فؤاد أبوحجلة
الحوار المتمدن-العدد: 5651 - 2017 / 9 / 26 - 15:28
المحور:
الادب والفن
سبب وجيه لضياع وطن:
.
هل كان جدّي مجرم حربٍ
يقتفي أثر الشعوبِ على الأرصفةِ والأشجار
يغتالهم وتراً إثرَ وتر
ويمحو أغنياتٍ كانت تفِرُّ من حناجرهم في مواسم الزيتون؟
هل كانت جدتي جاسوسةً لقوات الحلفاء
تتبعُ أثر الخطى لتلاميذ المدائنِ والقُرى
فوق وحول الشتاء
وتوصي بانتقالهم إلى الصفوف العُليا في مدارس السماء؟
هل كان جارنا باحثاً عن الذهب أو راعٍ للبقر في اليونايتد ستيك أوف أميريكا
وكان يضعُ عصابةً فوق عينه اليسرى
ويتبعُ أثر الأسماك الفقيرة في الكاريبي
أو شواطئ لاس بالماس التي تعجُّ بالعرب والأفارقة الحالمين بجنّة الشمال
هل كان أبي حطّاباً لأغصان البشر
في مجاهل الغيتو
ويحمل شعلةً للقائد العام لأفران الغاز
كلّما عنَّ في خاطره رائحة الشِواء الآدمي
ألقم شهوته للدم فوهة النار؟
هل كان لدى جارتنا الجرأة على ممارسة الحصاد على أنغام فاغنر؟
هل كانت أختي تعرف رمسكي كورساكوف ويرى في ملامحها العربية
ملامح شهرزاد المذعورة من سطوة السيف؟
هل كان جدّي لأمي هارباً من العدالة
ويعمل سائق شاحنة
في جمهوريات الموز؟
هل كانت حبيبتي بائعة هوى في بيغال
أو الريد ديستريكت في أمستردام
واختطفتها أنا عنوةً من براثن الخطيئة
كما فعل المسيح بمريم المجدلية؟
أعتصرُ ذاكرتي بحثاً عن سببٍ واحد
لضياع وطن
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