أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين الحمداني - .. نِعال أم عمار ..














المزيد.....

.. نِعال أم عمار ..


علاء الدين الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 21:33
المحور: الادب والفن
    


.. نِعال أم عمار ..
أسرعت الخطى .. بحذائي الضيق البالي
في الضفة الاخرى
من النهر
ضيافة .. وجلسة سمر
الليل يفترش الحشائش القصيرة
في باحة الحديقة المطلة على بستان النخيل للضفة المقابلة ..
وعلى ساق شجرة التين ..
معلق القفص .. من جريد النخل
يشدو بلبل الورد .
يقتنيه صاحبي صغيرا
ليألف الانسان والمكان
صديقي أحمد بوجهه اليشيع السلام
عمار الاخر .. رغم سنينه العجاف .. يطلق النكات بعفوية يثيرنا ان نضحك كثيرا ..
بساط الحشائش ندي ..
رائحة العشب
تختلط برائحة شجر النارج
عريش العنب .. عناقيده لم تكتمل النضج
فضلنا أن نجلس على سجادة
نُسجت بأنامل صبايا البيت ..
نكهة دجاج التنور
رائحة دخان
صوت أزيز السعف
ونِثار من جمرات تتطاير
كأنها النجوم موسيقى من دوزنات
متلاحقة
تداعب مسامعنا ..
أم عمار ...
أَفّضَل من يجيد شي الدجاج
رغم عمرها الذي تعدى الستين
تفصم السعف بركبتها
كأنه عود ثقاب ..
قهوة مرة ..
وشاي بطعم الهال
وأحاديث عن الزمن الذي
غادرنا ...لن يعود
(سهلة عندك يا حبيبي من تجافي)
فضلها صديقي .. أستمتعنا بسماعها
في ركن الحديقة الكبيرة
سياجها من شجر الآس
رتيب صوت نقنقة الدجاجة..
يبدو أنها .(كُرك)..
تنام طويلا ...
كما نومة بعض المدعين للوعود
سيدها الاسود ذو العرف الاحمر
لا يأبه لها ..
من بعيد .. نصيخ السمع لصوت الزغاريد تتلاشى ..مع صوت حفيف
السعفات .. حين تلامسها رياح
هادئة الهبوب
يبدو عرس ... في الجانب الاخر
يختلط الصوت مع صقاع (الديك الرومي )
يتجول في باحة الحديقة
دونما اكتراث ..
تأخر الوقت .. وأدلهم الليل
إلا من بسمات تشيع الطمأنينة
ليلة ساحرة وجمع من الاحبة
يُبهج النفس ..
ودعتهم ..
محملا ب(صوغة) أم عمار
أرغفة من الخبز .. و(كيشة صغيرة)من التمر الخستاوي ..
وزوج نعال أسفنجي.. جَلَبتْهُ معها
بعد أن أعتمرت
رَفَضت أخذه ...
ألحَّتْ ... رَضيت أيضا بالنعال !
جسر الضفة الأخرى
يغلق بعد الثانية عشرة
بيتي في الجانب الاخر
لا يفصلني عن دار أصدقائي
سوى الجسر وبستان ابو مالك
رائحة الاشجار ..
أصوات نقيق الضفادع
تتوارد من الجدول الصغير
عند حافة القنطرة ..
أصخت السمع لمسقط انحدار الجدول
يضرب ساق شجرة التوت
تنساب دونما انفلات
أغصانها المثقلات
بين عريشها يرقد اليمام
يلوذ براسه تحت الجناح
يغط بسلام
يحلم بالصباح ..
بأكمة البيدر المترع بالحبوب
أكاد أغفو ..
وسن يداعب عيوني
سهمت وأنا أنعم بهدهدات النسائم
ونشوة امتلأت بها روحي
لم أدرك كم مضى من الوقت
أيقضني من السرحان
صوت عراك أبن عرس ..
يبدو عراك على ثمرة أجاص
ولربما على أنثى متوحدة
كان الوقت قد جاوز منتصف الليل بساعة ..
غُلِق الجسر
أفترشت الحشائش بساطا
وضعت النعال .. تحت رأسي
كان نوما شفيفا
إلا شيئا واحدا أزعجني
حَلِمت ...
باني ألبس نعالا يطير
يطيح بي على أٌم راس الديك الرومي ..
نهضت من حلمي ... نفضت ما علِق بي
رميت الحذاء بعيدا .. بين الدغل
لربما أصاب ابن عرس
لبست النعال الجديد ..
ههممت بالمسير
لعلني أطير .
علاء الدين الحمداني







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علاء الدين الحمداني - .. نِعال أم عمار ..