|
الطريق الوحيد للحل في اليمن !!
ايهاب الشرفي
الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 20:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طالت الحرب و طال امدها ، و تضخمت الفاتورة التي فرضت نفسها على اطراف الصراع في اليمن و اخارت قواهم حتى اصبح الجميع يحلم بانفراجه عاجلة للازمة ، ليلتقط انفاسه المتهالكة .
تشتت الأهداف و توزعت الأدوار و حدث مالم يكن بالحسبان ، لكل الاطراف بما فيهم اطراف ما خلف الستار ، الذين ادركوا بعد فوات الأوان ان اللعبة ليس في صالحهم و ان مصالحهم في اليمن بدأت بالاضمحلال .
في حين تحاول الاطراف اليمنية تصدر المشهد بصفتهم اصحاب السيادة ، و الدفع اكثر لتحسين تلك الصورة المشوهة ، غير ابهين بمألات الحرب النفسية و الخسائر الفادحة في الممتلكات و الارواح ، التي تدفع يوميا ، بالتزامن مع انحسار السيطرة السياسية و الاجتماعية لكل الأطراف في الداخل اليمني .
و اذا ما سألت اي يمني اكتوى بنار الأزمة الراهنة في صنعاء او عدن ، ماهي مطالبك أو أحلامك ؟ فستجد ان الكل يجمع على إنهاء الصراع و إيجاد حل توافقي يجنب اليمن مزيدا من إراقة الدماء و و مزيدا من الأزمات .
و ستجد أيضا إنعدام الثقة لدى الشارع اليمني في كل الاطراف ، فلم يعد صالح ذالك الرجل المحنك لدى عامة الناس ، وفقد مكامن القوة التي راهن عليها طيلة فترة حكمة ، سواءً من الجانب القبلي او العسكري ، بالمقابل أيضا الإفراط في الانتقام و فرض الحكم بالقوة الجبارة من قبل الحوثيين افقدهم الثقة و أحرق صورتهم تماما لدى عامة الناس في اليمن ، كذالك هو الحال لدى الحكومة الشرعية ، التي و اجهت عراقيل لا تحصى و مشاكل محلية ذات ابعاد سياسية تقف خلفها مخابرات دولية ، أدت بلاشك إلى نوع من عدم الاستقرار الكلي في المناطق المحررة .
ناهيك عن الممحاصات السياسية و المناطقية و الحزبية و صراع النفوذ داخل الدولة و صراع السيطرة في صفوف الجيش اليمني ، يقابل ذالك صراع اخر و مماثل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين و صالح .
في ذات الوقت ، تشتت الأهداف والغايات من هذه الحرب لقوات التحالف ، و لم تعد تلك الثورة العسكرية التي شهدناه منذ عامين ممكنة في والوقت الراهن ، فقد خرجت بعض الأطراف عن السيطرة و كذالك هي الاهداف العسكرية و السياسية التي أصبحت في هامش المهام المستجدة و المتغيرة بين لحظة و اخرى .
هناك بلا شك اطراف دولية و قوى إقليمية و دولية ترغب باستمرار الحرب على نهج بطئ ينهك كل الاطراف ، و برزت نتائجة و أثاره على أرض الواقع بشكل كبير و مؤثر على مسار الحرب .
اصبح الجميع يدرك تماما ان لامفر و لا خيار آخر أمامهم سوى الحل السياسي و التراضي على الشراكة الوطنية ، مع وجود تكابر و اختلالات كبيرة بين الأطراف اليمنية المتنازعة ، رغم انهم علموا او يعلمون أنهم مجرد أدوات و بيادق لقوى خارجية ينفذون مشهد تمثيلي في حرب هزلية نتائجها كارثية على الوطن و المواطن اليمني .
في المقابل تلك القوى الخارجية التي اشرنا اليها سابقا تتحاور و تتشاور من اجل وضع اللمسات الاخيرة لنهاية فصول المسلسل الدامي في اليمن ، فيما يصر الإعلام اليمني و جميع الاطراف على و ضع نهاية خاصة لقصة طال امدها لاكثر من عاميين و نصف ، وهم غير قادرين على ذالك .
اذا ، الاطراف اليمنية من تدفع الثمن و تزرع البذر و تسقي الحرث حتى إذا ما ان قطافها ، تحصده قوى خارجية دون بذل اي مجهود ، هي حقيقة يحب التنبه اليها دام هناك متسع من الوقت و قليل من القوة .
و عليه فإن الحل يقع على عاتق جميع الأطراف اليمنية و عليها أن تسعى لإيجاد حل عاجل لوقف الحرب بكل الوسائل و السبل الممكنة، و الخروج منها بأقل الخسائر و تجنيب الوطن مزيدا من الحروب والأزمات و نبذ الانقسام و الفرقة ، و عليها ايضا ان تضع نصب عينيها المصلحة العليا للوطن بعيد عن المصالح الضيقة و الاهداف المتقزمة و المتقوقعة على مصلحة الحزب أو الجماعة مقابل التضحية بملاين المواطنيين داخل و خارج الوطن .
و يجب ايضا على القوى السياسية اليمنية ان تعي ما يدور حولها وما ترسمه القوى الخارجية النافذة في الوسط اليمني من مخططات لا ناقة لهم فيها و لا بعير .
#ايهاب_الشرفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حركة الاخوان المسلمين بين التاسيس و السياسة
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|