أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - هلال ...........هلال - رواية - الفصل الثالث















المزيد.....

هلال ...........هلال - رواية - الفصل الثالث


السيد عبد الله سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 03:45
المحور: الادب والفن
    


(3)

بعد صلاة الفجر؛ تحرك هلال من أمام البيت، ومضى ناحية سوق المدينة، وعلى كتفيهِ جوالٌ به قربةُ الماء، ومنديل يضع فيه بضع لقيمات، وقليلٌ من حبَّات البلح، ومن طرف السوق الشرقي خرج، فأصبح يواجهُ الطريق الذي يؤدي مباشرة إلى الجبل؛ حيث سعدون الحطاب، رفيق الصبا والأيام الخوالي.

وعلى مهل يتقدم هلال في طريقه، لا يلوي على شيء، وأحلام الثراء تداعب خلايا بدنه، ونسى نفسه سائرًا في هدوءٍ وأناةٍ، حتى مضت بهِ ساعاتُ الفجر الجميلة، وبدأت شمس الصيف، تعلنُ عن وجودها وتشرقُ قبالتهُ، فبدأ يشعر بحرارتها، والعطش يُهاجمُ حلقهُ، فاستيقظ من أحلامه، وراح يُسرعُ في خطوه، حتى يصل إلى بطن الكهفِ الذي يسكنه سعدون في الجبلِ قبيل الظهيرة، وقبل أن تلحق به الشمس في كبد السماء، فتضربهُ ضربة الموت، وأخرج من جعبته الماء، وشرب جرعتين متتاليتين، وأعاد قربة الماء إلى مكانها، وراح يهمُّ في سيرهِ أكثر فأكثر، وبدت هيأتهُ كأكمل ما تكون الرجولة والفتوة، وترنح الطريق تحت وقع خطواته، وقبيل الظهيرة كان أمام بطن الجبل، وبدا كهف سعدون على مرمى البصر، وظهرت الغابة التي يحتطب منها سعدون على الجانب الأيسر من الجبل، فاطمأنت نفس هلال، وازداد جسده حيوية ونشاط، وأخرج قربة الماء وشرب جرعتين وهو يكاد يجري جهة الكهفِ، ولما اقترب منهُ، سمع صوت جلبة شديدة تأتي من خلفه، وصوت زئير الأسد يملأ بطن الجبل، فالتفت هلال ناحية الصوت مزمجرًا، وتأهب لقتال شديد وصعب، فإذا سعدون الحطاب من خلفه، يضحك ضحكته العالية، فاهتزت أشجار الغابة، وصدى صوت الضحكة في الكهف كضحكة ماردٍ من الجنِّ، يفتح أبواب القمقم ليخرج للفضاء الواسع، عندئذ اختفت العروق النافرة من ساعدي هلال وهدأ روعه؛ عندما شاهد صديقه؛ يقفز كغزالٍ من حولهِ، يرحبُ بهِ.

كان لحفاوة سعدون بصديقه الأثر الطيب في نفس هلال، واستشعر الراحة والخير في كلام سعدون الحطاب، وقضيا النهار في حديث الذكريات وأيام الطفولة، وجولات المصارعة في شرخ الصبا، وتصاريف الحياة التي باعدت الأصدقاء بحثًا عن سبل الرزق ورغيف العيش، وفي كهف سعدون الحطاب غفا الصديقان حتى مالت الشمس في الأفق نحو الغروب، وبدأت نسمات الليل تداعب أطراف الحطاب، فاستيقظ وغمز صديقه هلال، ليبدأ هلال رحلة العودة إلى المدينة، مع نسمات الفجر الجميلة، وتواعدا على اللقاء مع بداية القمر، في سوق المدينة لكي يبدأا عملهما الجديد في التجارة، وحراسة القوافل.

مع أول الشهر العربي مر هلال على التجار، وحصل منهم الأموال والبضائع، وكتب صكوكًا لكل واحد منهم، بما دفعه إلى هلال، وراح يمر على ديار الرجال الذين اتفق معهم للعمل معه في خدمة القوافل وحراستها، وتفقد القافلة وما فيها من خيل وجمال وأغنام، وقدم نفسه لرجال القافلة ونسائها، وطمأنهم على أرواحهم وممتلكاتهم، وحدد فجر الجمعة الثاني من شهر شوال لتبدأ رحلته الأولى إلى بلاد الشام.
في اليوم المحدد لخروج القافلة، ودع هلال أهله، واحتضن أطفاله طويلا، وأوصاهم خيرًا بزوجتهِ، وأمه، وقبل يد أمه ورأسها، وطفرت الدموع من عينيه، وزوجته الجميلة تودعه وتلمس زنده العاري بأناملها الرقيقة، خذلته مشاعره فتمنى لو لم يقبل هذه المهمة وظل حمَّالاً بسوق المدينة، لا يفارق أهله أبدًا.
وأمام بيته ودع صديقه صادق الأعرج، واحتضن كل واحد منهما الآخر، وأوصاهُ بالأهل في غيابه، ومضى كل واحد في طريقهِ، وبعد لحظاتٍ كان هلال واقفًا في مقدمة القافلة، وفي يده حصانه الأسود، ولما طالت وقفة هلال وهو يلتفت ذات اليمين وذات الشمال، سأله أحد الرجال المرافقين له:
- هل تنتظر أحدًا يا سيدي؟
تنهد هلال وأشار للقافلة بالسير على بركة الله، فعلت أصوات المشاركين في القافلة، من حيوانات وبشر، وسارت على مهل وعلى رأسها هلال الحمال على حصانه، وحالة من الغم والحزن قد كست وجهه لغياب سعدون الحطاب، وعندما أصبحت القافلة خارج المدينة، جاء أحد الخيالة يعدو بفرسه ناحية هلال، وأخبره عن فارس يعدو خلف القافلة، فاستدار هلال ورجع إلى مؤخرة القافلة، فإذا بسعدون الحطاب وقد أحاط به حرس القافلة يمنعه من التقدم، ففرح به هلال وسلم عليه وهما راكبان، وترك الفرسان سعدون الحطاب ليمر لمقدمة القافلة برفقة هلال.
مضى الركب في أمان حتى أصبح خارج مضارب البدو المحيطة بالمدينة، وأصبحت القافلة في وسط الصحراء، و قد زادت حركة الحرس حول القافلة، وكان هلال بقامته المديدة ونشاطه يقطع الأرض حول القافلة بحصانه، فهو في كل مكان يطمئن على أحوال جميع من بالقافلة، الراكبين منهم والراجلين، كبارهم وصغارهم، نسائهم ورجالهم، فشعر الجميع بالأمان في حماية هلال الحمَّال.
عند المساء حطت القافلة رحالها للمبيت، وأشرف سعدون الحطاب وهلال بنفسيهما على إعداد الخيام للنساء والأطفال، والاطمئنان على تأمينها، وتم عمل خطة الحراسة وتنبيه الحراس عليها، وبدأ الخدم والطهاة في إعداد الطعام، وتوزيع الشراب والماء على كل مَنْ بالقافلة، القادر والفقير، وعم السرور أنحاء القافلة، وأعد هلال بعض موائد السمر، فالتف حولها الرجال والنساء في حلقات، يتسامرون بالحكايات والأشعار، ويتباهون بالأنساب والألقاب، وقامت القيان بالغناء وضربت الجواري على العيدان، وحلت ليلة الجميع بروح هلال المرحة التي أضفت السعادة على الجميع.
وحرص هلال على إقامة حلقة المصارعة، فجاء إليها الرجال يتصارعون، والنساء والأطفال يهتفون للفائز، في سعادة وسرور، وبعد انتهاء مصارعة الأيدي، برز في الحلقة سعدون الحطاب يسأل عن فارس يصارعه حتى الوقوع على الأرض، فتحمس الجميع وبدأ الرجال الأشداء يتوالون على الحلقة يتصارعون مع سعدون، فيصرعهن جميعًا، وسط الهتافات الصاخبة من المتفرجين، ومما زاد حماسة المصارعة تقدم هلال ليصارع سعدون، فعلا الضجيج واشتعلت المنافسة، وفي الحال اشتبك الاثنان في صراع، يحاول كل واحد منهما أن يرمي بالآخر على الأرض، بلا فائدة، فكلاهما كالوتد المغروس في الأرض، لا يستطيع أحد أن يزعزعه من مكانه، وكلما اقترب أحدهما من الإيقاع بالآخر، زاد هتاف الجمهور، ولكن بلا فائز.
