أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامية لاوند - الحب والحرب في رواية-شارع الحرية- للكاتب إبراهيم اليوسف















المزيد.....

الحب والحرب في رواية-شارع الحرية- للكاتب إبراهيم اليوسف


سامية لاوند

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


الحب والحرب في رواية"شارع الحرية"



سامية لاوند


تسعى رواية"شارع الحرية" لإبراهيم اليوسف والصادرة عن دار أوراق- القاهرة و برينت توت- ألمانيا في 208 صفحات من القطع المتوسط وصمم غلافها أحمد بلال معتمداً لوحة للفنان سردارحسو تكاد تكون تصويرية ل"شارع الحرية" في مدينة قامشلي في شمال سوريا تسعى أن تكون على خلاف المألوف من بعض يكتب من روايات تقليدية أو بعض الروايات الجديدة التي تدور في فلكها، من خلال انحيازها إلى الرواية المختلفة بناء وعالماً، إذ تكون بدايتها من خلال تصريح كتبه المؤلف الافتراضي لهذا العمل، هو: بعد انتهائي من كتابة مخطوط الرواية، أدركت وجود صفات مشتركة عديدة بيني وبين بطلها، ما جعلني أطلق عليه اسمي، تجاوزاً. أعترف أن هذه المحاولة من قبلي، لم يستسغها شريكي في البطولة، ما دفعني لأن أعِدَه بإعادة الاعتبار إليه، في عمل روائي ثانٍ..!.

اقتضى الاعتراف. ولنرى في نهاية العمل نفسه أكثر من تصريح مشابه، أحدها للناشر، أو للمؤلف الواقعي، لأن هناك التباساً يتم بين اسم الكاتب واسم بطل الرواية أو راويها. ومن الفصول التي ترد في آخرالكتاب: أسئلة الرواي- رسالة الناقد- من المؤلف"رسالة إلى الناشر" منها: استلم ناشر الرواية رسالة من شخص آخر، له اسم المؤلف نفسه، مرسلة من بريده الإلكتروني المعتمد، ذاته، مرفقة بصورة عن جواز سفره السوري، منتهي الصلاحية. بالإضافة إلى وثائق لجوء إلى بلد أوربي معين، كما حال مدعي تأليف النسخة الأصلية، ننشرها هنا، للأمانة العلمية. ثم توقع بأسماء الشهود

كما نجد ملاحظة من الناشر، في فقرة خاصة، يرد فيها: ننشر المخطوط بناء على مسؤولية موقِّع العقد

- نحن في حلٍّ من أي التباس بين الشخصين المختلفين على ملكية الكتاب

-لدينا استعداد لنشر نسخة مخطوط صاحب الرسالة- أعلاه- إسهاماً منا، في نشر الإبداع، وتبني الحيادية...

ولا يتوقف الأمر ضمن مجال هذه الإشكاليات المثارة وإنما نقرأ رسالة مقتضبة بعنوان لست البطلة توقع باسم القارئة الأولى للمخطوط، ومما ورد فيها: إنه شارع الحرية ... من الوهلة الأولى بدت الرواية غريبة عني فأين أنا؟. وأين ذكرياتي من هذا الشارع...؟: ! قبل أن افتح الملف الإلكتروني الذي وصلني من المؤلف أدركت للحظات بأنني الغائبة الحاضرة...وهوما حدث!؟لست في الحقيقة سوى مجرد كومبارس أستغرب إقحام اسمي؟!

تم حذف فصل ملحق بالرواية وفيه آراء وحوارات بعض أوائل من قرؤوا النص الإلكتروني للكتاب، لينشر في طبعته القاهرية التالية..!

كما أنه يكتب في آخر الكتاب عبارة" من سلالات المؤلف" وفيها عن أعماله الكتابية في أكثر من شكل ونوع أدبي، وهي عبارة غير تقليدية، ظهرت في عدد من أعماله الأولى.

لا أريد أن أتوقف أكثر عند هذه اللعبة الفنية من الكاتب والتي تستحق أن تخصص لها قراءة كاملة، لأنني عالم الرواية بحد ذاته مهم، فالكاتب يعيش في المنفى الألماني، وقد ترك خلفه إرشيفاً أدبياً تؤرقه فكرة استحضاره إلى أن يفعل ذلك، ويغامر بالسفر عبر كردستان العراق، وعبر أصدقاء له يستقبلونه في أحد بيوت حي الهلالية في مدينته، إذ يمضي ساعاته بين تلال الإرشيف ليجد أن بعضها قد ضاع، ويبدو أن له مشكلة مع إرشيفه، إذ يذكر كل ذلك







