أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - الهالة الافتراضية وتأليه البشر














المزيد.....

الهالة الافتراضية وتأليه البشر


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 16:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكائن البشري بطبيعته يميل إلى الكسل والاسترخاء والسرعة في إطلاق الأحكام واستعجال النتائج ولا يفضل الغوص في التفاصيل والنظر في المسائل الدقيقة وتحليلها.
ذلك لأن النظام الأول والأكثر استعمالاً في عملية التفكير بدهي بسيط وعاطفي متكرر لا يحتاج إلى بذل أدنى جهد وليس فيه أي مشقة بينما تجد النظام الثاني (القليل الاستعمال) على العكس تماما فهو تحليلي منطقي بطيء كما يقول دانيال كانمان في كتابه التفكير بسرعة وببطء.
من هنا نفهم كيف يتلاعب بعقولنا السياسيون والإعلاميون والعاملون في المجالات التسويقية الإعلانية والدعائية وقادة الحرب النفسية ويتمكنون ببضع أساليب وحيلٍ، أن ينفذوا ما يعرف بعمليات غسل الدماغ وبالتالي هدم قناعاتنا أو تأطيرها بالشكل الذي يريدونه.
من تلك الأساليب ما اصطلح عليه بالهالة. ومعناها اللغوي الدارة الضوئية التي تحيط بالقمر ويراد بها هنا التأثير الذي تحدثه بعض الشخصيات ذات الشهرة الواسعة أو الكاريزما.
فالميل الطبيعي للعقل الإنساني نحو التبسيط والنظر بسطحية للأمور والقضايا يجعل من بعض الأشخاص رموزا ومثلا عليا يضفي عليها هالة من القداسة والتنزيه من أي نقص أو عيب في قول أو فعل بل يصعد بها أحيانا إلى مقام الألوهية.
إن صاحب االهالة شخص مبجل كريم مقدس لا يرقى إليه الشك. إنسان كامل (سوبر مان) وليس لأحد أن ينقده أو يرد عليه قوله أو يعارضه بحال من الأحوال لأنه الإله أو ابن الإله.
هكذا ببساطة ينساق بعضنا المبهور ببعضنا الآخر وبتأثير الهالة المضروبة حوله نحو تأليهه والدفاع المستميت عنه وتسويغ أعماله وتسويق أقواله على أنها هي الصواب المطلق الواضح وغيرها الخطأ المحض الفادح وهو دائما على الحق بل هو الحق بعينه وما عداه الباطل.
بهذه الطريقة الاتباعية يتكرس التطرف بنوعيه الفكري والسلوكي معاً ليدفع بالمرء قابلاً وتدريجاً إلى هاوية العنف وبالتالي تبرير إقصاء وتهميش وتصفية المخالف.
مثال بسيط على هذه الظاهرة: لو أن أحداً ناقش فكرة أو موضوعاً سياسياً كان أم اجتماعيا أم دينياً وجره الحديث إلى توجيه النقد لشخصية هالوية تتمتع بما ذكرناه آنفاً، كيف تتوقع أن يكون الرد ممن يتحمس لتلك الشخصية ويؤمن بامتيازها على الجميع؟! ولطالما تحدث هو عن قدراتها الخارقة وشجاعتها الفائقة وعقليتها الرائقة وغالى في بيان ذكائها وأفرط في وصف حكمتها وعدالة قضيتها والإطراء على تواضعها مع ما تمتلكه من نوادر... و.. و.. مما لا يُملّ ذكره ويُجلّ أمره؟!
لو كان لأحدنا رأي مخالف للمشهور في عالم دين مرجع أو خطيب أو قائد سياسي أو زعيم وطني أو رئيس كتلة أو حزب أو تيار أو غير ذلك مما شابهه (خارج نطاق العصمة طبعاً)، وأراد أن يعبر عن رأيه بحرية وصراحة في جمع من الناس أو عبر وسيلة إعلام مثلا فهل يستطيع؟!
أترك الإجابة طلباً للسلامة..



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيزوفرنيا.. ومضات قصصية
- كهرومانسية.. ومضات
- ومضات قصصية 2
- المسرحية الومضة.. ابتكار أم تأصيل؟
- طائر الحب الحسيني.. الشيخ هادي الكربلائي
- ومضات قصصية2
- مجزوءات2
- مجزوءات
- ومضات قصصية
- انكار
- إشكالية الإحتراف والولاء
- الأديب علي حسين الخباز: النظر إلى المنجز يغني الإنسان عن الإ ...
- الشاعر والكاتب سليم رسول حلم -بعرقجين- الجواهري وأدهشته -نغم ...
- الشاعر والروائي علي لفتة سعيد: كتبت اجرأ رواية عن الديكتاتور ...
- الزهراء.. كيف نحيي مولدها؟
- الشاعر والقاص العراقي محمد الميالي: نحن في زمن التكثيف والمف ...
- عيناك يا أسماء
- ماذا جرى
- يحيا القلم
- فصام


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر السلامي - الهالة الافتراضية وتأليه البشر