مرت الأيام على القافلة في سعادة وأمان، لم يعكر صفوها سوى بعض الحوادث العارضة، التي تصيب الركبان، من مرض كالحمى، أو جروح وكسور، ولكن بلا وفيات، ولولا حكمة هلال، وشهامة سعدون لكان حال القافلة غير هذا الحال، وكان لليالي السمر التي يقيمها هلال، وحلقات المصارعة التي يشرف عليها سعدون أثرًا طيبًا في نفوس الركب بالقافلة، وخفف عنهم وعثاء السفر في الصحراء، وسعادة الركب أضفت على هلال ورفاقه روح التفاني في خدمة القافلة، فنجاحهم في إدارة أول قافلة؛ سيفتح لهم باب الرزق والثراء، وسيجلب لهم من أموال التجار ما يجعل قوافلهم أغنى القوافل.
سارت القافلة بسلام، حتى اقتربت من وادي الغيلان، ووادي الغيلان هذا تخشاه كل القوافل، فكم ضاعت فيه القوافل، وكم من البشر مات في هذا الوادي، والروايات كثيرة في أسباب خطورة وادي الغيلان، فمن يقول أن عصابة من الصعاليك يسكنون الجبل المطل على الوادي، وينزلون منه كالصاعقة على القافلة من حيث لا يحتسبون، وفي الوقت الذي لا ينتظرون، فيشتتون شمل الحرس، ويمزقون وحدة القافلة، فتصبح بمن فيها فريسة سهلة لهم، وهناك من يقول أن الجبل إنما يسكنه الأسود والذئاب، وغيرها من الوحوش المفترسة، التي لا تبقي ولا تذر، فحين تدوس القافلة تنهش لحم كل حي، وتتركها نهبًا للغربان والحدادي لتعبث بالجيف والعظام، وآخرون يقولون أن الجن هو المسئول عن وادي الغيلان، وأن ملك الجن الذي يحكم الوادي، يكره رائحة بني البشر، فيأمر الجن بالقضاء على كل أثر من رائحة بني البشر، ورغم اختلاف الأقاويل عن الغيلان التي تطلق من أفواهها ألسنة اللهب، تلك الغيلان التي لم يرها أحد في حياته، وإنما سمع عنها في حكايات السمر، إلا أن الجميع من هول الوادي أطلقوا عليه وادي الغيلان.
كان المساء على الأبواب، والقافلة في طريقها إلى وادي الغيلان، عندها اقترب سعدون من صديقه هلال، وبدأ يناقشه في خطورة الوضع؛ لو دخلت القافلة إلى الوادي في المساء، فإذا ما حطت القافلة رحالها للمبيت في الوادي فهي في خطر شديد، لانشغال الركب بإعداد مكان المبيت، ولو مضت القافلة في طريقها في الوادي والظلام يغطي سفح الجبل، فالهلاك كل الهلاك للقافلة، ناهيك عن التعب الذي قد يلحق بالركب والحراس إذا مروا في الوادي طيلة الليل دون أخذ قسط من الراحة بعد كل هذا الوقت في حرارة الشمس، سمع هلال حديث سعدون بشغف واهتمام، وآلاف الخطط والأفكار تدور في رأسه لحماية القافلة من وادي الغيلان.
عندما اكتملت الخطة ونضجت في رأس هلال، على الفور دعا الحرس وأخبرهم بخطته، وبدأ على الفور تنفيذها، جمع هلال كل مَنْ يقدر على حمل السلاح في القافلة، وأول لهم مهمة حراسة القافلة مع سعدون والقليل من الحراس والخدم، على أن تنزل القافلة للمبيت قبل الدخول إلى وادي الغيلان، أما باقي الحرس وبصحبتهم هلال، فيخترقون وادي الغيلان ليلاً ولكن من على جوانبه، متخفين في الكهوف والجحور على أسفل الجبل، وجعل ما بين كل حارس