغرض كسب أكبر قاعدة شعبية من أبناء الهامش ،و لكن السؤال هو إذا أصبح قادة الهامش و كتابه يتاجرون بالخطاب العنصري البغيض و يروجون له، فلا شك لأنهم يعملون جيداً أن مناطق الهامش تربة خصبة للعنصرية و لن تتقبل أي مائده مروج لها بخلاف العنصرية التي تفتح شهيتهم ،و بما أن السياسة الوطنية الإنسانية الشريفة صارت غير مقبولة في مناطق بعينها ظهر تجار السياسة بسلعهم ذات الطابع العنصري الباحت .

و كان قد لفت نظري مداخلة أحد أعضاء منبر سودانيز اون لاين و كانت هذه مداخلته بالنص :(ينبغي التخلص من مصطلح ( الجلابة ) العرقي ،حتى تكون هناك مساحة للنقاش .
الشكر للجميع)، و حقيقة أعجبتني شجاعته في طرح هذه الظاهرة العنصرية البغيضة المدمرة التي تسعي الي تفرقة أبناء الشعب الواحد بغرض تحقيق الأهداف و المصالح السياسية لفئات محددة، دون التفكير في عواقبها و نتائجها السلبية، و ذكرني مصطلح الجلابة المفضل لدي أبناء الهامش بالشعوبية.
لأن ما يحدث الآن في السودان من تفشي العنصرية و القبلية البغيضة و كره الآخر، يجعلنا نرجع إلى التاريخ القديم، و عصر الأدب العربي الذهبي و رواده ،على رأسهم الجاحظ ذاك الأديب صاحب الأسلوب الأدبي المتمييز الذي يجمع بين الجدل و الهزل ،الجاحظ صاحب المؤلفات الأدبية العظيمة علي رأسها البيان و التبين، بالتحديد قسم (فضل العصا)، الذي حاول من خلاله الجاحظ توضيح منافع العصا للرد على إنتقادات الحركة الشعوبية، الفرس على وجه التحديد الذين إنتقدوا العرب للإستخدام العصا التي أصبحت ملازمة لهم حتي بعد أن انتقلوا من البدو إلى الحضر ،و استهزاء الفرس بالعرب، و إعتبار أن ملازمة العرب للعصا أن دل على شئ إنما يدل على تقوقعهم في عقليتهم البدوية المعتادة على التعامل مع الحيوانات و ترويدها بالعصا لأن العرب في نظر الفرس هم مجرد رعاة..

و هذه الحركة الشعوبية التي حاول الجاحظ الرد على انتقاداتها في مؤلفه البيان و التبين قسم (فضل العصا) ، في الأساس هي حركة ظهرت نهاية القرن الثاني من الفتوحات العربية (fin de deuxième siècle de conquête arabes) ، في العصر الأموي و تفشت و انتشرت بصورة كبيرة في العصر العباسي، و هذه الحركة الشعوبية يعرفها الأوروبيون بأنها في بدايتها كانت : mouvement social a pour but de manifester les inégalités et la supériorité d une race ou d une langue) ،أي أنها حركة إجتماعية تناهض عدم المساؤاة و التمييز بعامل العرق أو اللغة، بمعني أنه لا فضل للعرب على غيرهم من العجم، و لكن للأسف مع مرور الوقت تحول من يدعي أنه مظلوم إلى جلاد و ظالم، و تحولت هذه الحركة الشعوبية المطالبة بالمساواة سابقاً الي حركة عنصرية متطرفة لم تكتفي بالمطالبة بالمساؤاة بل صارت تحجبها عن غيرهم المختلف عنهم عرقياً و لغويا، و وصل الحال بهذه الحركة إلى حد احتقار كل من هو غير عجمي (عربي)، و باتت تفضل العجمي علي العرب، و تحاول الانتقاص من شأن العرب و التقليل منهم، و تحرض على بغضهم، حتي عرف البريطانيون الحركة الشعوبية بالحركة المناوئية للعروبة، و صارت المجموعات المكونة للحركة الشعوبية متعنصرة لثقافتها و لغتها و شعبها، و تعتبر نفسها الأفضل، و تبغض و تحتقر كل من هو دونها.

و هذا هو حال حركات الهامش و أبنائها و كتابها الذين صاروا يتاجرون ببث سموم العنصرية البغيضة، و يحرضون على كره من سموهم بالجلابة و القواعد الجلابية ،و ياللاسف أن يصل السودان إلى هذا الوضع المحزن في الوقت الذي يعمل فيه العالم على نشر تعاليم السلام و المحبة و المودة والرحمة و التسامح،بينما هنالك بعض البشر ما زالت قلوبهم المريضة ترفض تقبل هذه التعاليم السمحة و ترفض عقولهم الارتقاء الي مستوي معاملة الشخص بناء علي إنسانيته بدلاً من التطرف العرقي و العنصرية البغيضة التي تفرق و لا تجمع و تعمل علي توليد نوع آخر من الإرهاب الداعشي المبني علي كره العنصر الجلابي.



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي متي ظلم المرأة و تقليص دورها في عروسة و عريس؟؟؟ 2_1
- عندما يعمل مستعمر الأمس علي إطالة عمر النظم الإستبدادية لابد ...
- حكومة النفاق و الكذب تحارب الإرهاب شكلياً و تضطهد المسيحيين ...
- طفلة السماء تكشف عن إستمرارية قهر المرأة بإسم العيب و الحرام ...
- كيف تمكن سفهاء القوم بإسم الدين التفرعن في البلاد و استعبدوا ...
- يا دكتور جبريل تبت يدا كل معاون لنظام الفساد تبت يداه الي يو ...
- نريد معرفة الحقيقة يا د. مريم المهدي ،د. جبريل و القائد مني ...
- فنون القيادة السياسية المفتقدة في وسط المعارضة السودانية ، م ...
- كلنا مريم الصادق في وجه الإرهاب الأمني و كبت الحريات
- نقول لتجار الدين :كفوا عن التضليل حد الردة المزعوم لا وجود ل ...
- شروط آل سعود لقيادة المرأة للسيارة أقبح وجه لإنتهاك حقوقها و ...
- بينما تقود أنجيلا ميركل ألمانيا للمرة الرابعة يزغرد العالم ا ...
- محاولة آل سعود الوهابيين تحرير المرأة شكلياً لإغراض سياسية و ...
- البلاد العربية تتسم بقهر شعوبها و التبعية للهيمنة الدولية
- امرأة الخلخال و الأنوثة الطاغية التي يعجز الرجل عن مقاومتها
- أستباحة دم رجل الشرطة السوداني هو وجه آخر لمأساة الطالب عاصم ...
- مأساة الطالب السوداني المعارض عاصم عمر حسن المحكوم عليه بالإ ...
- فلسفة كسر حاجز العمر في عهد الرسول و رئيس فرنسا الشاب إيمانو ...
- تعزية الدكتور حسن سعيد المجمر و ال المجمر في الفقد العظيم
- صلاح بندر و إستخدام كرت دار العجزة لإغتيال الحزب الشيوعي


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبير سويكت - عنصرية أبناء الهامش البغيضة و الرجوع إلى شعوبية العصر العباسي