أسامة المفتي
الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 02:41
المحور:
الادب والفن
قصيدة الشاعر أسامة المفتي التي قالها قبل تسريحه في عام 1968
فهي ...
قم ناشد القدس
قُمْ نَاشِد القُدْسَ يَا شَعْبِيْ وَ عَانِقَهَا
وَ مَنْ سِوَى القُدْسَ قَدْ يَحْتَاجُ نُشْدَانَا؟.
وَ غَيْرَهَا الْيَوْمَ مَنْ رَثَّتْ صَحَائِفُهَا
وَ غَيْرَ قُدْسِيَ مَنْ هَانَتْ وَ مَنْ هَانَا؟.
لَيْسَ المُهِمُّ بِأَنْ كَانَتْ وَ كَانَ لَهَا
دَوْرٌ سَأَلْتُكَ قُلْ مَنْ غَيْرَهَا الآنَا ؟.
وَ اللهُ أَكْبَرُ مَا انْفَكَت كَعَادَتِهَا
دِيْنَاً و مَا زَالَ فِي الآذَانِ آذَانَا.
تَبَارَكَ اللهُ لَمْ أُشْرِكْ بِهِ أَحَدَاً
سُبْحَانَ رَبِّيْ وَ طُهْرَ القُدْسِ سُبْحَانَا.
خُذْنِيْ إِلَى القُدْسِ حَيْثُ العُمرَ أَكْتُبُهُ
وَ الشِّعْرُ يَكْتُبُنِيْ فِيْ العُمْرِ دِيْوَانَا.
وَ الشِّعْرُ كَالقُدْسِ إِلَّا أَنَّهَا رُسِفَتْ
مِنَ القُيُوْدِ فَعَانَى الشِّعْرُ مَا عَانَا.
فِيْهَا النَّعِيْمُ وَ مَسْرَى طٰهَ مُرْتَهَنٌ
فِيْ رِبْقَةِ الأَسْرِ يَشْكُوْ الذُّلَّ أَلْوَانَا.
لَمْ يَبْقَ مِنْ تَتَرِ الدُّنْيَا بَرَابِرَةٍ
إِلَّا وَ صَبُّوْا عَلَيْهَا المَوْتَ طُوْفَانَا.
سَلْ الفِرَنْجَةَ هَلْ شَادُوا بِهَا حَجَرَاً
لِلْمَجْدِ أَمْ تَرَكُوْا فِي القُدْسِ حِيْطَانَا.
وَ القُدْسُ نَازِفَةٌ طَوْرَاً وَ آوِنَةً
تُلَمْلِمُ الجُرْحَ أَوْ تَكْوِيْهِ أَحْيَانَا.
رَاحَتْ تُقِيْمُ مَتَارِيْسَاً مَآذِنُهَا
تُقَارِعُ الغَزْوَ أَجْيَالَاً وَ أَزْمَانَا.
هَيَّا مَعِيْ لِرِحَابِ القُدْسِ حَيْثُ تَرَى
فِيْ القُدْسِ أَهْلِيْ وَ فِيْ السَّاحَاتِ إِخْوَانَا.
عُدْ بِي إِلَى القُدْسِ غَيْرِيْ مَنْ يَرُوْقَ لَهُ
حُوْرَاً كَوَاشِفَ عَنْ سَاقٍ وَ أَخْدَانَا.
أَمَّا أَنَا فَالهَوَى عِنْدِيْ مُكَابَدَةٌ
لَا يَعْرِفُ الشَّوْقَ إِلَّا كُلُّ مَنْ هَانَا.
طَالَ الغِيَابُ عَنِ الأَقْصَى كَمَا اسْتَعَرَتْ
بِالخُلْدِ نَارُ وَ فِيْ الوِجْدَانِ نِيْرَانَا.
وَ اللَّيْلُ مَا زَالَ مَوْصُوْدَاً عَلَى وَطَنِيْ
وَ فِيْ الخَلِيْلِ أَقَامَ الغَدْرُ أَوْطَانَا.
يَا قُدْسُ أَنْتِ رَبِيْعٌ مُفْعَمٌ أَمَلَاً
مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكِ صَاغَ اللهُ نِيْسَانَا.
اللهُ أَكْبَرُ مَا خَانَتْ مآذِنُهَا
يَوْمَاً هُدَاهَا وَ لَا زَيْتُونُهَا خَانَا.
مَا جِئْتُ لِلْقُدْسِ وَ اسْتَمَعْتُ إِلَى
صَوْتِ المُؤَذِّنِ إِلَّا ازْدَدْتُ إِيْمَانَا.
وَ لَا اسْتَفَقْتُ بِفَجْرٍ مِنْ مَنَابِرِهَا
إِلَّا وَ عِشْتُ بَقَايَا اللَّيْلِ نَشْوَانَا.
قُرْآنُهَا صَانِعٌ لِلنَّاسِ مَغْفِرَةً
عَدْلَاً وَ تَنْزِيْلُهَا مَا ضَاقَ غُفْرَانَا.
