أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرحمن جنيدو - الطريقُ إلى دمشقَ














المزيد.....

الطريقُ إلى دمشقَ


أحمد عبد الرحمن جنيدو

الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


الطريقُ إلى دمشقَ
لم أنجبِ الأعيادَ من فقرِ الضفيرةِ،
لا الفصولَ على ختانِ الحلمِ في رقطِ الزنادِ.
فتكلّمتْ بالردْحِ،
أغفرُ في شحوبِ الموتِ ألفَ رسالةٍ،
للعابرينَ على قوافلنا القديمةِ،
لا(يزيدُ) يجانبُ الطرقاتِ،
نعرفُهُ من الأمواتِ،
نصحو بعدَ تقطيعِ البلادِ.
أيُّ اعترافٍ تبتلي وطنَ السجونِ،
ونعرةَ التفريقِ في سحقٍ سحيقٍ،
يوغلُ التشريحُ في جسدِ العبادِ.
أسماؤنا البشريّةُ الألوانِ،
لا شجرٌ لها غير الظلالِ المسمّاةِ انتحاراً،
في سرابِ الخوفِ والتوريثِ،
يا ماءَ الفراتِ،
الليلُ يحرثُ غصنَهُ الممتدَّ في رحمِ الحدادِ.
عادوا انتماءاً،
في غرابِ القتلِ يمشونَ الطغاةُ،
فلا تعدْ،
فالذبحُ عنوانُ المدينةِ،
عند طاغوتِ الجنونِ،
ويستباحُ الحقُّ من عبدِ الجرادِ.
يا شاربَ الأحقادِ من زيفِ المهانةِ،
أغلقِ الأفواهَ،
فالنسرين أوصى جلْدّهُ،
والياسمينُ يناهضُ الأوساخَ من بردى،
ويصمدُ بالهتافِ إلى الودادِ.
يقفُ انسلاخُ الجذْرِ عن فرعٍ
على وجهٍ تربّى في مخاضِ الحتفِ،
ملعونٌ يحدّثُنا عن التغريبِ في وطنِ الجيادِ.
سمراءُ تشربُ من لهاثِ السرِّ رغبتَها،
وتحملُ صورةً،
طفلُها المذبوحُ قرباناً لشيطانِ السوادِ.
سمراءُ تغمس في نكاحِ الصمتِ،
فوق وسائدِ الأوجاعِ،
ترخي شعرَها للعتمةِ الأولى،
ونهداها احتراق العهرِ في روحِ الربابِ،
حصانُها التشويهُ من نتقِ اللعابِ،
وأمُّها الأخرى كتابي،
والسؤالُ بلا جوابٍ،
يبرحُ الظنَّ المخيفَ من المهادِ.
يعقوبُ يوصي يوسفَ الترحالَ
في نهرِ الذنوبِ،
ويلتقي في البئرِ ربّاً،
كي يصلّي في الحوافي،
مصْرُ زانيةٌ طهارتُها،
تقدُّ الثوبَ من دبرٍ،
تقدُّ الجرْمَ من قُبلٍ،
ونيلُ العشقِ يسرفُ بالدعاءِ إلى المساءِ،
على الحيادِ.
فرعونُ مفتونٌ من الجهلِ الغرورِ،
وعشتارُ التحافُ الإثمِ في صبر المنادي.
الأرضُ عاهرةٌ،
تعيدُ الموتَ من زبدِ الترابِ،
ويطلعُ الإنسانُ من كلءِ الرمادِ.
والقدسُ تبدعُ صحوةً في الطفلِ خلفَ جدارِها،
ويسوعُ يحتضنُ الخليلَ بصلبِهِ،
سقطَ الصليبُ،
دماؤها الأسماءُ في كأسِ التخبّطِ،
في نشيجِ الذبحِ عقْبَ المستحيلِ،
ثمودُ تفرغُ ضيمَها في الرملِ
والنخلاتُ تبصقُ في عراةِ البكْرِ مذبحةً (لعادِ).
لا يرسمُ الحجاجُ من قلمٍ،
على حجرٍ صقيعُ دمٍ،
وسيفُ الخصْمِ في الرسمِ القديمِ تقمّصَ الأدوارَ،
يدهشُ كربلاءَ على حدودِ دمشقَ بلا مدادِ.
فيحاءُ تهوي من يدي،
ودمي فمي،
جدرانُها القدمُ التي وطأتْ من الرحلاتِ،
راعيها مزارٌ للصلاةِ،
يدوّنُ التاريخُ أسطرَها بريشةِ نارِها،
تبكي بمئذنةِ الحمامِ صغارَها وكنيسةً،
وقفوا على الأمويِّ،
قالوا:يا أميرَ المؤمنين،
طغى العراقُ بأهلِهِ،
وطغتْ(شآمُ) بجرحِها،
ساقوا العقولَ إلى الجمادِ.
فيعودُ للمهدِ الوثيرِ بلا مناغاةٍ،
فلا لحداً يغلّفُنا،
ولا حرفاً يغطّي سوءةَ الأغصانِ
في عيبِ الذكورةِ لا الأنوثةِ،
فالمدى نظرةٌ،
والوقتُ في وجعٍ يغنّي سحرَهُ،
تمشي الثواني يا دمشقُ على حطامٍ باردٍ،
جثثُ الرحيقِ على الشهيقِ من العنادِ.
هذا اغتصابُ الأرضِ والإنسانِ،
يقتبسونَ موتاً للمنادي.
هذا احتلالُ الروحِ والإيمانِ،
في سجنٍ بلادي.
ــــــــــــــــــــــ
16/9/2012
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا/حماه/عقرب






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -طفولتي تلاشت ببساطة-.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
- مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا
- جواد غلوم: حبيبتي والمنفى
- شاعر يتساءل: هل ينتهي الكلام..؟!
- الفنان محمد صبحي يثير جدلا واسعا بعد طرده لسائقه أمام الجمهو ...
- عام من -التكويع-.. قراءة في مواقف الفنانين السوريين بعد سقوط ...
- مهرجان البحر الاحمر يشارك 1000 دار عرض في العالم بعرض فيلم ...
- -البعض لا يتغيرون مهما حاولت-.. تدوينة للفنان محمد صبحي بعد ...
- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرحمن جنيدو - الطريقُ إلى دمشقَ