أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منال معوض جاد عبد الملاك - حدثونى عن الحب















المزيد.....

حدثونى عن الحب


منال معوض جاد عبد الملاك

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 15:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حدثونى عن الحب ................................
ماذا تعنى كلمة حب ؟ وهل نستطيع ان ناخذ مرجعيتنا فى تعريف الحب من الفلاسفة اصحاب العلاقات النسائية المضطربة ؟............بمعنى اخر هل استطيع انا ان اخذ تعريف فيلسوف كجان جاك روسو وهو المعروف بتعدد علاقاته النسائية عن الحب ؟ او احد الفلاسفة الاخرين وقد كان متزوجا وبنفس الوقت يقيم علاقات مع تلميذاته .................وهل نستطيع ان ناخذ براى احد الفلاسفة وهو الذى لم يسبق له ان اقام علاقة نسائية واحدة صحيحة مبنية على احترام المراة ومساواة كاملة بينه وبينها ؟
فى راىى الشخصى ان كل ما قاله الفلاسقة مع الاحترام الشديد لا يعكس الا وجها واحدا من الحقيقة وهو خاضع للنقد لا مسلم به .
لكى نعرف ما هو الحب يجب ان نبدا بالانسان , فمن هو الانسان اذن ؟ وان كننا نتكلم عن الحب بين رجل وامراة فيجب علينا ان نعرف اولا طبيعة العلاقة بين الرجل والمراة .
من هو الانسان ؟ ان ذلك لهو سؤال صعب لكننى وببساطة ودونما الخوض فى اى تفاصيل ارى ان الانسان هو ذلك المركب المختلط والمتشابك والصعب والذى تتشابك فى تكوينه عناصر الوراثة والبيئة والتاريخ من اجل اخراجه لنا فى هذة الصورة الممتلئة من العيوب والقابلة او غير القابلة للتعايش ..........................
هل يستطيع الانسان ان يكون ذاتا ممتلئة من ذاتها؟ .......................ام انه يخرج الى ذات اخرى ليبحث لنفسه عن الصورة الامثل له فى الاخر وليتحد به .............اوليكتمل كقطعة البازل الناقصة ,لا ليكتمل فيه اويتكامل معه ؟
ان الانسان بمفرده فى هذة الحياة ليس كائنا ناقصا رجلا كان ان او امراة ولكنه كائنا يملك المزيد وهو بحاجة الى ان يعطى مما لديه للاخر ليتكامل معه لا فيه , ان اجتماع اى جماعة من الناس معا يبدا بان يتنازل كل منهم عن جزء من حريته بكامل الارادة وهذا هو العطاء , هى محاولة للكمال فى الكل لا الكمال فى الجزء .
فمن هو الرجل اذن ؟ ومن هى المراة ؟ انهما الانسان ومن قبل الولادة كان بامكان كل منهم ان يكون فى مكان الاخر اى انه كان بامكان الرجل ان يولد انثى وكان بامكان المراة ان تولد ذكرا ,اذن من اين اتى التمايز ومن اين اتت التفرقة ؟ انه المجتمع يا سادة , من شان المجتمع ان يكون عضدا وسندا قويا للانسان فى رحلة وجوده المتميز فى الحباة ومن الممكن له ايضا ان يخلق مننا مسوخ بشرية لا كائنات لها صورة وشكل وراى ووجدان وقرارات تتسم بالتمايز والفردانية . ان كلانا رجالا كننا ام نساء يحمل فى كروموزوماته جزءا من تكوين الاخر , فان كان الرجل يحمل فى تكوينه المواصفات النفسية المتمثلة فى المبادرة والدعم والحماية والمسئولية والاحتواء كذلك المراة ايضا تحمل مثل هذة الصفات , وكما تحمل المراة النعومة والحنان والاحتواء والرغبة فى تقديم الدعم كذلك الرجل , ان كلانا يحمل من مواصفات الاخر شيئا , ان الوجود الانسانى لا يتجزاء ابدا , انه وجودا متكاملاا لا مجتزءا ومبتورا .ان كلانا فى حاجة للاخر ليس ليكمله بل ليتكامل معه اى ليتفاعل بكماله مع الاخر , اى ذات ممتلئة من ذاتها تخرج لتعطى ذات اخرى بدورها تريد العطاء فيحدث التكامل لا الاكتمال .
ان علاقة الرجل بالمراة هى علاقة متوترة ففى الاديان نجد ان المراة حلت عليها اللعنات "بالوجع تلدين اولادك والى زوجك يكون اشتياقك " لقد ساءت العلاقة بين الرجل والمراة عندما تحول المجتمع الاول البدائى من المجتمع الامومى الى المجتمع الابوى وبدا الرجل فى فرض سيطرته على الارض وتعلم الزراعة وعرف الملكية واراد ان يحافظ علي ملكيته للارض فمنح لنفسه هو فقط حق تحسين السلالة وبعدما كانت المراة من الممكن ان تعدد الازواج اصبح للرجل فقط تعدد الزوجات وتراجع دور المراة فى الحياة واقتصر على انجاب الاطفال وتربيتهم والقبول بان يشاركها زوجها اى عدد من النساء انه عصر الملكية , عصر الزراعة وعصر سيطرة الرجل على الارض والبنيين .
اننى ارى ان اغلب اراء الفلاسفة التى قالوها عن الحب اتت على خلفية علاقة غير سوية مع الام فى غياب تام لدور الاب وهذا ما يعنى انفراد الام بتربية الاولاد ما يجعلنا نتشكك فى هذة الاراء وفى ظل هذة الفكرة ارى ان اراء اغلب الفلاسفة فى الحب اتت فى معظمها اراءا مفلسة ورغم ذلك فاننى مع احدهم حينما قال "لا شىء يقودنا نحو قلب العالم النابض اكثر من الحب " وبلا شك فان الحب الحقيقى يزيد من مقدار الثقة بالنفس ويجعل الانسان يسير فى هذا العالم وهو مدعوم بشكل نفسى ووجدانى وعاطفى , ان القدرة على الحب هو احد علامات النضوج الوجدانى , ان الحب يعنى التخلى عن انانية النفس , الخروج من الانحسار والرغبة فى الخير الشخصى , اننا لكى ندرك الحب يجب ان نكون مكتملين فى انفسنا , ان عدم حصولنا على حب حقيقى داخل اسرنا يقف حائلا امام قدرتنا على العطاء للاخرين , لا يمكن للحب ان يكون من طرف واحد فهذا عمل انتحارى ولا يؤل الى حالة الاكتمال معا , الحب يعنى الوقوف بدعم لمبادىء الاخر الداعمة والمؤكده لمبادىء نمو الاخر ونضجه الشخصى حتى لو كان ذلك على حساب نفسه ................انه فعل الحب الذى يعنى اننى استطيع الوقوف فى هذا العالم بمفردى لاننى حر ةومستقل واننى اتفق مع Simon du Pouvoir حينما قالت "ان اليوم الذى سوف تتمكن فيه المراة بقوتها لا بضعفها , لا لتمحى بل لتتاكد , له اليوم الذى سيكون فيه الحب للمراة كما للرجل مصدرا للحياة وليس خطرا مميتا " ان الرجل الذى يرجو ان سقتنص واحدة من النساء ليحولها الى كائن فقط لتلبية حاجاته الانانية يغلق الباب تماما امام المراة لتكون ذاتها فتصبح كائنا ممسوخا يعيش على مقاس تراث مجتمعات بالية ومهلهلة تنتقص من قدر المراة ومن احساسها بالوجود والحياة والقدرة على صناعة حياتها والتغيير , اننا ننظر الى ذلك الرجل على انه كيانا ناقصا وغير مشبع ولكن ماذا عن المراة التى ترضى بذلك الانمساخ , انها هى الاخرى نتاج ذلك التراث المجتمعى