قُدْسِيَّةُ الدِّيْنِ هٰذِيْ أَنْجَبَتْ وَطَنَاً
مَنْ خَانَ تُرْبَتَهُ لِلَّهِ مَا دَانَا.
تَفَيَّأَ الوَهْنَ هَذَا الوَطَنُ فَانْتَصَرَت
عَلَى الأَعَادِيَ مُذْ كَانَتْ وَ مُذْ كَانَا.
فَالدَّيْنُ وَ القُدْسُ صِنْوَانٌ بِهِ نَزَلَتْ
كُلُّ الرِّسَالَاتِ مَضْمُوْنَاً وَ عِنْوَانَا.
أَعْطَتْهُمَا الشَّمْسُ بِالأَسْحَارِ مِنْ دَمِهَا
سَرَّ النَّبِيِيِّنَ فَاشْتَدَّا كَمَا لَانَا.
قَدْ حَوَّرُوْا الحَقَّ دُسْتُوْرَاً مُقَايَضَةً
فَلْتَهْنَأَ القُدْسُ تَنْزِيْلَاً وَ قُرْآنَا.
وَ هَكَذَا الشَّمْسُ مَا أَرْخَتْ ذَوَائِبَهَا
إِلَّا لِتَنْشُرَ أَذْيَالَاً وَ أَرْدَانَا.
يَا كَلِمَةَ الحَقِّ وَقْفَاً فَوْقَ أَلْسِنَةٍ
لِنَاذِرِ عُمْرِهِ ل ِلْقُدْسِ رَهْبَانَا.
أَغْنَى الزَّمانُ حَكَايَانَا فَحَاكَ لَهَا
بِالحُكْمِ مَلِكٌ لَا يَحْكِيْ حَكَايَانَا.
لِحَقِّ قُدْسِيْ لَمْ تَنْبِسْ بِبِنْتِ شَفٍ
جَهْرّاً وَ سِرَّاً مَا نَاجَيْتَ نَجْوَانَا.
فَاخْتَرْ تُرَابَاً سِوَاهَا فِي الدُّنَا بَدَلَاً
وَ اخْتَرْ سِوَى رَكْبِهَا فِيْ التِّيْهِ رُكْبَانَا.
كَيْفَ اسْتَقَامَ لَكُمْ مُلْكاً يُقَاضُ بِهِ
يَا بَاعَةَ القُدْسِ كَيْ تَحْظُوْا بِبَيْعَانَا.
حَشَدَتْ جَحَافِلُ أَسْلَافٍ لَكُمْ سَبَقَتْ
عَسَاكِرَ بَغْيٍ لَفُّوا القُدْسَ جُدْرَانَا.
سَتَفْضَحَ الأَيَّامُ أَصْنَامَاً مُسَنَّدَةً
نُصِبْنَا لَهَا عَلَى الأَشْلَاءِ قُرْبَانَا.
وَ القُدْسُ كَالبَحْرِ تَيَّمَتْنِيْ وَ مُذْ
شَجَّتْ ضُلُوْعِيَ أَنْهَارَاً وَ خُلْجَانَا.
لَنْ يَنْحَسِرْ وُدِّيْ لَهَا أَبَدَاً
مَا زَالَ فِي البَحْرِ يَاقُوْتَاً وَ مُرْجَانَا.
فِيْكِ ابْنُ مَرْيَمَ لَنْ يَمْحُوْا رِسَالَتَهُ
وَ دِيْنُ أَحْمَدَ لَنْ يَأْلُوْا بِعُهْدَانَا.
نُجَدَّدُ العَهْدَ مَا دُمْتِ وَ دَامَ لَكِ
يَفِرُّ مِنْ ظَمَيءِ الصَّحْرَاءِ عَطْشَانَا.
تَرَانِي أَنْظُرُ حَسَرَاتٍ شَجَايَانَا
حَتَّى تَلَاشَتْ فِيْ الآفَاقِ رُؤْيَانَا.
وَ الفَجْرُ بَعْدَ اللَّيْلِ يَنْجَلِيْ أَمَلَاً
لَعَلَّ في القُدْسِ قَدْ هَجَعَتْ مَطَايَانَا.
وَ السَّرْمَدُ الأَزَلِيُّ لَنْ يَنْبَى فَوَارِسُهُ
رَفْعَ الأَسِنَّةِ فَوْقَ الهَامِ تِيْجَانَا.
حَتَّى إِذَا فَوْقَ الرِّقَابِ تَمَعَّنَتْ
أمْسَتْ قَرْحُ الخَنَا لِلْهِنْدِ غُمْدَانَا.
فَلنْ يَعِيْشَ بِأَرْضِ القُدْسِ مُغْتَصِبٌ
مَا زَالَ يُنْبِتُ هَذَا الجِيْلُ فُرْسَانَا
#أسامة_المفتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