حسن ابراهيم الحجاج
الحوار المتمدن-العدد: 5625 - 2017 / 8 / 30 - 23:51
المحور:
الادب والفن
كنت اعرف طالبا جامعيا يدرس بجامعة البصرة يمتلك موهبة - او لعنة - كتلك التي عند ( نيلز ) من الرواية المشهورة و التي عرفناها من مسلسل الرسوم المتحركة الذي يحمل اسمه ..
يقول صديقي نيلز العراقي انه كان يستطيع فهم ما تقوله الاشجار و ليس الحيوانات .. !
بل احيانا , كان يقترب منها و يجلس بينها كانه يحاول ان يحدثها .. يسألها هل تعاني من الم في الاغصان
او احتباس بالبراعم
ربما خدر في الجذر و الساق
اخبرته ذات مرة باني صرت ارى النخل خصوصا كالبشر تماما .. تخالج شخصيتها طباع متنوعة .. بين الخجل و الحزن و لمرح و البرائة و العصبية و التذمر الدائم .. كالنخلات في بيت عمي القديم ..التي كانت تغني حين قطاف ثمارها- بلغة خاصة
- يا من تعب يامن شكة يامن على الحاضر لكة
او النخلة المهملة في بستان متروك في ابي الخصيب و هي تنشد لعفيفة اسكندر " اريد الله يبين حوبتي بيهم .. اريد الله على الفركة يجازيهم "
يخالط صوتها نحيب جارتها التي تغني " حركت الروح لمن فاركتهم .. بكيت و من دموعي غركتهم
او نخلة طال عمرها و طال معه جذعها حتى كاد سعفها يخدش سماكة السماء فوقها فلم يقوى احد على صعودها رغم انها اثمرت فغنت لياس خضر " شكرا يا عمر عديتني الخمسين ولو جبت السنين وياك اكابر "
كانوا يعتقدون بان صديقي هذا يعاني من لوثة عقلية .. لكني كنت اصدقه .. بل و اكتشفت بعد فترة باني ربما امتلك الموهبة - او اللعنة - ذاتها !
و انا بكامل قواي العقلية .. او هكذا اظن !
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