أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمّد صالح عويّد - نصّ شعري - زورقٌ من ورق














المزيد.....

نصّ شعري - زورقٌ من ورق


محمّد صالح عويّد

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


1 *

في الحربِ :
مُجرّد نهرٍ رقراقٍ
نحنُ
يُمايزُ الخنادقَ ، يشعّ ُ نوراً ، ويُضفي
يحتبي طعن الجهات ، يندلقُ على نيران الحقدِ و الحروب
لتنطفي
يلكزُ الوعي الأحمقَ المخمور ، بغاياتهِ
الحقّ يجلو بين الرفاقِ
فنصطفي
يتجشأوا حقدهم الحادّ
فنهمسُ بالرواءِ للجرحى المُهملين بلا عطف
رغمَ فقدهم شبق الذبحِ
لا يؤْثِرَونَ على أنفسهم !؟
فنتوارثُ كل هذا البؤسِ
والقطفِ
لعلّنا نهتدي للنهاية المناسبة

2 *

ليسَ مُثيراً للإهتمامِ :
قطاراً يعبر مهرجان الخداع
يكافحُ خفافيش الخواء
تفورُ من مِرجلهِ
فيسودُّ الهواء !!
مُضحكاً حدّ البكاءِ :
نثرُ ذرائعَ واهيةٍ
وسرد الوهمِ الباهتِ ينهشنا على مرأى العالم الثمل ،
بالدماء
والصراطُ :
حادّاً ودقيقاً بما يكفي ، ليهوي
المُدلّسين السفهاء

3 *

قبائلٌ من طاعونِ الغرورِ
تنهشُ أشلاءنا ، لترتقي منبراً
ويصرخ سادةٓ الوباء :
باركوا المذابح
أوقفوا الطعام ، والخمر ، و الدواء
أغنية تتلعثمُ بخطواتي عبر الطريق الموحلِ
أنا أنحدرُ من أصولٍ غجريّة ٍسمراء
لا احد يُمثّلني في المجالس سوى صَدحُ الغناء
هل تعترفون بأغاني الغجر مندوباً فوق العادة
عني !؟

4 *

الأنثى المِغناج التي لم نعرفها
و تلك التي لم نمشيها :
الدروب .
التي لم تنسَ
سجّلت إنجازاتها عبر كلّ ديارنا :
الحروب .
والمؤتمراتُ ، بأركانِ بياناتها الختاميّة مؤثّثةً بالمذابحِ
قبيل الفجرِ ، وبعد الغروب .
والخيانات التي يشتهونها ، يقترفونها
ونتعفّفُ عن مغازلتها :
هذه اللعوب .
الخيبةُ ، والحزنُ : تقترفنا
وحلزون الخيانةِ يتسحّبُ في الأوردةِ
يمضون حين إشارةٍ :
كهبوب .
وعوالمنا المشرقيّة التي تتهاوى فوق رؤوسِنا
وهذا الوطنُ المنكوب .

من جزَّ حنجرة المُغني !؟
وحطمّ أصابع الفنّانِ اللبيب
وأصحابي المجهولين ،كالجدريِ ّ يتحاشاهم
هذا ، وذاكَ :
الكذوب .
أليست هذهِ لعنةَ القيامةِ القصوى
تقومُ علينا ، تأخذُ الفرسان
ولا تؤوب !؟

5 *
إنّهُم يحتفلون !
فُضلة أيامٍ ، ونصراً زائفاً لليبابِ
ومدائنٌ لم تعُد تشعرَ بالخوفِ
ولو أستتبَّ الأمر لجحافل الخراب
ليلُها العنيد ، وأنهارها الثكلى ، والأبناءُ تحت التراب
يُباغتهُم الصبحُ ، فيهدي للتي هي أقومُ

أليسَ الصبحُ هو الجوابُ !؟

6 *
غداً
سنجدُ من تحدّث عنّا
جنازاتٌ صامتة تسري تحت قشِّ الخديعة
تعاقرُ الذرائع
نعوشٌ من نياشين ملوّثة ، بدمنا
غداً :
سيكتشفُ فقراء القبيلة
أن ثوراً من ورق
كان يصدحُ بالأناشيد الوطنيّة وهو في طريقهِ للذبحِ
ينطحُ حجرَ المسلخِ بأقلامِ رصاص

7 *

لم يعُدْ نبيّاً ذائع الصيت
هذا الورقيّ
كان حزبيّاً يسارياً ، مرّة
ويمينياً يلتاعُ لذبحِ الديرة
بأسلوبٍ شديدُ الفضاضة والوقاحة :
يتلو قصيدةً عصماءَ
لتأبين القضيّة
يُصفّق القاتلُ لهُ مُبتسماً لبلاغتةِ العربيّة
يتعثّر المسكين بفاصلةٍ مُكبّةٍ على وجهها
تتبعثرُ إشارات الإستفهامِ
مناجلاً لحصادِ أعناقِ الحكايا و القصيدة
أطفئوا الأنوار
أسدلوا الستار
فقد ضاع دمنا بين القبائل الفارسيّة والروميّة
يذرفُ الِّلصُ البدويّ المسكين دموع العرفانِ بالجميل
حين ألبسوهُ ثيابَ نبيٍ ، و تكون ميليشيا القتلِ :
نبيّة
ويقذفوا لنا صلباناً ، و لشهودِ الزورِ ببريق الاضواءِ :
و ثلاثين فضيّة !؟

8 *

يُمكنني أنّ أظِلّلَ ذقنك المعقوفةِ ، بقبّعةٍ
والمشهدُ الجانبيّ يدسّون به مومساً
تلوذُ بكَ ، كجارتِك
يُمكنني رؤيةَ حُزنكَ يُمارسُ غوايةَ الحضورعلى المنابرِ
دعني أعيد ترتيب تفاصيلك
فالعطرُ المسروق من الدمِ
يختنقُ بهِ
مسامُكَ
الأحذيةُ الإنكشاريّة تجتثُّ القُرى عن الخرائطِ
يبحثون عن أرشيفها ، في صدري
ليقتلوا الممالك
لا ينتهي الموت ، والمُثقّفُ
يُصفّقُ لخندقين !؟
يتسوّكُ بالتذاكي ونحنُ في ردم المهالكِ
والقصصُ التي نعشقها تتضاءلُ
وصدورنا كهوفاً
أنا الغريقُ :
خذوا يدي
لينجوا الفُلكً المُتهالِك

9 *

حسبي أنّي أحتفلُ مع السُكارى بلا ذنوبٍ
نرفعُ أنخاب الدجّالين على أنهّم فضيلةُ العهد القديم
بشقيّهِ
واللعنةُ : في إصحاحِ المروقِ ، والتقيّة
حسبي في هذا المساء
وبدوياً عاشقاً ، يتهمونهُ : بالفضاضةِ
يتشظّى حُزناً ، يتبتّل بخمرِ الوطنِ
والنبيذُ معجوناً ، بِحُثالةِ النُخبةِ الثقافيّة .

00 *
يا لبؤسِ أنخاب الرذيلة
ومقارعة الموجِ
يُتعتِعَنا السُكرُ بهمومِ المدنيّة
الليل ، أصحابي ، وأنا
وخمرةٌ من عصارةِ النجمِ
آتية
ونخوةٌ تحرق لذّتها العيون
ونشوة كالنار
كالرياح العاتيّة
وحدنا في البيداءِ سكرنا سكرةً
فمن ذا يُذيبنا سوى :
ثورةٌ فتّانٌ
غانية



#محمّد_صالح_عويّد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمّد صالح عويّد - نصّ شعري - زورقٌ من ورق