وحدهم الكورد.

يوسف حمك .

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 15:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

في الواجهة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يشد الخناق على حكومة إقليم كردستان للرضوخ ، و تسليم عنقها له ، و تطأطئ رأسها خانعةً.
و يحذرها من أن تشحذ نفسها بقبول كمٍ هائلٍ من الإملاءات عليها ، و باقةٍ من الأوامر الاستعلائية ، و إعلان الطاعة .

و في الخفاء الجنرال الأيرانيُّ قاسمي سليماني يدفع الحشود الشيعية من طائفته للتحرش بالبيشمركة الكردية جنوبي كركوك .
حشودٌ تحمل راياتٍ حسينيةٍ تستمد القوة منه و العون لإعطاء الكورد درساً
كان يجب أن يلقنوه لغيرهم قبل أربعة عشر قرناً .
لكن الظروف شاءت أن يكونوا هدفاً لثاراتهم الثيوقراطية .

قادة الحشود يهددون الكورد في العلن بالزحف عليهم كسيلٍ يجرف كل ما يدب على أرضهم ، كتهديد عمائم قم لإسرائيل برميها في البحر .

معدة أردوغان لا تهضم كل ما تقوم به هذه الحشود و معها العبادي ،
إلا هذا الدور الذي يمثل مقارعة الكرد ، و يفوضهم بضجيجٍ على الملأ
لاستدراجهم في هذا المنحى ، مراهناً على ابتلاعهم بفم فالح الفياض .
إنه سلوكٌ أصيلٌ ، و وفاءٌ لأهل البيت حسبما تقتضيه أصول ثاراتهم ضد أبناء الجن
هذه المرة .

اغتيال سيادة الكرد ، و مصادرة حرياتهم ، و انتهاك أمن حدودهم لمضاعفة معاناتهم مع رحلة الحياة التي زادتهم أوجاعاً ، و علَّمتهم أن
مجرد النطق بالحرية ، و العيش الكريم كغيرهم من البشر جريمةٌ يقابلها
القمع و المنع و الطمس .

ذاكرة الكرد موشومةٌ بصورٍ مكتظةٍ من المرارة في زمنٍ قد يُعْتَقَدُ أنه مضى ،
لكنه يشكل بعضاً من هذا الزمن ، و لا ينفصل عنه .
اللحظة الحاضرة محفوفةٌ بالمخاطر تئن من وطأتها ، تتحرك ببطءٍ في محاولةٍ للتخفيف من ضغوطاتٍ تكالبت على حماسةٍ تزداد سخونةً ، مازال تدفقها
جارياً ، و على حقل الممنوعات محسوبةٌ .
استفتاءٌ زُرِعَتْ بذوره في تربةٍ بالغة الخصوبة ، فكان النبت سريعاً .
غير أن الرعاية يستوجب الحذر الشديد ، خشية تغيير المناخ ،
و الحركات الاستعراضية للطقس .

عملٌ حثيثٌ للمواصلة لم يخمد و لو للحظًةٍ . سوى أنه يجدد ذاته ، رغم الجهود
المضادة لمصادرة العزم ، و منعه من التدفق في محاولة إصابتها بالرعب من
أصوات الرعد ، و وميض البرق اللامع .
نعم الأمر معقدٌ ، لكن التقاعس في أداء الدور الرياديِّ ، و عدم ترميم التصدع الذي أفسده الدهر في الداخل ، أو عدم إدخال الإصلاحات عليها أمرٌ خطورته أعظم .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل