أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بوشن فريد - الحلم النوفمبري: الشعب لا يتحف بإحياء الذكريات وإنما بتجسيدها














المزيد.....

الحلم النوفمبري: الشعب لا يتحف بإحياء الذكريات وإنما بتجسيدها


بوشن فريد

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 16:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



تحتفل الجزائر اليوم بالذكرى ال 63 لأول نوفمبر 1954, وستحاول السلطات العليا بالبلاد استعراض مسيرة رجال تلك الحقبة الثورية الذين كافحوا الذل المعنوي وتصدوا يومها لأقوى قوة استعمارية في منطقة البحر الأبيض المتوسط, وستأمر كذلك تلك السلطات التي تنعم بكرسي الاستقلال برفع معنويات المواطن الجزائري, وذلك بإطلاق العنان للأناشيد الثورية, تلك المقاطع الشرعية المنظمة في قمم الجبال من قبل شباب عصرته الآلام والأحزان, فحولها بقدرة قادر إلى كلمات ثقيلة المعنى وتجعل قلوب من يستمع إليها تتدفق حبا للوطن والحرية والراية, نعم يا قارئي العزيز, هكذا تحتفل السلطات المركزية بأعظم يوم في دفاتر الثورة ضد جور الاستعمار, ناسية أو متناسية أن الشعب برمته اليوم ليس مهتما إلى إحياء الذكريات بقدر ما هو محتاج إلى من يقتدي بها ويؤمن بطقوسها ويعمل على تجسيدها في ميدان الواقع, الشعب اليوم لا يتحف بالنشيد الوطني وإنما يهمه احترام كلماته من طرف المسؤولين السياسيين الذين تربعوا على عرش البلد منذ الاستقلال, بفعل الدسيسة السياسية والانقلابات على الشرعية الحقيقية, وليس بفضل كفاءتهم وخبرتهم ووطنيتهم وميلهم إلى خدمة البلاد والعباد..
والسؤال المتداول بشدة في وسط شباب الجزائر, يكمن في ماهية هذا الاستقلال الذي تتحدث عنه السلطات, في وقت هم يقبعون في سجون الفقر المدقع والبطالة القاتلة واللا اعتراف بهم, ولا بشهاداتهم, ولا بمواهبهم الفكرية والسياسية, ولا بوطنيهم التي تفوق حجم أجسادهم.. وليس غريبا اليوم, أن نرى ونسمع بأن الكثير منهم يقبلون الموت في مركز البحر ويختارون الهجرة أو الحراقة من أجل الانعتاق من شمولية السياسة المنتهجة في بلادهم الغالية, وآخرون يصطفون أمام القنصلية الفرنسية طالبين وبكل إذلال معنوي الحق في العيش في فرنسا, تلك الدولة التي قهرتنا وصنعت لنا رجال سياسة على مقاسها, ولا يصلحون إلا لتلبية مصالح فرنسا, إنها الحقيقة المرة, للأسف الشديد, لكن ما عساي أن أقول, ووجوه شبابنا هجرتها شمس الشبيبة والتمسك بالحياة الكريمة في ظل استمرار نظام بالجزائر أصابته الشيخوخة في كل مفاصله وعناوينه ورجالاته.
الاستقلال الحقيقي هو أن تتمكن السلطات السياسية بالبلاد في غرس لدى شبابها ثقافة حب تاريخهم لا تحقيره بسبب تعرضه إلى التزوير والخياطة الإيديولوجية, وتسعى إلى حمايتهم من القرصنة الغربية السلبية الآتية, وتربيتهم على سبل العيش الكريم, وذلك بتوفير لهم مناصب عمل محترمة, ومنحهم مشعل القيادة واحترام فكرهم العصري, وليس إهمالهم ودفعهم إلى حمل السلاح والانخراط في صفوف المتطرفين أو الهروب من حدود البلد نحو دول أخرى تستغلهم بأقل الأثمان مقابل جواز سفر أو إقامة محدودة.
الثورة النوفمبرية لم تخلق من العدم, فهي مجموعة من الآلام والأحلام الممزوجة ببعضها البعض, لتجسد ميلاد أمة مستقبلية على يد أبنائها القادمين من المستقبل, فأين هذا الحلم النوفمبري من كل هذه الفوضى القائمة حاليا في جزائر مليون ونصف مليون شهيد يا ترى؟



#بوشن_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائريون من أشد المعجبين بالعبودية
- الانتخابات التشريعية 2017: المقاطعة جماعيا لدخول التاريخ
- جريدة الخبر: زعيمة السلطة الرابعة وقاهرة العهدة الرابعة
- الدكتور سعيد سعدي.. ماذا لو لم يكن رجل سياسة؟
- التقشف و النفط و راتب الوزير
- قصة الدكتور سعيد سعدي مع مقولته - لقد أخطأت في المجتمع -
- محمد بوضياف للبيع يا فرنسا
- المجتمع الجزائري: بين الإقالة و الاستقالة
- قسنطينة عاصمة الثقافة الجزائرية
- بوتفليقة للمعارضة:- أمري مطاع و أمركم لمن استطاع-
- بوتفليقة للجزائريين: - لا نصر لمن نصر لهم-
- المعلم الجزائري مخنوق المصير
- الاحتجاجات لا تنتهي في قطاع التربية بالجزائر
- هل الأفافاس ضد حرية التعبير؟
- حرية التعبير في ميزان العرب
- الدكتور سعيد سعدي ضحية مواقفه الصادقة
- النفط و المعارضة في صف واحد ضد النظام
- تونس و المثالية السياسية
- لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟
- كمال داود... الحضارة تحميك.


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بوشن فريد - الحلم النوفمبري: الشعب لا يتحف بإحياء الذكريات وإنما بتجسيدها