أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟















المزيد.....

خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدون أية حذلقات بلاغية وأدبية، ربما تكون، المكيافيللية، وحسابات الحقل السياسي، التي تسقط كل الروادع وتبرر كل المحظورات، حتى الدينية منها، وتقرب وجهات النظر بين أعداء الأمس وحلفاء اليوم، ربما تكون الدافع الأكبر وراء مد يد البعثي القومي للسلفي الأصولي، وإن كان هناك، عموما، تقارب فكري، وتقاطعات بين التيارين اللدودين. لقاء بروكسل لقاء المقايضة، والتطبيع، الذي بدأ بمصافحة وانتهى بعناق طويل وحار، يصح أن يكون عنوانه الأعرض "عفا الله عما مضى"، وكفى الله المعارضين شر الكلام، وحاز السيد خدام على شهادة حسن السلوك، ولا "حكم عليه"، التي دأب البعض على توزيعها "لونيا" على عباد الله، وذلك نظرا لخدمته الطويلة المتفانية، وبقائه دهرا في حضن النظام، وبذا تحولت بعض فصائل المعارضة إلى دائرة لإصدار تلك الشهادات. والآن هل يحق لفصيل غير هام من "المهمشين" وساقط من حسابات الحاسبين، أن يسأل هل شفعت "لونية" خدام له، وأسقط الفيتو الإخواني عنه، فيما لا يزال هذا الحظر الإخواني نفسه ساريا على رموز سورية معارضة لا تختلف كثيرا، من حيث المبدأ، والممارسة، والنتيجة عن شخصية السيد خدام السلطوية، ولكنها تختلف عنه ربما فقط بتلك "اللونية" التي نأنف، مؤكداً وعلمانيا، من ذكرها؟

وبعيداً عن هذا وذاك، فهل كانت مثلا، وعلى سبيل التذكير، "لونية" عارف دليلة، سببا في تجاهله كلياً، وهو البروفيسور الأكاديمي الاقتصادي المرموق وصاحب اليد، والقلب، والكف النظيفة، ولم ينغمس يوما في شائنة، أو يلطخ اسمه بفساد، ولم تحظ تلك "اللونية" التي صيرتها بعض أطراف المعارضة "مشبوهة وطنيا" بمجرد شرف الإطلاع والتوقيع، أو حتى ولو من باب التوسل والاستئناس، على "الإعلان الشهير" الذي تغنى عتاولته به، واعتبروه فتحا سياسيا، وترياق الشفاء للوطن السوري المكلوم؟ ومن إحدى مفارقات المعارضة المؤلمة، أن الدكتور عارف دليلة، أحد أشهر ضحايا عملية "وأد الجزأرة" المزعومة التي أجراها بمهارة، وبكلتا يديه، مبضع "الجراح" البعثي الشهير، ما يزال قابعاً في سجنه في زنزانة باردة وموحشة، وفي وضع صحي لا يسر أحداً من دعاة الديمقراطية، ونصرة حقوق الإنسان.

وهل كان هذا اللقاء الذي بدا استعراضياً، حتى الآن هو منتهى طموح معارضة افتقرت لأدنى أدوات التأثير والضغط المباشر، لأن تنضوي تحت جناح مع من كان حتى الأمس القريب شريكا مباشرا في كل الممارسات السلطوية الجارية حتى الآن والتي يحفل خطابها السياسي بجرعات ثقيلة من نقدها يوميا؟ أم أن عدو عدوي هو صديقي حتى ولو كان عدواً لدوداً؟ أم أن الجانبين يمتلكان من المعلومات، والأوراق, والمعطيات الخاصة "التطمينية"، ولا سيما المتعلق منها بسير التحقيق، ومما ليس متاحا لفقراء المعارضة السورية الآخرين؟ أم هي حاجة خدامية لتبييض التاريخ السياسي الطويل في أروقة النظام لتضيع عندها جميع "طاسات" النظام المتشابهة في حمام المعارضة المقطوع عنها المياه؟ وهل هي عودة، ربما غير موفقة حتى الآن، وعبر النافذة الإخوانية، بعد أن خرج مكرهاً، وغير مأسوف عليه، من باب النظام الواسع العريض؟

وما هي دلالات وقوة هذا التحالف الجديد وبهذا الوقت بالذات؟ وهل هي بداية لعودة المزيد من "المنشقين" ورجالات النظام المزمنين إلى حضن السلطة الوثير، عبر بوابات المعارضة المفتوحة على ما يبدو على مصراعيها، ولتتماهى بعدها المعارضة مع النظام العتيد، ويصير من الصعب التمييز بين الاثنين، ولا يُعرف من كان معارضاً، ومن كان مواليا ذات يوم لتصبح المعارضة لاحقا خليطا فيه العجيب الغريب، يكحل فيها المواطن عينيه المتعبتين بنفس الطاقم بعدما صُمّت آذانه، وعلى مدى عقود، بنفس الأسماء؟ وهل يعود النظام بحلته الجديدة، بعد "التغيير المنشود"، من خلال رموزه القديمة، وكأنك يا "أبو زيد ما غزيت"؟

كلها أسئلة تبدو مشروعة, ومنطقية أثارها الاجتماع بين السيدين خدام و البيانوني في بروكسيل على مدي يومين. وأهمية الحدث تتجلى برمزية القطبين، وموقعهما على الخارطة السورية، ولوقت طويل. وحاجة كل منهما للآخر في البحث المضني، والعبثي، حتى الآن، عن عملية التغيير التي أصبحت لغزا على الجميع. ولقد بدا اللقاء تراجعا إخوانيا واضحا عن أدبيات شكلت خطا سياسيا طويلا له على مدى زمن طويل، فيما كان أول خطوة سياسية عملية للسيد خدام بعد انشقاقه المثير. حيث كان خطاب الإخوان المعروف حتى الآن يتناول جوانب الفساد والاستبداد، وممارسات القمع التي كان السيد خدام ومن خلال موقعه السلطوي، شريكا بها بشكل أو بآخر.

