عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 13:14
المحور:
كتابات ساخرة
شنو يعني شوفيني ؟؟
بعد صفنةٍ طويلةٍ على شاشة التلفزيون ، التفتَتْ أُمّي باتجاهي ، وسألْتْني بتجهُمٍّ واضِح :
- يابه شنو يعني "شوفيني" ؟؟
قلتُ لها : - يا أُمّاه ، هذا سؤالٌ صعبٌ ، والاجابة عنهُ تحتاجُ الى دهر .. والموضوع تره يغُثّ .. وإنتي يُمّه البيج مكفّيج .
ردّتْ أُمّي هازئة : - يبيّن يابه إنته هَم متعرُف شنو يعني " شوفيني" .. وفوكَاها حاسبيك عليّه "دكتور" الله يجَرِّمْ .
انتفضتُ لسمعتي العلمية والأكاديميّة والسياسية المهدورة ، وأطلقتُ عليها سؤالاً مُضادّاً :
- يام .. هل هناك شخصٌ ، أو أشخاصٌ ، أو ناسٌ ، أنتِ غيرُ راضيَةٍ عنهم تماماً ، وعلى نحوٍ مُطلَق؟
- إنتفَضَتْ أمّي ، و أجابَتْ بحماسة : إي والله يابه . هواية ناس آني مراضية عليهم .. وأوّلهم إنته .. ونسوان أخوتك .. و رجال خواتك .. وأبوك الذي مات قبل خمسين عاماً ، وعافني بيد اليسوه والميسوه .. وذوله الجيران اللّي ميعرفون يربّون جهّالهُم .. و ذوله جماعتك "السياسيين" اللي مدري ربّ العالمين منين جابهم علينا .. وهذا الله اللّي ِعِصَيتْ عليه ، وعانَد ويّايَه .. ومدا يقبل ياخُذ أمانته ساعة كَبُل ، ويخلّصني من هذا القهر كُلّه.
قلتُ لها قبل أن تستطردَ في ذكر قائمة "الأعداء" الحقيقيّين والافتراضيّين والمُحتَمَلين (وأمي لا تعرِفُ أباها عندما تسْتَطرِد) :
- شوفي يام . استناداً لطروحاتكِ الأصيلة والمُعاصِرة هذه ، فإنّ الشوفينيّة يا أُمّاه ، هي كلّ هؤلاء الذين لا ترضينَ عنهم ، و أولئكَ الذين لن ترضين عنهم إلى يوم يُبعَثون . و "الشوفيني" الأوّل بينهم هو أبي (اللي عافج بيد اليسوه والميسوه) . أبي هذا ، هو الأب الروحي للشوفينيّة . وأنا ، ابنهُ "العود" ، يعتبرني بعض المؤرّخين الثُقاة المؤسِّسُ الأوّلُ لها قبل أخي موسوليني وزوجته الماكرة (عليهما اللعنة) . والشوفينيّون هم "نسوان اخوتي" ، و"رجال خواتي" ، و "الجيران" ، وذوله ربعي "السياسيين" الأشاوس .
الوحيد يُمّه ، الذي ليس شوفينيّاً ممن وردَ ذِكرُهُم على لسانكِ الكريم ، هو الله تعالى .. الذي وضعَ "الجنّةَ" ، وليس "المناطِق المُتنازَع عليها" .. تحت اقدام الأمّهات .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