وحارس مسافة قصيرة تسمح برؤية عيدان النار لو اشتعلت، ومضى يوزع الحرس على جانبي الوادي، وينبه على كل حارس أن يظل مستيقظًا، يراقب كل ما يجري من حوله، وما قد يأتي من سفح الجبل، ونبه عليهم ألا يحاول أحدهم بطولة أو مغامرة، فإذا ما شعر أحدهم بأي خطر عليه، أن يشعل ناره ليخبر من يراه من الحرس، وعلى كل من يرى نارًا أن يشعل ناره، وهكذا يعلم الجميع بقدوم الخطر، وهلال كالأسد يقطع الوادي ذهابًا وإيابًا على حصانه، لا يهاب الموت، يبحث عن حاكم وادي الغيلان لينازله.
مرَّت الساعات على القافلة بطيئة، والخوف يسرح في جنباتها، والحرس في وادي الغيلان وبين الكهوف قلوبهم قد ماتت، فلا يعرف الخوف طريقًا إليهم، وأياديهم تعفق السيوف، وأعواد النار بين أرجلهم كأطفالهم.
في الثلث الأخير من الليل، علت أصوات الذئاب والأسود تأتي من أعلى الجبل، واستغاثات بعض الأرانب والغزلان من هنا وعناك، تصل إلى أسماع الحراس، فازداد انتباههم، ورهفت حواسهم، وأبطأ هلال خطوات فرسه، ليسمع ويحاول أن يرى بقلبه لا بعينيهِ، وفجأة تصمت كل الأصوات، ثم تعاود هياجها، حتى ملَّ الرجال في أماكنهم، وبدأ القلق يتسلل إلى أفئدتهم، فإذا بصوت غزال يمزق جوف الوادي، تتبعه أصوات الأسود والذئاب، فأشعل واحد من الحرس ناره، وتبعه باقي الحرس، وهلال في جوف الوادي يسمع الأصوات ويميزها وكأنها إلى جواره، وينزل الحراس، وكل واحد منهم في يده ناره، ويتجهون ناحية نار هلال، الذي اشتبك في معركة شرسة مع ذئب هائج من فوق حصانه، والذئب يقفز في الهواء، يريد رأس الحصان، وحصان هلال يدفع عن نفسه بأقدامه، وركلاته القوية، وهلال يتدلى من فوق السرج ليطعن الذئب في رقبته ليطرحه أرضًا، والتحم الحراس مع قافلة الذئاب في معركة شرسة، شارك فيها الخيل ببراعتهِ، وانتهت لصالح الحراس ومقتل أربعة من الذئاب، وهروب باقي الذئاب، والغزال المسكين قد صرعه الأسد وجذبه بعيدًا.
عند الصباح ظهر مسرح المعركة واضحًا، والقتلى على الأرض وبقايا الغزال على جانب الوادي وأسنان الأسد ما زالت واضحة في رقبة الغزال، راجع هلال حراسه، فوجد ثلاثة من الجرحى، وعندما ناظر جراحهم أمرهم بسرعة العودة إلى القافلة، لينالوا العلاج والرعاية اللازمة.
وعند منتصف النهار، توجه هلال إلى القافلة، واطمأن على من فيها وطمأنهم على الحراس، وأخبرهم حقيقة وادي الغيلان، وما وجدوه فيه، وأمرهم بالمبيت ليلة أخرى في نفس المكان، وهو والحراس يخططون لاصطياد الأسد، وما فر من الذئاب، لكي تمر القافلة وغيرها من القوافل في وادي الغيلان بأمان.
حاول سعدون مع هلال أن يسمح له بالمشاركة في اصطياد الوحوش، وتأمين قوافل المسلمين التي تمر بوادي الغيلان، ولكن هلال أصر على خطتهِ وأن يظل سعدون في عمله، حاميًا مبيت القافلة، وتركه قبل الغروب متوجهًا لوادي الغيلان، حيث يكمن الحراس بين كهوف الجبل كالليلة الماضية.
