عودة المملكة من التشدد

رامز جورج

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 06:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السبب الحقيقي والاساسي لتشدد السعوديه منذ 37 سنه والي كتير ميعرفهوش وحتى المسؤولين السعوديين مش بيتكلموا عنه،
هو حادثه احتلال الحرم المكي في 20 نوفمبر 1979 على يد جهيمان العتيبي وتفاصيل الحادثه لمن لا يتذكرها ان جهيمان دخل مع جماعته الحرم لأداء صلاة الفجر وهم يحملون نعوشاً للصلاة عليها، وكانت معبأه بالاسلحه والمتفجرات وعدد جماعته 200 فرد،
وما أن انفضت صلاة الفجر حتى قام جهيمان واعلن للمصلين نبأ المهدي المنتظر، وهو صهره الذي يرافقه محمد بن عبد الله القحطاني، وطلب من جموع المصلين مبايعته بعد ان اخذهم رهائن وأغلق أبواب المسجد الحرام،
وعندما حاول الامن اقتحام المسجد كان اتباعه يقنصون افراد القوات السعوديه بالعشرات من المأذنه، ولم ينجح اقتحام الحرم الا بواسطه القوات الفرنسيه الخاصه GIGN بعد اسبوعين من حصار القوات السعودية للحرم والي اتقتل منها حوالي 700 فرد.
وكان جهيمان يخطب ويبث تسجيلات عبر مآذن الحرم يتحدث فيها عن الفجور والفسق والفساد المستشر في المملكه وعدم الحكم بشرع الله وابتعاد حكامها عن الصراط وانتقاده مظاهر الحداثه والاختراعات الحديثه التي دخلت البلاد كباقي الدول الكافره،
وهذا الخطاب الذي احرج الحكام السعوديين خاصه ان احتلال الحرم كان يتابعه كل العالم ودخلت على الخط ايران واتهمت امريكا بأنها وراء الحادث مما تسبب في مظاهرات واقتحام السفاره الامريكيه في باكستان وليبيا،
رغم تبين بعد ذلك ان جهيمان كان عضو في الحرس الوطني السعودي، وحتى السادات اراد استخدام الحادثه وتسجيلات جهيمان في خلافه مع المملكه حينها .
ولهذا اتجهت السعوديه رسميا الي التشدد من حينها بعد ان رأي حكامها ان يعطوا الشعب التشدد الديني الذي يريده بدلا من الصدام وخروج جماعات مماثله اخري تحشد المواطنين بأسم تطبيق الشريعه والحكم بدين الله .
وهذا لا يقلل الاسباب الاخرى ومنها تأثير الثوره الايرانيه المواكبه بنفس العام ومحاولات السعوديه التصدي لها ولباقي مزايدات النظام الايراني
لكن اليوم بعد استتباب حكم العائله مع قوة المؤسسات المخابراتيه والقوات الامنيه كافه وفشل الثورات العربيه واقتناع السعودين وغيرهم بأهميه الاستقرار وبعد افتضاح وفشل دوله الخلافه داعش، وظهور جديه وحسم دول العالم في مواجهة التطرف
وتغير المعادلات الدوليه وحجم المملكه مع طموحتها دوليا، قرر الامير محمد ابن سلمان التخلي عن سياسه التشدد التي لم يعد اغلب السعوديين مشتاقين لها كما كان ابائهم في الثمانينات، فعادات الحفلات الغنائيه والمشاريع الترفيهة التي كنت اوقفت تماما في المملكه
وسمح بقياده المرأه للسياره وبدأنا نسمع خطابات ولي العهد الواضحه والحاسمه ضدد التطرف والتشدد بشكل عام .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل