أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شابا أيوب - في أربعينية القائد الأنصاري البطل أبو ليلى














المزيد.....

في أربعينية القائد الأنصاري البطل أبو ليلى


شابا أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 23:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"السعادة الحقيقية هي في النضال من أجل الحق والعدالة "
هكذا عبّر كارل ماركس عن مفهومه للسعادة، و وفق هذا المفهوم وعلى هذا الدرب سار الشيوعي الصادق واالقائد الأنصاري الشجاع صباح ياقو توماس (أبو ليلى)، الإبن البار لبلدة ألقوش العريقة، البلدة المأثرة بتاريخها المجيد، وبما رفدت عراقنا الجميل من قادة روحانيين بارزين، ورجال سياسة مُحنّكين، وأدباء وشعراء مرموقين، إنّه العشق المتبادل بين ألقوش وأهاليها الطيبين والوطن الإسطورة العراق العظيم. ولد الفقيد وترعرع في كنف عائلة شيوعية معروفة أُسْتشهدَ منها ثلاثة رفاق في الثمانينات، وهم منير توماس وخيري توماس وطلال توماس، وتأثر كثيراً بفكر وسلوك عمّه القائد الأنصاري الرمز توما توماس (أبو جوزيف). وأصبح الفقيد أبا ليلى نموذجاً بارزاً من هؤلاء الرجال المتميّزين في الشجاعة والإقدام، والإصرار على مواصلة النضال ضد الطغاة والدكتاتوريين والمحاصصين الفاسدين الذين جاء بهم المُحتل، ومقاومة الظلم والإضطهاد الذي تعرّض له عُمالنا وشغيلتنا وفلاحينا وكادحينا وكل أبناء شعبنا على مر العقود على يد الأنظمة الفاسدة.
ومنذ إنخراطه في صفوف حزبنا الشيوعي جمع الفقيد بين كل أشكال النضال، وعمل على أربع جبهات، السياسية والأكاديمية والكفاح المسلح والنشاط الديمقراطي. فإلى جانب نشاطه السياسي المعهود، فقد حصل الفقيد على شهادة الدكتوراه في مجال النفط من الإتحاد السوفيتي، في مسعى منه لخدمة بلده في مجال العلم والمساهمة في تطوير إقتصاده، ولكنّه حُرِمَ من هذه الفرصة مثلما حُرمْتُ أنا، وحُرِمَ المئات من الكوادر العلمية والأدبية والفنية، الوطنية الصادقة من أداء دورها التوعوي والثقافي من قبل النظام البعثي المقبور، مما أدى الى تراجع الوعي في المجتمع العراقي، وهيمنة الفكر الظلامي الغيبي، وإنتعاش الإنتهازية وتفشي الفساد بين المحاصصين الطائفيين والإثنيين بعد سقوط النظام البائد. كما كان الفقيد عَضواً نشيطاً في جمعية الطلبة الأكراد وفي رابطة الطلبة العراقيين في الإتحاد السوفيتي، حيث إلتقينا سوية في موسكو، وعملنا معاً بنشاط في صفوفها رغم مضايقات السفارة العراقية في بداية الثمانينيات.
لكن أروع صفحات نضال الفقيد هي في إلتحاقه بحركة الأنصار الشيوعيين في كرستان العراق وهو لم يتجاوز 21 عاماً، كان ذلك في عام 1963 حيث قاتل ضد الإنقلابيين البعثيين وحرسهم القومي الفاشي. وفي معارك ضارية ضد جحوش النظام عام 1967 فقد البصر في إحدى عينيه، غادر بعدها الى موسكو للعلاج ثم عاد الى الوطن في 1974، وحين غدر النظام الصدامي بحزبنا، وشن حملة تصفية لمنظماته وأعضاء قيادته وكوادره في أواخر 1978، كان الفقيد من أول المبادرين إلى تشكيل فصائل الأنصار الشيوعيين وقيادتها، وقد عرفت جبال كردستان ووديانها وقراها حماسته وقتاله الشرس ضد قوّات النظام والجيش الشعبي والجحوش، ولشدة بأسه فقد أدخل الرعب في قلوب أعدائه، حتى بلغ الأمر بهم الى إتخاذ حالة الإنذاروالفزع عند تقرّبه من مواقعهم. وواصل كفاحه المسلح ضد النظام لحين إصابته إصابة بليغة بالسلاح الكيمياوي، نُقل على أثرها الى روسيا لغرض العلاج بمساعدة الحزب، إنتقل بعدها الى السويد وإستقر فيها. وبعد سقوط النظام في نيسان 2003 عاد الى بلدته ألقوش، التي أحبها حباً عظيماً ودافع عن شرف أهلها، وبذل ما تبقى له من جهد وهو قد تخطى السبعين وتحت وطأة الكيمياوي البغيض على تقديم أفضل الخدمات الاجتماعية والإنسانية لبلدته، منها زرع 10000 شجرة لتلطيف مناخ البلدة، وحفر وبناء بئرين إرتوازيين ومدّهم بالكهرباء، وتوزيع 5000 حاوية كبيرة لوضع الأنقاض خارج البيوت والمعامل والمحلات التجارية، وشراء لوري لجمع القمامة ودفنها خارج حدود البلدية، كما عمل على منع رمي الإطلاقات النارية في المناسبات لضمان وتوفير الأمان والراحة لسكان البلدة والمناطق المجاورة.
بهذه البطولات الرائعة والأعمال القيّمة يكون الفقيد أبو ليلى قد جسّد إنسانية الشيوعي العراقي وسطّر أسمى آيات الحب والوفاء والتضحية لحزبه المقدام من خلال سعيه حتى النفس الأخير الى تحقيق أهداف الحزب في وطن حر و شعب سعيد.
لك المجد والذكرالطيب يا أبا ليلى، وليتذكرك شباب ألقوش وأهاليها ومعهم كل العراقيين الطيّبين، شيوعياً مقداماً و وطنياً صادقاً، وإنساناً أبياً.
زميلك ورفيقك في الدراسة الدكتور شابا أيوب
الدنمارك في 20 أكتوبر 2017






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحر داعش في الموصل إنتصار تاريخي على فاشية العصر


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شابا أيوب - في أربعينية القائد الأنصاري البطل أبو ليلى