البالى بترسباته الثقافية التى ربطت بين القيمة الوجودية للمراة فى الحياة وبين ارتباطها بالرجل , فحددت قيمتها بارتباطها بالرجل, بمعنى اخر ان المراة الغير مرتبطة برجل ليس بها اى قيمة فى الحياة , بطبيعة الحال نحن كنساء نشئن فى هذا المجتمع اصبحنا مضروبين بهذا الداء وهو القابلية للتصديق بهذا الموروث البالى والذى وان حاولنا عبثا كالمجنون الثورة عليه وتغييره فهى محاولة يائسة للحرب والعراك ضد جيناتنا , اصبحت هذة الثقافة التى ورثناها جزءا لا يتجزاء من طبيعتنا الفاسدة والتى يجب التحرر منها لانها تجذبنا بشدة وتجرنا للاسفل .
اننا رجال كننا ام نساء كان يجب لنا ان يتم تعميق ذاتنا ووجودنا وانتماءنا فى اب حقيقى وام حقيقية , نشعر من خلالهما اننا موجودين ومؤكدين واننا قادرين على مواجهة الحياة والاستمتاع بها والعيش فيها , اننا فى كل يوم نقرر ان نعيش فيه متخلين عن هذة الموروثات القميئة فاننا نصارع مع ذاتنا المريضة وموروثاتنا الفاسدة , وهذا ما يجعل تصرفاتنا تاتى موصوفة بالتخبط فبين الرجل (الطفل, الرضيع , المسيطر )والمراة المتذبذبة والمتخبطة يتوه الحب فى بلد النسيان , لا يستطيع الحب ان يجد لنفسه مكانا بين هذين النموذجين , لا يستطيع الحب ان يكون حقيقي لان كل ما يوجد هى الرغبة الجنسية المحاطة بالاعجاب والمزيد والمزيد والمزيد من الحاجات الغير مشيعة والتى يطمح كل منهم ان يجد لنفسه فى الاخر فريسة لاشباعها وهنا انا اتفق مع الشاعر اليونانى الذى قال "ان الانسان فى الاصل كيان ناقص وعليه ان ينطلق بحثا عن نصف البرتقالة لعله يجد السلامة فى النصف الاخر , فنحن كبشر دائما نبحث عن توام الروح الذى يعيدنا لطبيعتنا الاولى مرة اخرى ."
ان علاج ذلك يكمن فى القبول .............لكن اى قبول ؟ وقبول ماذا؟
ان نقبل اننا كائنات كان يجب لها ان تستقبل غذاءا صحيا سليما الا وهو الحب المجرد وغير المشروط من ابائتا ونقبل اننا ليس بامكاننا ان نحصل عليه من اى انسان انما الحل يكمن فى ان نحاول جاهدين ان نحب انفسنا بلا شروط ..............ان نستمد ذلك الحب من داخل انفسنا من حلال تصحيح افكارنا والتحكم بمشاعرنا , وان نتوقف عن السعى نحوالاخرين طلبا للقبول ..........الا نخجل من انفسنا بل بالحرى نتقبل ضعفها , الحب يعنى اننا نخوض تجربة الحياة الاكثر خصوصية , لاننا نتعامل مع انفسنا ثم بعدها نتعامل مع الاخرين بهذة النفس بكل ما بها من انانية وضعف ورغبة فى السيطرة والتملك ...........تجربة الحب والتعامل مع الاخر هى تجربة الاكثر خصوصية لاننا من خلالها نسمح لانفسنا ان ننكشف على شخص اخر بكل عيوبنا وهذا الشخص يوصف بانه سوانا ...........انها مخاطرة وهى التجربة الاكثر خصوصية بالفعل .
اخيرا اتفق مع جان جاك روسو وكانط فى قولهما ان ممارسة الجنس بدون حب تجعل الانسان يهبط بذاته الى المستوى الحيوانى ويعنى ايضا ان الانسان يصير عبدا ذليلا فاقدا لكل احترام لذاته ومسيرا من رغباته .



#منال_معوض_جاد_عبد_الملاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منال معوض جاد عبد الملاك - حدثونى عن الحب