ربما يكون السيد خدام قد فقد كثيرا من رصيده السياسي، وحتى الشخصي، عبر مشواره الطويل كتفاً بكتف مع رفاق الأمس المناضلين، ولكن ما الذي يجعل الجماعة وشيوخها مستعدين لهكذا مقامرة بما توفر لديهم من زخم سياسي، ورصيد تعبوي، بعد المتحولات الإقليمية التي تجلت بفوز حماس، وإخوان مصر بالانتخابات؟ إنها مغامرة سياسية يبدو أن لا احتمالات للربح فيها على الإطلاق، ولا سيما على الصعيد الداخلي، والخارجي. ولا شك أن تلك المناوشات والقصف الإعلامي مع إخوان الأردن تندرج في باب بداية الخسارات، وفصم العرى مع بعض التحالفات حتى العقائدية منها.

جملة هامة ذات مدلول كبير وردت في إعلان دمشق الذي صاغته، ولعبت، دورا كبيرا فيه جماعة الإخوان المسلمين من وراء الكواليس عبارة، وهي "من يرغب من أهل النظام". فهل كان خدام هو هذا الـ "أهل النظام"، وكانت اللقاءات، والترتيبات تجري منذ ذلك الحين، تمهيدا للوقت المناسب لـ"تخريج" العملية من قبل الإخوان، واعتبارها متوافقة بما جاء في إعلان دمشق، أم أن كل ذلك مجرد صدفة، ومحض تخمين؟ وهل هناك مزيد من القادمين الجدد إلى صفوف المعارضة من "أهل النظام"؟ غير أن المواقف الأخيرة المتضاربة التي صدرت عن أقطاب الإعلان توحي بالتخبط، وبعدم وجود مثل هذا التنسيق. وقد يكون، وكما توقعنا سابقا، بداية لتقويض ودفن ذاك الإعلان المثير للغط، والجدل.

إن من أهم مميزات أية قوى وطنية حقيقية هو تمثيلها لكل المكونات الموجودة على الساحة ومهما كان شأنها، وبالتالي إحداث ذاك التوافق والالتفاف العام حولها. ومن هنا، ومن خلال التشعب، وعملية التفتيت الآخذة في الازدياد على الساحة، والتي ساهم هذا اللقاء في بعض منها، فلا يزال الطريق طويلا أمام تبلور معارضة وطنية حقيقية شاملة بعيدة عن "عولبة"، وتلوين مكونات الشعب السوري، وتصنيفها طبقا لتصورات مسبقة.

يا لجملة المفارقات الكثيرة التي تثير الألم، والشجون والمرارات، ومنها يمكن القول، إن أسعد الفرقاء، طراً، بهذه اللقاءات، وبوجود معارضة ضعيفة، مفككة، وتتهادى متعثرة في مطبات استراتيجية فاقعة، هو النظام السوري نفسه، "الدريئة" المشتركة لجميع أطياف المعارضة. وما تمنّع النظام المستمر عن محاورتها، حتى الآن، إلا دليل، على عدم فاعليتها، أو امتلاكها لأدوات الضغط اللازمة التي تحدث التحول النوعي المطلوب في موقف النظام، وإن نشاطات وتحالفات من هذا القبيل، قد تعطي مفعولا عكسيا، وقد تعزز من قوة النظام بدل أن تساعد في إضعافه.

ومع ذلك كله، إنه لمن السابق لأوانه التكهن بأهمية وجدوى هذا الاجتماع التي يحددها فقط مدى ما يملكه من أدوات تأثير، وضغط، وتغيير على الواقع الراكد "الستاتيك"، وإن المعطيات الداخلية المتوفرة وبغض النظر دائما عن "لواحقها" الدولية المرتبطة بعمل لجنة التحقيق، لا توحي بقرب تحقيق أي انعطاف جوهري، ومهما كان بسيطا. واستتباعاً، لذلك كله، يمكن القول، أن الشوط الأول في ماراتون التغيير، ما يزال بحاجة لأكثر من حملات للتعارف والعلاقات العامة، أو تخطي الحواجز العالية ببهلوانية سياسية، أو مجرد القفز فوق حقائق، ساطعة ودامغة تلوح لأي ناظر من الأفق البعيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاتير الوزارات السورية
- خبر عاجل:ملاحقة خدام بتهمة إقلاق راحة الجوار
- هل تتخلى أوروبا عن علمانيتها؟
- الفالانتاين.....دعوة للحب
- حفلات التعذيب على الطريقة الديمقراطية
- متى يعتذر رسامو الكاريكاتيرات المسلمون؟
- التغيير وكيس الوزير
- البيانوني-خدام:تحالف المصالح الجديد
- من دخل دمشق فهو غير آمن
- وزراء الاعتذار العرب
- الجاهلية السياسية النكراء
- الدويخة..ولغز السيارات السوري
- ماذا لو قاطََََََعَنا الغربُ فعلا؟
- لا تنه عن خلق
- الرد السوري على خدام
- حماس: وداعاً للشعارات
- حماس والاحتلال العقائدي
- في تفسير أزعومة الثوابت
- إعلان مناقصة لتوريد معارضين
- لغز الدكتورعارف دليلة


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - خدام - البيانوني: تطبيع الفساد، أم تعويم الإخوان؟