أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مناضل داود - فاضل خليل..ابتسامة المُعلّم














المزيد.....

فاضل خليل..ابتسامة المُعلّم


مناضل داود

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


أوصى أن يُغتسل جثمانه ويصلى عليه في مرقد الإمام الكاظم وأن يُدفن في مقبرة الإمام أبي حنيفة، وهو يُخفي ابتسامته الأخيرة التي أذهلت العائلة وأوقعتها في حيرة التساؤل، ولكن سرعان مانُفذت الوصية، فغص مجلس الفاتحة بالِملل والمذاهب، كيف لا والراحل وجه حفر ملامحه في ذاكرة العراقيين لما يقرب من نصف قرن من الزمن؟
مسرح الفن الحديث
عمل الراحل فاضل خليل في أهم فرقة مسرحية عراقية هي “فرقة مسرح الفن الحديث” ومع كبار الفنانين الذين قدموا عروضاً لامست وجع الناس وهمومها وتطلعاتها، فكان فاضل خليل نجماً من نجوم هذا المسرح الطليعي الذي ضم أساتذة المسرح العراقي ورواده: (يوسف العاني وخليل شوقي وابراهيم جلال وقاسم محمد وسامي عبد الحميد وزينب وناهدة الرماح ومقداد عبد الرضا وجواد الأسدي ومي شوقي وعبد الجبار عباس وآزادوهي صومائيل).
ثم عمل الراحل أستاذاً في أكاديمية الفنون الجميلة لأكثر من أربعين سنة وتخرج على يديه مئات الطلاب الذين أراهم اليوم يملأون المكان وفاءً ومحبة للمعلم الذي اشتهر بطيبة قلبه وبابتسامته التي لاتفارقه وهو يشرح الدرس أو ينتقد أحد طلابه أومحبيه من الرياضيين، فقد كان الفنان الكبير محباً لهذه اللعبة الشعبية فصار رئيساً لرابطة مشجعي نادي الزوراء الرياضي.
أنا فاضل خليل
قرأنا سورة الفاتحة على روحه كلنا، الكرخ والرصافة الأهل والأقرباء، الفنانون والأدباء والرياضيون، فرأيته يبتسم لبغداد الحاضرة في هذا العزاء من إحدى زوايا المسجد وهو يلوحُ لي أنا فاضل خليل، أنا حسين ابن الخبازة.. (الشخصية الشهيرة التي جسّدها في مسرحية النخلة والجيران)، أنا المعلم الذي أحبكم جميعاً. أحسست لحظتها أن الجميع سمع صدى صوته فلملموا دموعهم قبل أن تسقط على الأرض. أشعلت سيجارتي وأنا أحاول تذكر السيرة الطويلة للمعلم فشاهدت النخلة حزينة بدون جيرانها، زينب ويوسف العاني وناهدة الرماح وقد سبقهم صاحب (النخلة والجيران) الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، في شتاءات موسكو غريباً وحيداً بلا نخلة ولاجيران، كأن القدر رسم نهايات العراقيين من دون أن يقرروها وأن يموتوا غرباء أيام حكم الدكتاتور البغيض. بعد فرمان رحل شيطان المسرح العراقي المعلم الفليسوف قاسم محمد لتبقى النخلة وحيدة وناحلة وحزينة تشبه بغداد، بغداد التي غدت مدرسة بلا معلمين طيبين وأدلاء محترفين عارفين، وعشاق يثرثرون بهجة علمهم لأبنائهم وهم يحلمون بوطن يتبغدد في بحبوحة السكينة.
غادرنا وهو يبتسم
المعلمون الذين كانوا نافورة من بهاء يجلسون قرب النخلة العجوز وهم يحدثوننا عن الأمل ويرسمون الغد بالجمال والعلم.. هكذا كان الراحل فاضل خليل من جيل لاينتمي إلا للعراق فقط. يحب النخلة والجيران، غادرنا وهو يبتسم وفي قلبه دمعة حارة على هذه النخلة التي بقيت وحيدة بلا جيرانها فهي تشبه روحه وسنواته الأخيرة التي عانى خلالها الإهمال ككل الفنانين الرواد وهم يقضون ماتبقى من أيامهم في بلد لاتريد أن ترحل عنه الحروب، يتأمل جذع النخلة العجوز وكأنه يعرف أن الشاعر البغدادي وليد جمعة يرتل على مسامعنا الآن جميعاً:
في الغروب النحيف …. تصفن النخلة العجوز على السطح ساهمةً لاتريم … فكيف نداعبها؟ كيف نرد السرور اليها.



#مناضل_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مناضل داود - فاضل خليل..ابتسامة المُعلّم