أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الصباح - قراءة سريعة في نص صباح خريفي للاستاذة سما بغدادي














المزيد.....

قراءة سريعة في نص صباح خريفي للاستاذة سما بغدادي


علي الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 5632 - 2017 / 9 / 6 - 02:44
المحور: الادب والفن
    


قراءة سريعة في نص صباح خريفي
للاستاذة سما بغدادي
نص كبير ومبهر، اللغة تأتي طيعة لا تتكلف في كتابة نصوصها.
الخيال يتدفق كالنهر الجارف يجري بسرعة ويحدث هدير لا تنفر منه الاذن ولا تفارقه حملقة العين ، فاللغة في النص بتشبيهاتها وإستعاراتها ومجازاتها يأتي تركيبها الجمالي بعيدا عن بنية النص ومضمونه ورمزيته وهندسة تركيبه ، فهي تمارس تأثيرها على القارئ نتيجة لسحرها ودقة التصوير فيها، وهذا جانب مهم يفتح الباب أمام القارئ لتذوق النص من خلال جمال اللغة ورشاقة العبارة في النص.
وهنا أجد أن للنص عند الاستاذة سما بغدادي خاصيتن: الاولى الذخيرة اللغوية الكبيرة والتمكن من توظيف المفردة بطريقة يظهر فيها التركيب تصميما مستقلا في وظيفته الجمالية.
الخاصية الثانية تناسق الصورة ورمزيتها في بنية النص، إذ تستمر موحيات الصورة في بناء الخيال دون إنقطاع، حيث يستمر البناء الجملي كسياق واحد دون أن تتراخى رمزية الصورة في تركيب النص، لذلك نجد ظلال الخيال ممتد زمنيا ومكانيا في كل مساحة النص.
من هنا وجدنا أن قصيدة النثر السردية عند سما بغدادي تسير في هذا المنحنى ، تكثيف اللغة وزيادة تراكبها الوظيفي في صورتها المجازية والاستعارية وتماسك بنية الصورة في فضاء النص في أمتداده الزمني والمكاني.
عبارة النص:
صباح خريفي
................
عندما تهمس خيوط الشمس في صباحٍ خريفيّ ، تترجل إقحوانة الاماني من فوق جناح يمامة بيضاء تغط في غفوتها فوق اغصان الزيتون . تسقط قطرات الندى على عشبِ يابس فينتعش برائحة الاخضرار وهوس الارتواء. أشكالٌ بلا هيئة تتشكل كسراتٍ من بلور لامع يحتضن ظلالاً بألوان قوس قزح . تومئ الابتسامة حين ترتوي بعطر الياسمين وهو يناجي ورود المحمدي اقواساً متوجه بوهج الحنين , محشورة هي الذكريات وسط الاريج المتزاحم في زوبعة العبق ,العيون لا تجرؤ على التحديق في الأحلام فالشعور يُسقط أبجدية الرؤى ,والدهشة هي الطريقة الخفية التي تغيرنا من الاعماق , هي ذاتها التي تتسامى كلما تراقصت اسراب العطور في فضاء الشمس ,ثمة أصوات في الريح تغنّي.
ضوء شمس ينسكبُ فوق ضفاف نهر يخترق حشرجة النخيل المثقل بثماره ,فتتسلل رائحة ثمار الليمون تحت قبعة النخيل , همس الكاردينيا اكثر وقاراً يستفز الانفاس بشهوة الانتعاش ,تغطس نشوة الحلم في هشاشة الطين المغمس بعطور الورد, فتبتسم مملكة من الشفق الاحمر لتروي جزر التمني في ارض الصبّار الميتة . يرتعش الرحيق فوق متون الزهر معانقاً خيوط الشمس ,وتفر أغصان النعناع لترتوي من نبع رقراق ,فتغيب الروح وسط هذا الجمال , فأريج الورود وهمس الطبيعة يخترق الوجع بأزيز هشّ. تتحسس أطراف الشتاء الباردة زهو الخريف الذي يعري وجه الطبيعة في عيون الشمس , فتنطوي أغصان الصنوبر المتقصفة لتخلع قشرتها ,كسوةَ لبرد الرحيق ,فهكذا هي ترانيم تعاقب الفصول في أنفاس الفجر البكر .
سما سامي بغدادي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...
- -رسالة اللاغفران-.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة ...
- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الصباح - قراءة سريعة في نص صباح خريفي للاستاذة سما بغدادي