أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف فخر الدين - وجهة نظر في حل الدولة الواحدة والواقع السياسي الراهن















المزيد.....

وجهة نظر في حل الدولة الواحدة والواقع السياسي الراهن


يوسف فخر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1459 - 2006 / 2 / 12 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


عرف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الكثير من الطروحات السياسية، وبعضها يرقى إلى مستوى المشاريع، حول إمكانية الحل. وإذا كانت قيادة منظمة التحرير قد تأثرت بأكثر من مشروع، مثل تبنيها لحل الدولة الديمقراطية، إلا أنها، وبسبب قراءتها لاستراتيجية من تعتقده مالكا للحل بعد تكرس اعتقاد لديها بعبثية السعي لإنهاء إسرائيل أو إجبارها على الشراكة على الأرض ضمن خيار الدولة الواحدة، عادت وتبنت ما رأته ممكنا أي حل الدولتين.
ورغم معارضة بعض الفصائل الفلسطينية لسنوات، إلا أنها عادت والتحقت بهذا الخيار، كل حسب طبيعته. فالجبهة الشعبية إحدى الأطراف الحاملة لخيار الدولة الديمقراطية العلمانية والمعارضة لخيار الدولتين، حتى وإن كان في سياق المرحلية برنامج الجبهة الديمقراطية والمنظمة لاحقا،ً عادت وتبنت المرحلية، وضمنا خيار الدولتين، واضعة الخيار الأخر في أدراج النسيان. وبهذا ضمنت علاقتها بالخيارين الأول بالمشاركة والأخر بالحيازة. أما حماس (وهي خارج منظمة التحرير) فهي رافضة لخيار الدولة الواحدة من المبدأ العقائدي ، من حيث أنها حاملة لمشروع الدولة الإسلامية ضمن منظور أممي إسلامي. وهي اليوم بإشارتها الواضحة لإمكانية المشاركة في المفاوضات، وهو الأمر الذي لا مفر منه كنتيجة لسعيها للوصول إلى السلطة، تكشف عن محدودية برنامجها وتحديد نقطة خلافها مع الآخرين بإسلامية الدولة ضمن خيار الدولتين وليس خارجه.
واليوم في سعى بعض المثقفين والمجموعات لاستحضار خيار الدولة الواحدة تتقدم ضرورة الحوار على هكذا إمكانية، ليس فقط من خلال المفاضلة بين الخيارات وتقديم نتائج تبني كل منهم، وهو ما له المشروعية الوطنية، بل من خلال تقديم مبررات كل خيار على حدا. وبكلام أخر تعريف الخيار بذاته وليس فقط من خلال التعريف بالنفي والذي يعتمد على كشف سلبيات الخيار الأخر. فهكذا طرح لا يضعف الفهم العام للخيارفقط، بل يحصر مهمة المتبني لخيار الدولتين بالدفاع عنه دون المشاركة بالتفكير بطرح آخر، مع العلم بأن فشل خيار الدولتين لا يدل بشكل ميكانيكي على صحة خيار الدولة الواحدة ، فلماذا لا يكون البديل الكونفدرالية مع الأردن مثلاً؟
هكذا أعتقد أن التعريف بالإيجاب هو طريق إجباري لمن يريد تقديم خيار الدولة الواحدة ليصبح خياراً مقبولاً.
وبجانب آخر أعتقد بضرورة التنبه لحقيقة تحول خيار الدولتين وحلم إنشاء الدولة الفلسطينية بعد أوسلو إلى مصلحة عيانية لقطاع يحلم (وهو ما تحقق لجزء منه ولو بشكل مشوه) بالتخلص من الاحتلال. هذا القطاع الذي إن لم يصل إلى وضوح بمدى الضرر المحقق له من هكذا خيار فلن تزول حساسيته من خيار الدولة الواحدة. فما بالك منه وقد عرض بشكل تناقضي! أعتقد أن طرحاً متسرعاً وغير مدروس سيكرس التجزأة التي نتجت عن أوسلو بين قطاعات شعبنا، وأقصد الشتات والـ67 والـ48، من خلال عنونتها سياسياً، إن طرح الدولة الواحدة يستلزم، باعتقادي، القدرة على طرحه سياسياً بحيث يأخذ بعين الاعتبار تحولات الواقع وإمكانيات الفعل فيه. وربما يحتاج للتركيز على كارثية الدولة الصهيونية المنتجة في خيار الدولتين، مما يسلط الضوء ليس على محدودية المكتسبات فقط بل وعلى مدى خطر المكتسبات الصهيونية وانعكاساتها على المستقبل في المنطقة عموماً وعلى الشعب الفلسطيني بمجمله والدويلة الفلسطينية خصوصاً.