لا تغيب المرأة عن بال بطل الرواية وهوالمؤلف أثناء بحثه في الإرشيف، فهو قد جاء في مهمة سرية، كما يتفق مع مستقبليه، لأنه مطلوب من قبل الجهات المسلحة، إلا أنه يفاجئهم بأن له صديقة على علم بزيارته هذه، ويخطط باللقاء بها، وأن بينهما قصة حب طويلة، وتم منعه من الاقتران بها بتدبير تآمري من قبل أجهزة استخبارات النظام السوري التي كانت قد صادرت رسائلهما المتبادلة، ووضعتها بين يدي والدها. بعد كل هذه السنوات فإن صديقته تستطيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي الالتقاء به، في فصول تؤكد مقولة"الحب في زمن الحرب" وهي تعد من الفصول الهامة في هذه الرواية.

أثناء لقائه بصديقته فهما يمران من شارع بيتهما في" شارع الحرية" وهو متنكر إلا أنها تحاول منعه، كما أنه يصر على مستقبليه أن يمروا به من أمام بيته، إلا أن الشارع الذي تعرض للتفجيرمن قبل إرهابيي داعش، نتيجة استهداف الوزارات الثلاثة التي تمركزت فيه وهي تابعة لأحد الأطراف الكردية- أي حزب الاتحاد الديمقراطي واجهة العمال الكردستاني- الذي ظهر بعد الثورة السورية
تظهر الروح الإنسانية للكاتب الذي يعكس واقع المناطق الكردية في ظل حالة الحرب في روايته فهو يكتب" أين سكان مدينتي أسأل؟.أية قامشلي، هذه، من دون يهودها، وعربها، وأرمنها، وآشورييها، و مسيحييها، كما كردها ومنهم إيزيديوها؟. هكذا كانت- قامشلو- من قبل. أواصل أسئلتي: أين هاتيك الوجوه التي كانت من العلامات البارزة للمكان؟.

غداً، إن أعيدت المدينة، إلينا، وعدنا إليها. من ترى سألتقيهم. أية حياة من دون هؤلاء الخصوم قبل الأصدقاء. أية حياة لهذه المدينة التي تبعثر أهلوها في قارات الناس. في البداية هاجر المسيحي. هاجر اليهودي. هاجر الإيزيدي. هاجر الكردي. وها هم حتى بعض عرب المكان قد اضطروا للهجرة.
مدينته قامشلي تغيرت ملامحها، كما أن شارع بيته الذي تعرض في تقاطع بدايته مع الشارع العام للتفجير الإرهابي. أغلب الوجوه جديدة، وهي مقطعة الأوصال، كما أن بعض قطاع الطرق صاروا وجوهها الجديدة من خلال سرقاتهم وتجاراتهم، بينما يعاني شرفاء المدينة من حالة حصار رهيب.
تنتمي الرواية إلى ذلك الجنس الإشكالي فهي كما بين إبراهيم محمود سيروية وتاريخية، فالمؤلف يوثق للمكان ويبين معاناة الناس في ظل نظام البعث والأسدين، فقد كانت صور "الرئيس" في كل مكان، وها هي الآن صور وأعلام أخرى موجودة، وكل الناس مطلوبي الرؤوس في ظل الحرب والحصار
الرواية التي رغب مؤلفها أن تخط مسارها التقني الملتبس والمثير وهي تعكس واقع مدينته التي ابتعد عنها رغماً عنه كتبت بأكثر من لغة فهناك بعض الفصول كتبت بلغة شعرية، كما أن هناك فصولاً أخرى كتبت بتقريرية، وقد انتبه الكاتب إلى ذلك، إذ إن كتابة ما هو تقريري جاء مختلفاً بخطوط ناعمة، وهي تطرح سؤالاً حول ظاهرة توجه الشعراء إلى كتابة الرواية بشكل خاص.
رواية-شارع الحرية- هي من جهة إحدى الروايات التي تناولت الثورة السورية، وقد استطاعت بجرأتها أن تكسر بعض قواعد هذا الفن، من جهة تقليديتها، وتحاول إضافة رؤيتها الفنية، وهي من جهة ثانية طرحت قضايا جريئة تتعلق باستمرارية الدكتاتوريات، وتفاقم القمع بكل صنوفه، بعد تحويل الثورة عن مساراتها بما يخدم دوام سلطة الطاغية ومن حوله من التجار والمرتزقة، بينما أفرغ البلد من أهله، وباتت ذاكرته الإرشيفية تضيع كأحد تجليات الحرب القذرة.



#سامية_لاوند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامية لاوند - الحب والحرب في رواية-شارع الحرية- للكاتب إبراهيم اليوسف