في هذه الليلة بدأت الأصوات مبكرًا عن ليلة أمس، وكأن الذئاب والأسد قد علموا خطة هلال، وأرادوا الانتقام لقتلاهم من حراس هلال، فلم يكد منتصف الليل يأتي حتى بدأت الذئاب تعوي في بطن الوادي، و ما عادت حاجة لأعواد النار، فالقمر أضاء الوادي بنورهِ الفضي، ولمعت عيون الذئاب تحت أشعة القمر، فهابتها الخيول، فصهلت طويلا، وحاولت أن ترمي برجال القافلة على الأرض، ولكن الفرسان، ملكوا زمام الخيل، وأخذوا يد المبادرة على الذئاب، فهجموا عليها، ودارت رحى المعركة بلا رحمة ولا هوادة، وقفزت الذئاب في الهواء فطال بعضها رقاب الخيل الخائفة، فوقعت على الأرض، وفارسها يدافع عن نفسه بسيفهِ، وسالت الدماء، وشمت رائحتها الذئاب فجن جنونها، وراحت تقاتل كالجن، لا تخشى أقدام الخيل، ولا ضربات السيوف، وطالت المعركة عدة ساعات، كان النصر فيها حليف هلال ورجاله.
ولم يمهل الأسد هلال ورجاله أن يلتقطوا أنفاسهم بعد تلك المعركة الحامية مع قافلة الذئاب، بل عاجلهم بوثبة عالية تجاه حصان هلال وهو يزأر زئيرًا مخيفًا، يخلع قلوب الرجال من أماكنها، ويعلن سطوة الملك على الجبل، فسقط هلال على الأرض، وهاجمه الأسد بعنفٍ، فاحتضنه هلال وأمسك برقبة الأسد، والحراس بسيوفهم لا يستطيعون عمل أي شيء، خوفًا على هلال، وراحوا يدورون حول هلال والأسد منتظرين الفرصة التي يهجمون فيها على الأسد والخلاص منه، بلا فائدة، و غامت الدنيا في عيونهم حين سقط سيف هلال على الأرض، وزئير الأسد يملأ الوادي، وضوء القمر راح يبعد عن بطن الوادي، فما عادوا يكشفون الأرض، و لا يعرفون مَنْ القاتل ولا مَنْ المقتول؟.
تسمر الحراس في أماكنهم عدة دقائق، يتسمعون صوت مَنْ سيعلو مرةً أخرى، بلا فائدة.
كان سعدون في القافلة على أحر من الجمر، وهو يعلم أن رفيق عمره سيصارع قافلة الذئاب وأسدًا، في بطن الوادي، وهو جالس في مبيت القافلة، يأكل ويشرب وينام!.
طار النوم من عين سعدون الحطاب، فصار يقطع ما بين الخيام جيئةً وذهابًا، والقلق ينهش كبده، وأخيرا توجه ناحية أحد الحراس وأخبره أن يتولى قيادة الحرس، وعلى الفور امتطى صهوة حصانه، ومرق كالسهم تجاه وادي الغيلان.
وصل سعدون إلى بطن الوادي في اللحظة التي قرر فيها الحرس إشعال أنواد النار، ليتمكنوا من رؤية ما حدث بين هلال والأسد، فسارع سعدون ناحية النار، ووجد الأسد و هلال مكومين على الأرض، فقفز من فوق حصانه، والسيف في يده ، وعندما رأى جسد هلال في أحضان الأسد، و لا حراك للأسد، اقترب ببطء والسيف في يده، يزيح الأسد الذي أصبح جثةً هامدةً من فوق هلال، الذي تنهد، وهو يجذب خنجره من قلب الأسد، فاندفع دم الأسد وأغرق كل ما حوله، ومسح هلال الدماء من على وجهه، فأمسك به سعدون، ورفعه من على الأرض، وهو يهتف:
- صرعت الأسد يا بطل.
- هلال مصارع الأسود.
تردد صوت الحراس وراء صياح سعدون وملأ بطن الوادي:
- هلال مصارع الأسود.
وطار الخبر في الهواء للقافلة النائمة، فصحت على صيحة الرجال:
- هلال مصارع الأسود.



#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلال ...........هلال - رواية - الفصل الثاني
- هلال ...........هلال - رواية - الفصل الأول
- أوراق الظنون
- الجلباب الأزرق - قصة قصيرة
- رحلة تغريد على أطراف أصابعها - قصيدة نثر
- بلل الرمش بالدمع
- جادك الغيث
- فقد حدث
- دائرة الدوائر
- اللغة الحية أنت
- يوم الوصل
- ليلة أن جاءني القمر
- غابة ينسون
- التكعيبة
- فقه اللحظة
- فجر الحقيقة
- رجال على الممر - قصة قصيرة
- المهجور
- دقت الأوتار
- يا أم - شعر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - هلال ...........هلال - رواية - الفصل الثالث