يتقدم خيار الدولة الديمقراطية العلمانية على حوامل فلسطينية وإسرائيلية، إقليمية وعالمية، تؤهله ليكون خياراً إنسانياً بجدارة، بحيث ينطلق من حقيقة واقعية هي أن أي حل يجب أن يبنى على الجامع الإنساني وعلى الإمكانية الطبيعية للتعايش بين البشر، وهو ما يعيقه تناقض المصالح والإيديولوجية العدائية المنبثقة عنها، وهي العنصرية في حالتنا. وفي سعي الحاملين لهذا الخيار لتقديمه عليهم، باعتقادي، قراءة الواقع ومحاولة الإجابة عن الأسئلة المنبثقة عنه، بما فيها هل هناك تناقض مصالح؟ هل لازالت إسرائيل معسكراً متقدماً للإمبريالية بدور عسكري مركزي؟ أم أن التطورات العالمية انعكست بتبدلات في الدور الوظيفي بحيث ضعف الدور العسكري قليلاً ليتقدم الدور الاقتصادي؟ وهو ما يظهر من خلال إعادة التأقلم التي تمارسها قيادة الكيان و السياسات المتبناة من قبلها. وما هو الدور الجديد الممكن والساعية له هذه القيادة؟ وما انعكاسه على الواقع الإقليمي، بما فيه الإسرائيلي والفلسطيني؟
ونلاحظ أن لجدار الفصل العنصري دوراً محورياً في الرؤية السياسية الصهيونية، حيث يشكل حدود الغيتو الإسرائيلي الجديد، الذي وإن كان في الذهنية العنصرية سورالصين حامياً ليهودية الدولة وصفاءها العرقي والثقافي، فإنه يبرز عمق الأزمة الصهيونية التي بعد أن سعت لإخراج اليهود من غيتوياتهم الصغيرة في العالم عادت وحشرتهم مع أقلية من الشعب المحتل في غيتو كبير. هو ليس منافياً لطبيعة تطور المجتمع الإنساني المفترض، والذي يقدم على أنه يتصف بالانفتاح، فقط بل ضامناً لاستمرار وتعضي الأزمة بالنسبة لليهودي في هذا الكيان، بما هي أزمة عدم القدرة على الاندماج والتفرد بنفس الوقت. وإنني لأعتقد أن القيادة الأمريكية للعالم تقدم الفرصة لإعادة إنتاج العنصرية الكافية لاستمرار هكذا مشروع مأزوم، بما هو سعي إسرائيل للشراكة بالهيمنة على المنطقة من وراء سور، بل وتقديم المبررات الأخلاقية له، مما يضعنا أمام واقع مناقض لما تدعيه الليبرالية الجديدة، واقع يكرس العنصرية والطائفية، ويدفع الحركات الدينية للأمام بخطابها الديماغوجي، بحيث تعتقد القطاعات الشعبية في الخطاب العنفي، الذي تقدمه هذه القوى، الرد الذي تحتاجه على النهب المتواصل بجانب وعلى انتصار الصهيونية بجانب آخر.
وتبدو كارثية هكذا تقدم في حقيقة التناغم على المستوى الاقتصادي بين الأخوان المسلمين والليبرالية الجديدة، وبالتالي إمكانية الأولى بموجب ديموغوجيتها على الدخول في الاستراتيجية الأمريكية وحل الدولتين، من باب مرحلية إسلامية مدعمة بتبريرات مستندة إلى قدسية دينية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار كون تقدم حماس للسلطة امتحاناً للإخوان المسلمين عموماً أمام محاورهم الأميركي عن مدى الليونة التي قد يقدمونها في التعاطي مع الواقع السياسي، فسيبدو لنا مدى خطورة هكذا تقدم وعكسيته للغاية الشعبية التي دفعت به، وهو ما يهدد بتكريس الشذوذ في مسيرة المنطقة، وبجانب أخر يلحظ مشروع الدولة الواحدة مدى إمكانية وحدة الشعب الفلسطيني على أرضة التاريخية، وهو ما لا ينتفي مع ضرورة شراكته بهذه الأرض مع وجود آخر- الذي وأن تكون في ظل وجود خطر خارجي داهم بالإضافة إلى قدرة الاقتصاد المتطور بفعل ارتباطه العضوي بالمركز الرأسمالي على التوحيد- فهو اليوم في ظل أزمة الإيديولوجية الحاملة للمشروع منذ بداياته، والتي كانت لزمن أحد أهم مبررات وجوده، يقدم إمكانية لإضعاف الوحدة في الدور الوظيفي المربوط عضوياً بالمركز الإمبريالي. هذا الربط الذي يشكل العمود الفقري لاستمرار العنصرية، وبالتالي إضعاف إمكانية الحل الإنساني، وهنا مكمن الصراع في الزمن القادم، حيث من الممكن للمشروع العنصري الذي تسعى إليه الصهيونية أن يجد إمكانية في الحياة في حال قبل من محيطة، وهو الدافع وراء التنازلات الإسرائيلية عن بعض الأرض، وبالتالي إمكانية النجاح الاقتصادي مما يوحد المجتمع الإسرائيلي على الرفاه ويزيد من عدائه لمحيط مفقر مهيمن عليه. وهو ما يجب أن يجد مقاومة من شعوب المنطقة، وأقصد مقاومة للدور الوظيفي المهيمن للكيان الصهيوني، وإيديولوجيته العنصرية المهيمنة في الوسط الاجتماعي اليهودي. هذه المقاومة التي ستجد بعدها الدولي في القوى العالمية المعادية للعنصرية والمناهضة للعولمة، وهو ما يحتاج لأن يقدم له الطرف الفلسطيني شرعيته من خلال تبنيه للخيار الإنساني خيار مصلحته .



#يوسف_فخر_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس المشاركة: الهياكل المدنية للاجئين الفلسطينيين في الشتات- ...
- مشروع -كيفيتاس-: مغامرة جديدة لأكاديمي فلسطيني


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يوسف فخر الدين - وجهة نظر في حل الدولة الواحدة والواقع السياسي الراهن